يعرف الدخول المدرسي بالمغرب حالة احتقان غير مسبوقة، بفعل عدد من التحديات والمعيقات التي جعلت منظومة التعليم المغربية في وضعية مأزومة ولاتواكب المستجدات. وكان قطاع التعليم مثار انتقاد وتوجيه من طرف جلالة الملك محمد السادس، إثر خطاب 20 غشت الأخير، حيث جاء في الخطاب بخصوص الشباب «. . علينا أن نقدم له أشياء ملموسة في التعليم والشغل والصحة «، وأضاف جلالته « لا يمكن أن نقبل لنظامنا التعليمي أن يستمر في تخريج أفواج من العاطلين، خاصة في بعض الشعب الجامعية، التي يعرف الجميع أن حاملي الشهادات في تخصصاتها يجدون صعوبة قصوى في الاندماج في سوق الشغل. وهو هدر صارخ للموارد العمومية، ولطاقات الشباب، مما يعرقل مسيرات التنمية، ويؤثر في ظروف عيش العديد من المغاربة»، ودعا الخطاب الملكي الى إعطاء الأسبقية للتخصصات التي توفر الشغل، واعتماد نظام ناجع للتوجيه المبكر، سنتين أوثلاث سنوات قبل الباكالوريا، لمساعدة التلاميذ على الاختيار، حسب مؤهلاتهم وميولاتهم، بين التوجه للشعب الجامعية أوللتكوين المهني، كما طالب بالاهتمام بتدريس اللغات. وتواجه الوزارة الوصية وضعا صعبا قد يضعها في حالة شلل بسبب الاعتصامات التي يقودها آلاف المدرسين والمدرسات الذين وظفوا بطريقة غير مسبوقة في التعليم بشكل جماعي وعبر عقود اعتبروها تمييزية ومجحفة، وشلوا الأسبوع الماضي شوارع الرباط في مسيرات احتجاجية من مختلف مناطق المغرب. ويتجاوز عدد المتعاقدين 50 ألفا مما قد يشكل تأثيرا على سير العملية التربوية التي يراد تسريع وتيرتها . وبالإضافة إلى مشكل المتعاقدين أعلن التنسيق الثلاثي للجمعيات الوطنية لأطر الإدارة التربوية، عن عزمه مقاطعة جميع الاجتماعات واللقاءات التي ستعقدها الأكاديميات الجهوية والمديريات الإقليمية للتعليم ومصالحها بداية من يومه الاثنين 3 شتنبر الجاري. وأكد هذا التنسيق الثلاثي الذي يضم كلا من الجمعية الوطنية لمديرات ومديري الثانويات العمومية بالمغرب، والجمعية الوطنية للحراس العامين، والجمعية الوطنية لمديرات ومديري التعليم الابتدائي بالمغرب، أن هذه الجمعيات ستمتنع عن استقبال وتأطير وتكوين متدربي مسلك الإدارة التربوية، وزيارة المديريات والأكاديميات التعليمية، وعن قبول التكليفات لتسيير مؤسسات تعليمية أو حتى تعويض الخصاص بالثانوي الإعدادي والتأهيلي من رؤساء المؤسسات من طرف النظار والحراس العامين. ويرتقب أن تدخل مناهج جديدة حيز التنفيذ في البرنامج التعليمي وسيكون لها، حسب المختصين، تأثيرات جانبية بخصوص تنزيلها في الوقت الذي مازالت فيه الرؤية الاستراتيجية تعرف خللا كبيرا، فرغم انطلاقتها قبل أربع سنوات إلا أن التعثر مازال سمة العمل بها مما يتطلب مراجعة وتقويما مستمرين. من جهة أخرى يطغى على مشهد الدخول الدراسي الجديد عدد من القضايا المفصلية، منها قانون الإطار والذي يسود خوف من أن يمس بمجانية التعليم، وغيرها من القضايا التي قد تدفع إلى شل العملية التعليمية، وهو ما يستشف من دخول وزارة الداخلية على الخط في توجيه وزيرها مذكرة للعمال والولاة من أجل المساعدة في إنجاح الدخول المدرسي، والمساهمة في حل مشكل الاكتظاظ وتوفير المستلزمات المدرسية واللوجيستيكية ومحاربة الهدر المدرسي، كما طالبت الداخلية الولاة والعمال بتهيئة تقارير دقيقة حول الوضع بجميع المؤسسات ورصد الخصاص والتشديد على الاهتمام بالتعليم القروي وغير ذلك من القضايا، في محاولة لإنقاذ الدخول المدرسي، حيث لم يسبق لوزارة الداخلية أن تدخلت بشكل مباشر في قطاع التعليم . وكشفت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، قطاع التربية الوطنية،عن خارطة طريق الموسم الدراسي الجديد، حيث سيلتحق أطر وموظفو الإدارة التربوية انطلاقا من يومه الاثنين على أن يكون الأربعاء المقبل الموعد الرسمي لافتتاح الموسم الدراسي، ودعت الوزارة آباء وأمهات وأولياء التلميذات والتلاميذ إلى الحرص على التحاق بناتهم وأبنائهم بمؤسساتهم التعليمية في التاريخ المحدد، كما أهابت بجميع الفاعلين التربويين من أطر التدريس وأطر الإدارة والمراقبة التربوية وكافة المتدخلين في الشأن التربوي، لتكثيف الجهود من أجل إنجاح الدخول المدرسي لهذه السنة.