1 - البيدوفيليا في الشبكة العنكبوتية: نظرا لكونه ممتلكا، في الآن نفسه، من طرف الجميع ولا أحد بعينه، فإن الإنترنيت يمنح أمنا غير مسبوق للشبكات البيدوفيلية، نظرا للصعوبة القصوى لمراقبة أنشطتها ضمنه بفعل انتشار تقنيات حجب الهوية ومحو الأثر. ووفق الكاتب، فقد تم ، في سنة 2006، إحصاء أكثر من 300 موقع تتضمن صورا أو أشرطة فيديو بورنوغرافية تصور أحداثا. ورغم انخفاض هذا العدد بنسبة 10 % في سنة 2008، فإن شبكات البيدوفيليا مستمرة في جعل الإنترنيت فضاء يسوده انعدام القانون، ومنطقة آمنة يتم تبادل مئات الآلاف من المضامين والأسندة متعددة الوسائط البيدوفيلية، بدون عقاب. بل صار باستطاعة البيدوفيلي إغراء ضحاياه المفترضين بطمأنينة، مختبئا خلف شاشة حاسوبه. وحسب المؤلف، فثمة إحصائيات صحفية تؤكد أن قاصرا من بين كل خمسة قد واجه عروضا جنسية عبر الإنترنيت. مضيفا أن المغرب أصبح مستهدفا أكثر فأكثر من طرف الشبكات البيدوفيلية. وهو ما أكده بحث ميداني أنجزه مركز عالمي للدراسات في مجال وسائط الإعلام يوجد مقره بلندن، حيث أبرز البحث المجرى في أوساط 106 أطفال من الدارالبيضاء أن أكثر من ثلثيهم توصلوا بعروض للسفر أو الحصول على هدايا أو الزواج عن طريق الإنترنيت. وإذا كانت السنوات الأخيرة قد عرفت عدة ملفات للبيدوفيليا بواسطة الشبكة العنكبوتية، فإن الكاتب ذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: - 2005 : قضية هيرفي لو غلوانيك، السائح الفرنسي الذي حوكم بأربع سنوات سجنا ابتدائيا من طرف محكمة بمراكش. إن المنحرف هذا لم يكتف بممارساته الجنسية المنحرفة ضد أطفال في مراكش، بل قام بتصويرهم في أشرطة بورنوغرافية ووزع تلك الأفلام. وقد ضبط، في حاسوبه الشخصي، ما لا يقل عن 17 ألف صورة و140 ألف فيديو كان يرسلها إلى مواقع إباحية؛ - 2005 : صحفي بلجيكي من أسبوعية "لوسوار" كان يلتقط، في أكادير، صورا بورنوغرافية لفتيات من ضمنهن قاصرات، ويبثها عبر موقع إباحي؛ - 2006 : مدير مسرح موغادور بباريس يحاكم بأربعة أشهر حبسا غير نافذة من طرف المحكمة الابتدائية بمراكش بعد ضبطه متلبسا باستغلال مراهق جنسيا، قاصر تعرف عليه عن طريق الإنترنيت؛ - 2006 : صدور حكم مدته أربع سنوات سجنا ضد سائح فرنسي ضبط وهو يلتقط صورا لأطفال في أوضاع جنسية، وقد اكتشفت في آلة تصوير 117 ألف صورة إباحية. بعد التأكيد على أن هذه اللائحة لا تمثل جردا شاملا لجميع الحالات المضبوطة، يشير الكاتب إلى العديد من حالات نشر صور وأفلام فيديو ذات مضامين بورنوغرافية تصور أطفالا قاصرين لا تحظى بالبحث القانوني، كما أن الكثير من ضحايا البيدوفيليا لا يبلغون السلطات الأمنية والقضائية بما تعرضوا إليه. وفي جميع الأحوال، فإن الحالات المشار إليها أعلاه تثبت انتشار الجرائم الجنسية ضد القاصرين المغاربة. 2 - الانحرافات المرتبطة بالإيديولوجية في الإنترنيت: اعتناق بعض الأطروحات الإيديولوجية و/أو السياسية عامل آخر يوجه سلوكات بعض الفاعلين في العالم الافتراضي. وهو يوظف أحيانا كذريعة للإقدام على ممارسات معينة في هذا الفضاء، وسمها الكاتب بالانحراف. لقد عرف المغرب في السنوات الأخيرة، حسبه أيضا ووفق توصيفه، انحرافات في الإنترنيت ذات حمولة دينية وإيديولوجية وسياسية، سرد منها المؤلف حالتين: - في يونيو 2006، وللتعبير عن التنديد بحرب الجيش الإسرائيلي ضد غزة، قامت مجموعة من "قراصنة الإنترنيت" من الشبان المغاربة، تطلق على نفسها اسم "مجموعة الشر"، بهجوم إلكتروني واسع ضد مواقع إسرائيلية، استطاعت خلاله قرصنة أكثر من 850 موقعا وتغيير صفحات استقبالها، واضعة فيها صور أطفال من غزة من ضحايا الهجمات الإسرائيلية وكاتبة "أنتم تقتلون الفلسطينيين، ونحن نقتل المواقع الإسرائيلية"؛ - في أبريل 2009، تعرض موقع جمعية "كيف كيف" التي تضم، وفق صاحب الكتاب، مثليين جنسيين مغاربة، إلى القرصنة من قبل قرصان إلكتروني مغربي يطلق على نفسه اسم "ابن أبو الوليد". وقد بث القرصان المعنيون في الموقع المقرصن، يضيف صاحب الكتاب، آيات قرآنية تدعو إلى تصفية المثليين، وتتضمن صورة لعملية شنق جماعية.