تحت شعار " فرحة أطفالنا سعادةٌ لكبارنا " احتضنت عرصة الزرقطوني بالدار البيضاء، صباح الأحد ثاني نونبر 2014، صبيحة تربوية بمناسبة ذكرى عاشوراء، لفائدة أطفال ساكنة المدينة القديمة. من تتبّع وقائع هذا الحفل، لابُدّ أن يُلامس مشاعر الحُبّ وَالحنان التي تختلج نفوس هؤلاء الأطفال، نحوَ من حرصُ دوماً على إسعادهم وَإضفاءِ أجواءٍ من الفرح عليهم، وَيمنحهم الشُعُور بالأمل وَالثقة في المُستقبل، وَلا تترُكُ لهُم المجال لأيّ شُعُورٍ بالحاجة. مَلامِحُ الفرح وَسعادةُ هؤلاءِ الأطفال تختَزِلُها الابتِساماتُ المرسُومة على وُجُوهِهِم وَالشوق الكبير الذي يَغمُرُهُم في انتِظارِ ما سيحصُلونَ عليه من هدايا وَألعاب. مُباشرة بعدَ اختتام هذا الحفل، أكدَت لنا السيدة العلالي رئيسة جمعية "أمَل البيضاء". حِرصَها- رغمَ التِزاماتِهِا اليومية وَانشغالاتِهِا العائلية - على التواصُل الدائم وَالدعم المُستمرّ لِهؤلاء الأطفال وَأُسَرِهم، وَتوفير حياة كريمة لهُم وَزرع الطُّمأنينة في نُفُوسِهم، داعيةً الأطفال إلى بذلِ ما استطاعُوا مِن جُهدٍ للتحصيلِ الدّراسي لِمُواجهَةِ صِعابِ الحياة.. وَبِتعبيرٍ بليغٍ عن مشاعِر التعاطُفِ مَعَهُم، أسَرّت لنا، أنّها تشعُرُ بالسعادة وَهي ترى هذا التفاعُل المُتمثّل في الحُضُور لِهذا الحفل، وَالذي يعكِسُ الثِّقة بالدَّور الذي تَضْطَلِعُ بِهِ جمعية أمَل البيضاء في مجالِ رعايةِ مَن تقُومُ بِخِدمَتِهِم. وَتُعدُّ هذه المُبادرة فُرصة لِنَشرِ الوَعيِ مِن أجلِ البحث عن كُلّ ما يسهمُ في تحقِيقِ وَإنجازِ مشاريعِنا لِنَتمَكّنَ مِن أداءِ رِسالَتِنا التربوية وَالإنسانية. هذه المُبادرة، تقُولُ إحدى الأمّهات اللواتي تابعن الحفل، تَمّ تنظيمُها "إحياءً لِذِكرى عاشُوراء كَمَورُوتٍ ثقافي مِن جِهة، وَمِن جِهةٍ أخرى تأتي في إطار الأعمال التي تُنظِّمُها جمعية أمَل البيضاء، للتخفيف مِن حرمان هؤُلاء الأطفال، وَالعمل على رفعِ معنوياتِهِم وَالتغَلُّبِ على الحالة النفسية السيّئة التي تُصِيبُهُم في مِثلِ هذِهِ المُناسبات، وَتأتي هذه المُبادرة كذلك في إطارِ الجُهُود التي تبذلُها الجمعية لِلَفتِ اهتِمام الجمعيات وَشرائِح المُجتمع لِمَدِّ يَدِ العَون وَالتّضامُن مَعَ هؤلاء الأطفال وأُسَرِهم. جواد المصمُودي، مسؤول بِإحدى الجمعيات التربوية، أكّدَ لنا هُوَ الآخَر، أنّ المُبادرة شكّلَتْ مُتنفّساً للأطفال وَتحفيزِهِم حتّى يتمكّنُوا مِن مُواصَلةِ دِراسَتِهِم وَيَصِلُوا إلى المُستوى الذي يطمحُونَ إليه.. وَهذا ما جَعَلَني أنخَرِطُ في دَعمِ المجهُودات التي تبدلها هذه الجمعية التي تعتني بِشريحةٍ مُهِمّة مِنَ المُجتمع، وَالتي تحتاجُ لِرِعايةٍ وَاهتِمامٍ مُتزايِدين.. وَالمُبادرةُ بِشكلٍ عام تستَحِقُّ التّشجِيع وَالوُقُوفُ وَقفَةَ تقدِير للذينَ قامُوا بِدَعمِها وَتحمّلُوا كافّة مَصاريفِها، وَقد أشادَ السيد المصمُودي بِجُهُود هذه الجمعية، مُوَضِّحاً أنّ هذا الحفل الخيري يُمثِّلُ فُرصةً للجميع لكي يُساهِمَ كُلٌّ مِنّا في خِدمةِ هؤلاء الأطفال، وَفي نفسِ الوقت، تشجيع العمَل الاجتماعي وَالتّضامُني لَذَى أفراد المُجتمع مِن أجلِ إسعادِ قُلُوبِ هؤلاء الأطفال الذين يحِقُّ لهُم الفرح كَغَيرِهِم مِنَ المُواطِنين. الحفلُ كانَ عُرساً فنّياً بِكُلّ المقاييس.. وَالذينَ أشرَفُوا على تنشِيطِهِ خلقُوا الفُرجة بِكُلّ احتِرافية على نَغَماتٍ مُوسيقية مَلأت فضاء عرصة الزرقطوني بِأجواءٍ مِنَ الاحتِفالية التي تجاوَبَ معها الأطفال وَأولياؤهم، وَساهَمَت في خلقِ رُوحٍ مِنَ التفاعُل النفسي وَالاجتِماعي بينهُم.. تَميَزَ بِلوَحاتٍ فنية وَترفيهية، وَفقراتٍ مُتنوّعة وَمُؤثّرة وَهادِفة، خُصُوصاً بِمَا نَثَرَهُ الأطفال مِن بَراءَتِهِم على الحُضُور مِن خِلالِ ما غنّوهُ وَأنشَدُوه.. وَلاشَكّ أنّ المُستفيدينَ مِنهُ سَيَحتفِظُونَ بِلحَظاتِهِ في مُخيِّلتِهِم للأبد. هذا، وَتجدرُ الإشارة إلى أنّ الحفل الذي دأبَتِ الجمعية على تنظيمِه مُندُ سنوات، تَميّزَ بِحُضُورِ ضُيُوف شرف، منهم فنانون وَإعلاميون وطلبة، ساهموا في إنجاحِه، بالإضافة إلى مُمثّلي السُّلُطات المحلية والمجتمع المدني.