غزت الأزبال أغلب شوارع الدارالبيضاء وأزقتها، حيث تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، بين الفينة والأخرى، صور بشعة لأكوام من الأزبال في كل مكان تقريبا، وبمحيط المؤسسات والإدارات العمومية. غرق شوارع البيضاء في الأزبال جاء بعدما أعلن عمال النظافة، منذ أول أمس الخميس،عن دخولهم في إضراب عن العمل احتجاجا على عدم تجاوب مجلس المدينة مع ملفهم المطلبي. وتحول شارع محمد الخامس، صباح أمس الجمعة، إلى مزبلة كبيرة، وعلى طول سكة «الترامواي « الممتدة من حي سيدي مومن باتجاه كورنيش عين الذياب مرورا بمركز المدينة، تكدست أكوام النفايات بشكل مقزز. العمال المضربون صرحوا أن هذا ا الإضراب، الذي يشمل مختلف المقاطعات بالعاصمة الاقتصادية، سيستمر إلى غاية تحقيق المطالب، والمتمثلة في الزيادة في الأجور، وتسوية وضعية التقنيين وكذا مطالبتهم بالحرية النقابية وأيضا تغطية مصاريف الملفات الطبية للعمال، خاصة وأن عملية جمع القمامة تتسبب في إصابتهم ببعض الأمراض المزمنة. ويشتغل في قطاع النظافة بمدينة الدارالبيضاء حوالي 3500 عامل نظافة، كانوا يتلقون أجورهم من الشركة المفوض لها، بينهم 1050 من الموظفين الجماعيين. للإشارة فقد قام مجلس المدينة بفسخ عقدة التدبير المفوض لقطاع النظافة مع الشركات العاملة به في الوقت الراهن، وأعلن عن طلب عروض ينقسم إلى أربعة أقسام، حيث سيتم منح الصفقات لعدة شركات، من بينها شركة "أفيردا» مرة أخرى و»وديريشبورغ» و «نورم» و»ميكومار»، وسيتم معرفة الفائز بالصفقة خلال شهر. وفي انتظار مآل الصفقة ونتائج الحوار تعيش مدينة الدارالبيضاء كابوسا مرعبا مع تنامي أكوام القمامة في الشوارع والأزقة مع ما تخلفه من روائح بعد تحلل مكوناتها.