هل هذه أول مرة يحل فيها فصل الصيف ضيفا على مدينة وزان التي تتعدى ساكنتها ستون ألف نسمة، مما قد يكون فاجأ صناع القرار بالمدينة الذين لم يستعدوا لمواجهة آثاره؟ ألا يضعها موقعها الجغرافي من قرون في منطقة عرضة للهيب حرارة هذا الصيف، أظف إلى ذلك حصولها على نصيبها من الآثار السلبية التي يخلفها المناخ اليوم بسبب التغيرات التي لحقته ؟ إذا كانت هذه العوامل لوحدها دون ذكر أخرى لم تنجح في استنفار السلطات العمومية والجماعات الترابي (المحلية والإقليمية والجهوية) في تعبئة كل الوسائل المتاحة لتيسير تمتع ساكنة عاصمة الإقليم وزوارها بالحق في البيئة السليمة كما ينص على ذلك الفصل 31 من الدستور؟ والبيئة السليمة في هذا الموضوع بالذات لا تعني غير توفير المرافق العمومية الأساسية القادرة على تكسير أجنحة الصهد ، وتلطيف الجو ، وجعل الحياة بدار الضمانة ممكنة خلال هذه الفترة من السنة. المعطيات المتوفرة للجريدة تفيد بأن ساكنة دار الضمانة المحاصرة غالبيتها بأحزمة الاقصاء الاجتماعي داخل دائرة الهشاشة الاجتماعية في أخطر مستوياتها، لم تعد تعرف لفصل الصيف مذاقا . فالمدينة تعلني من خصاص مهول من فضاءات الترفيه العمومية الكفيلة باستقبال المواطنات والمواطنين من مختلف الأعمار حين تلسعهم درجات الحرارة التي تتعدى في الكثير من الأحيان 40 درجة. فعلى سبيل الإشارة تتوفر المدينة على مسبح بلدي يتيم يعود تشييده إلى الفترة الاستعمارية، حيث لم يكن عدد سكانها أنذاك يتعدى أصابع اليد. وحتى هذا المرفق لا يخلو تسييره من العديد من الشكاوى بدءا من عدم احترام ما هو منصوص عليه في كناش التحملات، مرورا بالتصرفات الطائشة المسجلة بداخل أسواره كما أسر بذلك للجريدة أكثر من مصدر، وكما تناقلت ذلك بعض منصات التواصل الاجتماعي التي تعنى بشأن المدينة. أما الحدائق والفضاءات الخضراء التي شكلت على مر العصور علامة تجارية خاصة بوزان قبل أن يزحف الإسمنت المشوه على قلبها ومحيطها فلم يعد لها وجودا باستثناء حديقة العدير التي تم تأهيلها بشكل محتشم قبل سنتين . وبالانتقال إلى الحديث عن النافورات وحدائق الألعاب الخاصة بالأطفال التي أصبحت تأثث الفضاءات العامة بالكثير من القرى النموذجية، فمدينة وزان محرومة منها. فصل الصيف في كل بقاع العالم يرمز إلى تكسير الرتابة، وحدها وزان تجدد العهد مع الرتابة القاتلة. فإلى حدود اليوم لم تبادر ولا جهة رسمية واحدة بوضع برنامج للتنشيط الفني والثقافي «يصالح» الساكنة مع التسلية والفرح ولو بمقدار ذرة. وحتى الأعياد الدينية والوطنية التي تزامن الاحتفال بها مع حلول فصل الصيف الجارية أيامه ، والتي كانت الساكنة قد اعتادت أن تتنفس هواء الحفلات والأنشطة الفنية خلالها قد تم قتلها هذه السنة…. سيكون من باب الضحك على الذقون إن ختمنا هذه المادة الإعلامية بمطالبة مختلف الجهات تدارك الأمر، فالمثل الشعبي يقول «لي بغا يصحب الكراب (بائع الماء في الأسواق) يصحبو في الليالي»، لذلك على الجميع أخد العبرة من درس الصيف الجاري الذي وجدت الساكنة نفسها فيه معزولة من أي سلاح ترفيهي تقاوم به ألسنة الشمس الحارقة ،وأن ينكب هذا الجميع مرتكزا على مبادئ الحوار والتشاور التي ينتصر لهما الدستور ، على الإعداد من اليوم لوضع برنامج غني بمرافق الترفيه الجديدة ، والأنشطة الفنية والثقافية التي ستستقبل بها المدينة صيف 2019 ، وهذه أضعف خدمة يمكن تقديمها لساكنة محرومة من أبسط مقومات العيش الكريم.