ابان الولاية التشريعية السابقة 2011 – 2016 ، ذهبنا الى إقليمتاونات بعدما اطلعنا على أكثر من خمس مائة سؤال كتابي وشفوي وجهها عضو الفريق الاشتراكي عبد العزيز العبودي للحكومة ، في قطاعات مختلفة ، دون تلقي أجوبة ، والبعض منها التي نالت حظها من الرد المكتوب، ظلت ردودها تسبح في العموميات دون تحريك لمسطرة التنفيذ من أجل التجاوب مع تطلعات ساكنة في إقليم شاسع. اختارنا أن نخوض طرق الوعرة بين جماعات الإقليم، تلك التي أوقفتنا بالفعل عند حجم معاناة ساكنتها في التنقل الذي جر وراءه كافة المشاكل الأخرى، في غياب طرق معبدة، كما غياب مدارس القرب والمراكز الصحية الكفيلة بتلبية حاجيات الساكنة الصحية ،وكافة الخدمات التي يحتاجها مواطنو الهامش، في إقليم يقع في الجزء الشمالي من بلادنا يمتد على مساحة 5.585 كلم2 وينقسم إلى منطقة شمالية جبلية، تُغطي نحو 40 ٪ من اجمالي مساحة تاونات ، وعلى ارتفاعات تتراوح بين 100 م إلى 1.800 م. ومن جانب تعبر الأودية الرئيسية الستة، الأنهار ، مكونة بذلك أهم روافد الوادي أوورغة. ثم الجزء الجنوبي في فج الوديان، الذي يغطي مساحة تقارب 3.300 كلم2 / أما الارتفاعاتف تتراوح بين 150 إلى الف متر، من جبل زدّور على طول وادي إينّاون والسهول والهضاب على خط وادي سبو. و يضم إقليمتاونات 5 جماعات حضرية ، وهي : غفساي قرية با محمد ، تاونات ،طهر السوق ، تيسة . و 43 جماعة قروية ،عين عائشة،عين لكداح، عين معطوف، عين مديونة ، بني وليد ،بني ونجل تافراوت ،بني سنوس ، بوعاد، بوعروس، بوشابل ، بوهودة ،البيبان،البسابسا ،فناسة ، باب الحيط ، كلاز اغوازي ، جبابرة ،اخلالفة ،كيسا، مساسة ، مزراوة ،امكناسة ، مولاي عبدالكريم ، مولاي بوشتى ودكة ،واد الجمعة، أولاد عياد، أولاد داود ،أورتزاغ ،اوطابوعبان ،رأس الواد ، الرتبة ،ارغيوة سيدي العابد ، سيدي الحاج امحمد ،سيدي امحمد بن لحسن ،سيدي المخفي ، سيدي يحيى بني زروال ، تبودة ، تافرانت ، تمضيت ، تمزكانة ،الزريزر.. قنطرة واد أمزار بجماعة أمزاز في الدراسة منذ 2012 ورئيس جماعة كلاز ادريس الوردي يحمل مسؤولية وضعها في سلة المهملات لوزير التجهيز والنقل توقفنا في الطريق بجماعة كلاز، على يمين الطريق المؤدية الى قرية بامحمد لمعاينة القنطرة المنهارة ، واقفين عند المعاناة الساكنة التي جسدها السؤال الكتابي الذي رفعه عضو الفريق الاشتراكي عبد العزيز العبودي الى الحكومة. ترجلنا من سيارتنا و بدأنا في إلتقاط الصور ، وحدنا شاهدون على حجم المأساة، أو هكذا اعتقدنا، فكرنا في الاتصال برئيس الجماعة للسؤال عن أحوال الساكنة وسط هذا الحصار بمياه يرتفع منسوبها كلما اختارت جبال الإقليم زيارة الوادي صيفا أو شتاء. جاء السيد ادريس الوردي الى نقطة توقفنا ، لم يتسنى له حتى تغيير لباسه الذي يختار ارتداءه آخر الأسبوع وتحديدا يوم الأحد كيوم عطلة. رحب الرجل بزيارتنا للمنطقة ، قال نحن ننتظر هذه اللحظة للكشف والمكاشفة في ملف تعتقد بعض الساكنة أننا القادرون على حله، قال الوردي أنه عندما يرتفع منسوب المياه في القنطرة التي وضعت في الأسفل بعدما احتجت الساكنة ، على عدم وضع قنطرة أخرى بعد انهيار الأولى سنة 2010 ، مؤكدا أنه كرئيس جماعة أكلاز رفع عدة ملتمسات، وكان المشكل في الدراسة التي دفنت في دواليب وزارة التجهيز . وأكد رئيس الجماعة ان الامور مازالت عالقة لحد الآن ، مؤكدا أن الدراسة بدأت في 2012 والى اليوم، لا نتوفر على جواب من الوزارة. وفي هذا الصدد قال ادريس الوردي أن البرلماني عبد العزيز العبودي سبق ان طرح سؤالا كتابيا فتلقى جوابا مختصرا جدا أن مشروع بناء قنطرة جديدة لا زال في الدراسة، ولم يخفي رئيس الجماعة أن هذه القنطرة المهدمة ذات شتاء غاضب جرت على سكان جماعة كلاز مختلف أوجه المعاناة، ففي الصحة يحتاج ساكنة المنطقة التنقل الى مستشفيات مجاورة في المناطق الحضرية للإقليم رغم تواضعها الشديد بل وترديها جراء سياسة صحية تنهجها الحكومة أبانت فشلها وطفت تردياتها في غضب المواطنين اللذين نفذ صبرهم أمام تفاقم معاناتهم في إقليم فقير ومهمل «ومحكور» يحتاج إلى تدبير، تتكاثف فيه كل الجهود، من أجل رفع العزلة عليه. هي معاناة تتجلى في كافة القطاعات، فإضافة للصحة هناك مشاكل في التعليم والماء والكهرباء والنقل، وهو ما سنقف عنده صحبة عضو الفريق الاشتراكي عبد العزيز العبودي الذي بدا عارفا بتفاصيل الاقليم، ممثلا للأمة من الرادهة البرلمانية وممثلا للتنظيم الحزبي ككاتبا إقليميا للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالإقليم. وفي استطلاعنا للمنطقة تبدو قناطر الرباح المهترئة موزعة بشكل عادل، على إقليمتاونات ، وهي القناطر التي ظلت مهدمة أو مرقعة أو أنشيء بجانبها قناطر مؤقتة تطفو المياه فوقها بمجرد سقوط قطرات الغيث الأولى لتترك دواوير المنطقة في عزلة لتفريخ مزيد من المعاناة، ظل فيها يردد أكاذيب حكومة سجلت على نفسها حجم الوعود في أرشيف الصحافة ، وكمثال على ذلك ما رددته وزارة الرباح من أجوبة على أسئلة تهم القناطر المؤقتة كونها ستعالج في دراسة قيد الإخراج الى التنفيذ في الوقت الذي تضرب فيه الأوراش المفتوحة في الحكومات السابقة وفي هذا الصدد نستحضر تصريح وزارة التجهيز في الحكومة السابقة التي قال مسؤولوها في المنطقة :» أن الهدف من بناء هذه القنطرة المؤقتة هو فك العزلة عن الساكنة وتمكينها من التنقل، وذلك في انتظار إعادة بناء القنطرة الأصلية المتضررة التي تم الشروع في إنجاز الدراسات الخاصة بها والمرتقب بناؤها بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 25 مليون درهم بمواصفات جد متطورة في إطار مخطط العمل 2011-2014. وأنه تم مؤخرا رصد غلاف مالي إجمالي يناهز 80 مليون درهم لإعادة بناء القناطر قديمة العهد والضيقة بإقليمتاونات برسم سنة 2011، وفي إطار السياسة الاستباقية التي تنهجها الوزارة في ميدان إصلاح وترميم القناطر بالإقليم فقد تم كذلك الشروع خلال السنة الجارية في إنجاز برنامج هام يهم إصلاح وترميم العديد من القناطر المتواجدة بالإقليم بكلفة إجمالية تقدر ب15 مليون درهم، كما هو الشأن بالنسبة لقنطرة على وادي سبو بالطريق الجهوية رقم 501 الرابطة بين القرية وفاس, فضلا عن إنجاز أربع منشآت فنية لتحويل حركة المرور في الأماكن التي توجد بها قناطر قديمة آيلة للسقوط بكلفة إجمالية تقدر بحوالي 10 ملايين درهم.» أنجز بعضها والبعض الآخر ظل عالقا ، حيث قال عضو الفريق أن ذلك غير كاف أمام حجم المشاكل التي يعرفها الإقليم والتي تحتاج إلى إستراتيجية متكاملة وشركاء أقوياء للتغلب على تضاريس الإقليم الصعبة... تساءلنا ونحن صحبة عضو الفريق الاشتراكي عبد العزيز العبودي وأعضاء من التنظيم المحلي عبد الواحد العصفوري والعصفوري احمد ومحمد أمقران و ادريس الوردي و الكنوني عبد المولى ، هل بالفعل يمكن أن نخلق عذرا لحكومة وعدت المغاربة بالتغيير الجذري في الملف الاجتماعي ، وذهبت إلى حد رسم أحلام كبيرة وشمتها في أدمغة عموم الشعب ، أن الجنة على الأبواب بمجرد تبوء الحزب الحاكم اليوم رئاسة الحكومة، وأن لا قناطر مهدمة بعد ذلك ،ولا فقر ولا معاناة، ولا امرأة تئن من شدة الألم نتيجة الساعات الطوال التي قضتها في سيارة النقل السري لإيصالها الى مستشفى المناطق الحضرية، أو على دابة محاصرة بمياه الجبل التي لم تستطع القناطر المؤقتة مواجهتها. هي التضاريس وأوضاع ، لم تستطع جماعات رصد ميزانية لإشغالها كما لم تجد تطلعات نائبنا في المنطقة معالجة حكومية جذرية لملفها الثقيل ، لكن عبد العزيز العبودي في هذا الصدد لم ينف أنه استطاع البحث عن الشركاء في جماعة الرتبة التي يترأسها ، بشراكة حقيقة مع منسق السلطة المحلية هناك الذي أبى إلا أن يفك الحصار على 18 دوار برصد ميزانية هامة ستعود خيرا على ساكنة متعطشة للتغيير بالتنمية الفعلية المجسدة في الواقع لا في الكلام العابر. ساكنة إقليمتاونات تضع الصحة والتعليم والنقل عنوانا لكرامتها تنوه بحجم الثمتيلية البرلمانية لعضو الفريق الاشتراكي عبد العزيز العبودي وتستحضر إثارته لفضيحة شرب مواطنين بالإقليم من الواد الحار الخصاص في الأطباء والممرضين، تردي المراكز والمستشفيات، وتردي الصحة العمومية الماء الصالح للشرب ونذرته ، إصلاح الطرقات والقناطر، وضعية التعليم وغياب مدارس القرب والنقل المدرسي ، وضعية الأسواق، تراخيص البناء والمساطر المفروضة الاقتصاد التضامني، دور الطالب والطالبة، واقع التجهيزات الطرقية، كلها محطات وقف عندها الفريق الاشتراكي، ونقل ملفها الاجتماعي الى قبة البرلمان، رغم الدقائق المخصصة القليلة، ومنها من وجهت كأسئلة مكتوبة، تضاف الى آلاف الأسئلة التي نقلها نواب الفريق الى البرلمان من مناطق أخرى, وهي نفس الملفات التي سمعناها من مواطنين من مختلف الجماعات التي زرناها، حيث عبر المواطن غراي مصطفى من عين الشجرة جماعة ودزاغ قبيلة سلاس عن حجم المعاناة مع الظلام الدامس في ممرات الدواوير ..وعن المعاناة مع الماء غير الصالح للشرب وعن المركز الصحي البعيد بالكلومترات.. ناهيك عن أطفال قاطعوا التمدرس جراء ويلات التنقل الى المدارس البعيدة التي يصعب الوصول اليها خاصة في البرد القارص .. نفس الشيء سمعناه من فتيات لم يدرسن واخترن مساعدة الأباء في جلب التراب من حواشي وادي أوورغة ، من أجل الاستعمال في البناء . اما عزيز لخضر الحاصل على الإجازة والذي اختار أن يشتغل على مركب لنقل الساكنة بين دوار وآخر على نفس الواد، فقد نقل لنا معاناة الشباب من البطالة.. ناهيك عن غياب جمعيات وتعاونيات بالدواوير تخفف من معاناة الساكنة ، مؤكدا أنه امتهن نقل أهل الدواوير الى الضفة الأخرى نتيجة ظروفه القاسية كطالب متخصص في علم النفس. واستمعنا الى معاناة نساء أخريات فقيرات، مهانات، منتظرات للفرج من أجل أن يكون مثل باقي النساء اللواتي صادفنهن في عبور الطريق ذات المناظر الخلابة، لكنها مناظر غاضبة في وجه من هم قابعون في شتائها القارص وصيفها الحار، مع غياب الإمكانيات لتخفيف المعاناة. هي معاناة فجرها عضو الفريق الاشتراكي عندما واجه، الوزير محمد الوفا، بفضيحة كبيرة تخص مواطنين من قرية بامحمد بإقليمتاونات يشربون مياه واد الحار معتبرا الأمر قمة المهانة. ظل تساؤل العبودي حول تكاثر الإحتجاجات بسبب الزيادات في فواتير الماء والكهرباء، والإجراءت الإستعجالية لحل هاته المشاكل في دائرة تاونات، وأشار إلى الى أنه، رغم مرور خمس سنوات على تدشين مصفاة سد الوحدة، إلى أنها لم تباشر عملها بعد، ما يسب معانات لعدد من الجماعات منها الرتبة، وسيد الحج محمد، واكدة، وتيوزكانة، ناهيك عن 300 دوار لم تستفد من هذه المصفاة, وهي الفضيحة التي وجدناها على لسان مواطني الإقليم اللذين التقيناهم معترفين شجاعة الرجل في رصد حجم المعاناة . كما هو الملف الذي أوقفنا العبودي عند فضائه الذي يشكل وشمة عار في جبين الحكومة، حيث وجدنا الواد بلون أسود تضطر الساكنة لشربه مع الحمير والبغال والأغنام والأبقار، ناهيك عن سقي الشجر والخضر. بسوق الأحد غفساي النقل السري في مقدمة معاناة أخرى في شكايات المواطنين اختار عضو الفريق الاشتراكي أن نذهب الى سوق أحد غفساي، للحديث الى الساكنة التي تحج كل أسبوع الى هذا الفضاء من أجل التسوق أو ممارسة كافة المهن التي تضيق أيام الاسبوع الباقية بإحتوائها، لم يجد العبودي صعوبة في التواصل مع الساكنة، كان مدخل السوق مكتظا بسيارات ، قال لنا مرافقونا من التنظيم الحزبي الإتحادي أنها تعود للنقل السري، وما أن قدمني النائب كصحفية بالاتحاد الاشتراكي، الى ممتهني هذا القطاع الذي قالت الحكومة أنها ستنظمه، حتى تعالت الأصوات مفسرة لنا حجم المعاناة ، سألنا السائقين، على من يمثلهم، كانت الإجابة أن لا أحد ينسق بينهم، وان هؤلاء يزاولون هذه المهنة نتيجة حاجتهم لسد باب العطالة ، في غياب فعلي لوسائل النقل الكفيلة بنقل الساكنة الى الدواوير التي تمتد في مساحات شاسعة تحتاج الى طرق معبدة ، تسهل النقل والتنقل بسيارات نعرف جيدا ما بإمكان الحجر والتراب والحافات الخطيرة أن تفعل بعجلاتها، إن لم نقل بسلامة آلياتها من أجل سلامة أكبر متعلقة بأرواح المواطنين. لم ينف هؤلاء أنهم يخرقون القانون، كما لم ينفوا أنهم يغامرون بأرواح الناس، الذي قال بعضهم لنا أنها أرواح في جسد إنسان يختلط عند الضرورة مع البقر والغنم ، في سيارة كبيرة واحدة تنقل الجميع، بنفس التسعيرة ، التي يفضلها المواطن ، لانخفاضها أمام تسعيرة «الطاكسي» التي تبلغ ثلاثون درهما، وهو مبلغ يصعب على المواطن البسيط دفعه في إقليم فقير كإقليمتاونات. ولم يقف اللذين تجمهروا حولنا عند هذا القطاع بل تحدثوا عن التعليم والمدارس المتآكلة، وغياب النقل المدرسي ، والاكتظاظ والصحة بمراكز مهجورة ، وأخرى بلا أدوية، ناهيك عن غياب دار الولادة، حيث تموت النساء وهن في طريقهن للبحث عن المستشفيات المجاورة في الجهة، بطرق لا تساعد على ذلك ، ناهيك عن ظروف العيش والتشغيل المفقود أمام غياب المشاريع الكفيلة بتوفير مناصب بالاقليم،، والتجهيز والعمل الجماعي والعمل البرلماني، كان النقاش حضاريا وبلغة أنيقة على لسان الشباب والكهول، هؤلاء دخلوا مع البرلماني عن المنطقة عبد العزيز العبودي في مهام الجماعة ومهام البرلمان، صحح عضو الفريق الاشتراكي فهم البعض اللذين اختلط عليهم الأمر، عندما حملوا البرلماني مسؤولية غياب الكهرباء وانقطاعه على بعض الدواوير في الإقليم، ودقق العبودي الشرح ، مستحضرا القوانين التي تؤطر كل عمل على حدة ، مبسطا الشرح ، حد إقناع الشباب الذين بدوا أنهم متعطشين للتواصل، مما جعلهم يعبرون عن امتنانهم بزيارة النائب الميدانية للسوق صحبة الإعلام الحزبي، معترفين أن النائب البرلماني عبد العزيز العبودي دائم الحضور الى جانبهم، وانهم يتتبعون جيدا مرافعاته من أجل مصلحة ساكنة الإقليم. وفي غفساي إلتقينا بشرائح أخرى من النساء والشباب، لاحظنا رغبة الساكنة وقدرتها على جلب الخبز اليومي ، فأمي زهرة المرأة العجوز التي تجاوز سنها الثمانين مازالت تجوب المنطقة من أجل جلب بقايا قطع الحديد والبلاستيك وكل المهملات الصالحة لإعادة البيع، من أجل تغطية مصاريف عيشها ، سألنا أمي زهرة هل لها أبناء ، قالت العجوز نعم، لكن»كل واحد في حالو» ، ومن أمثال أمي زهرة كثيرات، ونساء أخريات التقيناهم في جماعات أخرى صحبة العبودي والتنظيم الحزبي في المنطقة، هن يقضين نهارهن في الحقل ، ممارسات جيدات لمهنة الفلاحة، ورعي الغنم، ساهرات على الجمع بين البيت في تربية الأبناء الصغار على الخصوص ، وبين جلب القوت اليومي كمستخدمات في الحقول. ووقفنا في هذا الصدد عند تنقل نساء من دوار الى آخر من أجل مهنة «راعية» التي غالبا ما تتوجه لها نساء شابات أقفلت الأبواب في وجوههن، وذهبن باحثات عن لقمة عيش في الجوار. كان العبودي يرافقنا ، يشرح لنا كافة الأوضاع قلت لمرافقي من التنظيم، أن ممثلنا في الفريق الاشتراكي أصبح خبيرا في تضاريس تاونات كما في عقول وفهم وظروف عيش ساكنتها، بعدما اعتقدت شخصيا أنه فقط خبير في المحاسبة محلف على الصعيد الوطني ، وهي المهنة التي لو تفرغ لها لكان له مجال إشتغال آخر ، لكنه كباقي الاشتراكيين يحب لباس «دربالة «الجماهير الشعبية ، وهي» الدربالة التي لا يلبسها من ولى»، ومن طرائف هذا الاستطلاع في سوق الاحد بغفساي أن احد المواطنين ونحن نتحدث عن مشاكل الساكنة في حوار مشترك مع النائب الاشتراكي، مد أحدهم نايا للعبودي حيث بدا هذا الاخير يعزف في مشهد تحول فيه السؤال والجواب عن المعاناة الى ابتسامة رسمت على محيا الجميع ، بالفعل «حنا المغاربة مايقد علينا حد»، فغادرنا السوق ونحن نسال العبودي أين تعلم عزف الناي، قال ضاحكا»ماشي أنا ولد جبالة»». فذهبنا الى جماعة أخرى ... تاونات تحتاج حصة كبيرة من الدقيق المدعم نتيجة الجفاف الذي حل بقرية بامحمد وتيسة والكمية القليلة التي تبعث توزع في غفلة من مستحقيها تحدتنا الى حسن شكير عن التجارة أخبرنا أن هناك نقص، وأن الطحين المدعم يكاد يكون منعدما والحكومة تخلت عن دورها في هذا الصدد، فالمنطقة جبلية والفلاجة ضعيفة فيها ، فالقرية والحياينة باقليمتاونات شهدت جفافا ، فازداد الطلب على الدقيق المدعم باعتبار الأمر ضرورة، لكن الحكومة عوض الزيادة في الدعم ، عملت على تخفيضه بخصوص هذه المنطقة، وقال السيد شكير « ترسل عشرة طن للمنطقة وتوزع بالليل مخبأة ، والمواطنين لا يعرفون متى مرت من إقليمهم، ويحدث ذلك ون معرفة الكوطا أو شروط التخزين، ناهيك عن نوعية هذا الدقيق، والخطير في الأمر أن الحصة قليلة جدا» وأضاف السيد شاكير أن اقليمتاونات حصة كبيرة من الدقيق المدعم نتيجة الجفاف الذي حل بقرية بامحمد وتيسة .. تاونات بشساعتها تواقة الى عمل استراتيجي كبير، أكبر من عمل جماعة أو مخطط برلمان، بل تحتاج الى ورش حكومي تنسجم فيه كافة قطاعاته الوزارية ، وذلك ما تبتغيه الجهوية الموسعة التي مازلنا نخطو إليها بكثير من التعثر رغم كل المجهودات التي تسعى الى تفعيل البنذ الخاص به ، خاصة في جهة فاسمكناس التي تحتاج إلى دعم وتقوية الشبكة الطرقية سواء في المجال الحضري أو القروي من أجل إطلاق شرايين الحياة في جهة تتمتع بملامح عذراء يخدش الإهمال جمالها الطبيعي البراق. صرخة جماعة سيد العابد طرق مهترئة ، نذرة الماء ، انقطاع الكهرباء، أزمة التعليم وإشكالية النقل والتجهيز، والتشغيل حطينا الرحال بجماعة سيد العابد في خيمة تواصلية نظمها فرع حزب الاتحاد الاشتراكي، بحضور عضو المكتب السياسي بديعة الراضي، وعضو الفريق الاشتراكي عبد العزيز العبودي، وأعضاء من الكتابة الإقليميةبتاونات، ومستشارون جماعيون بالاقليم، وعدد من المناضلون بالحزب، وجمعيات المجتمع المدني، وسير اللقاء رئيس فرع سيد العابد محمد أمقران وقدمت خلال اللقاء عرضين، عرض المكتب السياسي الذي تناول مختلف المستجدات التنظيمية والسياسية ، وعرض عضو الفريق الاشتراكي عبد العزيز العبودي، تناول خلاله كافة النقط المتعلقة بعمله النيابي والتنظيمي، ككاتب إقليميلتاونات. وجاء النائب الاشتراكي محملا بملف تضمن كافة الأسئلة التي رفعها من بوابة البرلمان لمختلف القطاعات الحكومية في التجهيز والنقل والداخلية، والأسرة والتضامن، والتعليم ،والصحة، والطاقة والمعادن وهي الاسئلة التي قال العبودي أنه تلقى أجوبة في بعضها في الوقت الذي ظل البعض الأخر معلقا. كما تناول العبودي أهمية ممارسة سياسة القرب في العمل السياسي والمدني منوها بفرع سيد العابد الذي يشكل نموذجا يحتدى به، حيث يضم هذا الفرع خيرة شباب المنطقة المؤمنين بهذا القرب الذي يجسدونه في عمل منظم وانخراط واع في هموم الساكنة. وشهدت خيمة لقاء سيد العابد نقاشا مسؤولا حول مختلف القضايا المطروحة في ممارسة العمل الجماعي والبرلماني، ومختلف القوانين المؤطرة لذلك، والتحديات الممثلة في التحالفات السياسية المحلية، وتداعياتها على مفهوم التحالف الوطني، كما تناول اللقاء وضعية الاتحاد الاشتراكي في كافة الجماعات في الإقليم، وسبل تطوير العمل التنظيمي فيها بمزيد من تأسيس الفروع، بغية التواصل عن قرب مع كافة المشاكل التي تعانيها ساكنة الإقليم، من منطلق أن النهوض بالتنمية المحلية يشكل رافعة لتنمية الإقليم.