تنتمي جماعة سيدي يحيى بني زروال لمجموعة من الجماعات القروية لدائرة غفساي ،حيث أن هذه الجماعة لوحدها تتألف من أزيد من سبعة وعشرين دوارا. هذه الدواوير ذات طابع جبلي يعتمد سكانها في فلاحتهم على ماهو بدائي، حيث المحراث الخشبي والفأس والمنجل هم أدوات الفلاح في هذه المنطقة ومن الصعب استعمال الآلات الحديثة نظرا لوعورة التضاريس. فلاحتهم لا تضمن لهم حتى الاكتفاء الذاتي، مما جعل بعضهم يتعاطى لزراعة نبتة الكيف ،لأن المسؤولين الذين يعتمد عليهم لفك العزلة عنهم والاستفادة من ميزانية تنمية العالم القروي قد أقصوهم من ذلك. حيث أن القبيلة مقصية من كل شيء رغم تاريخهم الذي يشهد لهم بمقاومة المستعمر الفرنسي والاسباني الذي لقنوه الدروس في الوطنية والتمسك برمز الأمة ووحدتها. أما على المستوى الصحي فلا وجود لمستو صفات، وكل من يريد العلاج عليه قطع عدة كيلومترات لدائرة غفساي التي يتواجد بها مستشفى يحج إليه آلاف السكان من جميع الدواوير،مع قلة الأطباء وانعدام بعض الأدوية وقلة الأخرى. أما على مستوى التعليم فحدث ولاحرج، حيث مجموعة من الدواوير تفتقد للمدارس، مما يجعل أبناءهم يقطعون كيلومترات للوصول إلى المدرسة التي لا تحمل إلا الاسم من المدرسة ، الطاولات والنوافذ والجدران في حالة كارثية، كما كان أمل سكان جماعة سيدي يحيى بني زروال معقود على بناء الثانوية وتدشين الحجرالاساسي أثناء احتفالات عيد العرش، إلا أن عامل تاونات والوفد المصاحب له اكتفوا بالمرور من هناك دون تلبية طلب سكان الجماعة من تكملة بناء دار الطالب الموقوفة ،وصدموا للوعود التي أعطيت لهم ببناء الثانوية لتخفيف عبء المصاريف من سكن وتنقل واكل وغير ذلك بدائرة غفساي حيث توجد الثانويات. اما الفتيات فاكثرهن يتوقفن عن الدراسة عند المستوى الابتدائي ، لعجز أسرهن عن توفير المصاريف . السكان أمام هذا التجاهل لمصالحهم ومستقبل أبنائهم يتساءلون عن اين تصرف أموال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إن لم تبرمج لمثل هذه المنجزات التي تفيد المجتمع وتخفف عنه معاناته ،أما على مستوى البنية التحتية فهناك كوارث عظمى لا يعتقد أن لها مثيل بباقي مناطق المملكة، حيث الطرق بين الدواوير منعدمة وفي فصل الشتاء تقطع الممرات، مما يجعل المواطنين محاصرين داخل بيوتهم،وحتى الطريق التي تربط دائرة غفساي بجماعة سيدي يحيى بني زروال والتي انتظر المواطنون منذ الاستقلال الى يومنا هذا قام مجلس الجهة ببرمجة اعتمادات تقدر بمليارين من السنتيم حسب لوحة الأشغال 2017 التي تشير إلى أن الطريق ستنجز في مدة زمنية تقدر بسنة ونحن الآن في بداية السنة الثانية للتدشين ولم ينجز الا شيء قليل من الأشغال التي عرفت احتجاجات كثيرة من طرف المتتبعين بعين المكان ورواد التواصل الاجتماعي، حيث أن المقاولة تضع التراب مكان الحصى والرمل مما اعتبر غشا في الأشغال ،لاسيما أن المقاولة قيل عنها الشيء الكثير، حيث هي من أنجزت الإصلاحات بشوارع بلدية غفساي التي شهدت احتجاجات للمتتبعين عبر التواصل الاجتماعي مما جعل المسؤولين يخافون من الفضيحة وتداركوا الأمر. والآن على رئاسة الجهة والوالي تحمل مسؤولياتهما في ما يقع من غش في الأشغال التي اثارها المتتبعون بالصور. أما على مستوى الماء فقد تم تدشين مشروع تزويد ساكنة غفساي والقرية بالماء الصالح للشرب سنة2010 لاسيما ان المنطقة تتوفر على سد من اكبر السدود بالمملكة، الا ان المشروع لم يعرف التنفيذ وبقيت الساكنة تعاني من العطش، مما جعل شباب مجموعة من الجماعات التابعة لإقليم تاونات يوقعون عرائض استنكار واحتجاج على المسؤولين المحليين ورفع تظلمهم لأعلى سلطة بالبلاد ومطالبتها بالتدخل لفك العزلة عنهم وحرمانهم من الماء .مما يحتم على مسؤولي عمالة تاونات البحث عن حلول آنية لتوفير الماء للسكان كتوفير حاملات للماء وتوزيعها على الدواوير المتضررة لتخفيف المعاناة ،لاسيما ان الصيف حار جدا بهذه المنطقة .