يقول الأستاذ ادريس لشكر: «نحن اليسار الذي يشارك والذي يعارض، نحن اليسار الذي يخطئ ويصحح أخطاءه، نحن اليسار الذي يتراجع والذي يتقدم، نحن اليسار الوطني التقدمي. نحن اليسار الحداثي الديموقراطي، نحن اليسار العقلاني الواقعي، نحن اليسار الذي يؤمن بالتدرج في النضال الديموقراطي، والذي ينفتح ويفاوض، ويحالف ويمد يده، ويتعاون مع قوى التقدم في هذا البلد من أجل تقدم هذا البلد…». اليسار فكر كوني وتموقع سياسي له تاريخ، ومفكرون، وقادة، ورموز، وتجارب، ومرجعيات، وقبل هذا وذاك، هو نسق متكامل من القيم، وتطور واضح ومنسجم لمشروع مجتمع . والاتحاد الاشتراكي، قاطرة اليسار بالمغرب، ينتمي لهذا التيار البشري التاريخي للفكر الإنساني، يؤمن ويتبنى قيم العقل والحرية، والعدالة والتضامن، والانفتاح على الآخر والتسامح، ويدافع عن مساواة البشر دون تمييز باسم اللون أو الجنس، أو المعتقدات أو الوضع الاجتماعي، أو الجنسية، ويرفض ويحارب كل خطاب أو ممارسة تدعو إلى الحقد أو التعصب، أو أي شكل من أشكال الاضطهاد والشمولية. الاتحاد الاشتراكي، هو اليسار، وهو في جوهره حزب التقدم والحداثة، وهو أداة وقاطرة التطور المستمر، لذلك فهو مساند دائم للإبداع، والخلق، والعلم، والعقل. والاتحاد الاشتراكي، هو اليسار، لا يرى سبيلا لتحقيق مشروعه المجتمعي إلا بالديموقراطية، وهو في نفس الآن المدافع الدائم، والدرع الواقي لهذه الديموقراطية . الاتحاد الاشتراكي، هو اليسار، لا يطرح نفسه كطرف مقابل يمين ما اقتصادي أو إيديولوجي، بل أولا وقبل كل شيء كمبشر بالأهداف التاريخية التي تطرحها المرحلة الراهنة، كمدشن لعملية الانتظام الفكري حولها، وكقوة دفع للعمل على تحقيقها، وهذا ما جعل ويجعل الاتحاد الاشتراكي ذا مستقبل . يقول الأستاذ لشكر: «لذلك، فنحن بعد أن فتحنا الحوارات، وأقمنا الجسور من أجل التفكير المشترك في أفق الحزب الاشتراكي الكبير، وبعد أن استضفنا اللقاءات من أجل تقارب قوى اليسار، وتوحيد نضالاتها، نقول اليوم إننا لن نضيع مزيدا من الوقت مع من يتوهم أننا نحتاج إليه عن يساريتنا التي «تأكلها» الحكومة…» الاتحاد الاشتراكي، هو اليسار، لن يضيع الوقت مع الدكاكين «اليسارية» بممارساتها التي تقود إلى التطرف والانعزالية وتؤدي إلى إرباك التطور الديموقراطي الفعلي والممكن… لن يضيع الوقت مع أقوال وأفعال متياسرة من إنتاج ناس ومراهقين لم يسبق لهم أن ناضلوا ولو من أجل أنفسهم، ولا هم كانوا في أي تنظيم من تنظيمات اليسار، ولا ماضي نضالي لهم مطلقا، لكنهم اليوم من متزعمي اليسارية الطارئة، وهم الذين تخلفوا عن كل المعارك القاسية التي خاضها ويخوضها الشعب المغربي من أجل امتلاك مصيره… إن الاتحاد الاشتراكي، هو اليسار، يناضل من أجل مجتمع ديموقراطي حداثي، ولا يضيع وقته في «توحيد» ميكروكوزمات سياسوية؛ في هذا المستوى لا يمكن للملاحظ إلا أن يسجل بعض المظاهر السوسيو سياسية البارزة وسط ما يسمى عبثا باليسار الراديكالي «غير الحكومي!»، وأنا ألاحظها في جانبين أساسيين هما: ظاهرة الزعامة، إذ تتعدد التيارات والتنظيمات بتعدد الزعامات، وتكون المنافسة على هذا المستوى، ولا يكون الاختلاف حول الأوراق سوى مبرر لا شعوري للزعامة… وظاهرة التضخم في التنظيمات والمنظرين …. يقول الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي: «نحن اليسار، لأننا حزب اليسار الذي ينبعث من جديد والذي سيعود بقوة، والذي يراهن على اليسار المجتمعي الموجود في نسيج المجتمع، وليس على اليسار الفصائلي المنعزل في غروره وعدميته». اليسار الحقيقي والجاد هو الذي يدرك أهدافه الكبرى، ولا يخطئ في تقديره لخصومه وأعدائه الحقيقيين، ولا يتواصل معهم، عن قصد أو عن غير وعي، ولا يخدمهم ضدا عن أسرته اليسارية بالسب الخبيث والشتم الطفولي للاتحاد الاشتراكي قاطرة اليسار بالمغرب، وأن ينصرف إلى تأطير المجتمع باسم القيم اليسارية … إن رهان الاتحاد الاشتراكي، حزب اليسار، هو التجذر في المجتمع وتعبئة الطاقات النسائية والشبابية لا كشعار فقط، بل كممارسة وانشغال يومي وبالتالي طرح برامج واقعية… الاتحاد الاشتراكي، حزب اليسار، يرفض الانغماس في طروحات طوباوية تتجاوز المعطى الموضوعي وتصنع فكرا شاذا في عالم تتسارع وتيرة التحولات فيه .. إن الاحتكام يكون أولا وأخيرا لسلطة الشعب، والاقتراع العام، أي الانتخابات التي وحدها تعطي الشرعية لكل مكون من مكونات الحياة السياسية المتصارعة… وبغض النظر عن التفاصيل يجب أن نتفق على مبدأ التصويت الاتحادي/اليساري الذي يلزمنا جميعا… نحن اليسار. يتبع 2/10 – الانبعاث التنظيمي المتجدد