أمر المدعي العام لدى ابتدائية الجديدة بوضع عشرة أشخاص رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن سيدي موسى، وإحالتهم جميعا على قاضي التحقيق بذات المحكمة من أجل استنطاقهم حول تهم الهجوم على مركز الدرك، وإلحاق خسائر بسيارات الدرك وتعييب أشياء مخصصة للمنفعة العامة ونشر إشاعة من شأنها زعزعة الأمن والطمأنينة في انتظار إحالة من ثبت في حقه المنسوب إليه من طرف سلطة الاتهام على الغرفة الجنحية ، أو القول بعدم الاختصاص وإحالتهم على غرفة الجنايات. وكان الوكيل العام للملك لدى استئنافية الجديدة قد أمر بفتح بحث قضائي، بعد قيام حوالي 150 مواطنا، ليلة الخميس، بمهاجمة مقر الفرقة الترابية بمركز أحد أولاد افرج حيث أوقعوا خسائر مادية جسيمة في المرفق الأمني، وأضرارا جسمانية بليغة لدى الدركيين. هذا وقد جرى توقيف 10 أشخاص على خلفية أحداث الشغب التي استهدفت مقر الفرقة الترابية للاشتباه في تورطهم في التحريض على أعمال الشغب. وتعود وقائع النازلة إلى حوالي الساعة السابعة من مساء أمس الخميس، حيث كانت الضابطة القضائية استقدمت إلى مقر الفرقة الترابية للدرك الملكي بأحد أولاد افرج، شابا يتحدر من تراب الجماعة القروية أولاد حمدان بإقليم الجديدة، للاستماع إلى تصريحاته في مسطرة قضائية، علاقة بتورطه في نازلة ضرب وجرح، تعود إلى شهر شتنبر 2014. وقد تظاهر المشتكى به بوعكة صحية ادعى أنها ألمت به، ما استدعى نقله إلى المركز الصحي بالجماعة ذاتها، حيث أخضعه الطبيب المداوم للفحص الذي أبان أنه يتمتع بصحة جيدة. لكن إصراره في التظاهر والادعاء بتعرضه لأزمة صحية، حدا بالطبيب المعالج إلى إحالته لتوه، على متن سيارة للإسعاف، على المركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة وبعد فحصه داخل قسم المستعجلات، تأكد ثانية أن صحته جيدة. وقد أشاع بعضهم بنية مبيتة، خدمة لأجندة معينة، كون المشتكى به قضى نحبه في ضيافة درك أولاد افرج، وأن جثته تمت إحالتها على مستودع حفظ الأموات بالجديدة، وأن الدرك يخفي حقيقة الأمر، بفبركة «سيناريو». ما أجج غضب المواطنين ومجرمين كان مركز الدرك الملكي بأحد أولاد افرج، أحالهم على العدالة التي أدانتهم، إثر تورطهم في قضايا جنائية وجنحية. وعقب الإشاعة التي انتشرت كالنار في الهشيم، والتحريضات المبيتة، اجتمع للاحتجاج والاستنكار، العشرات من المواطنين من مختلف الأعمار، أمام مركز الدرك بأولاد افرج. ورغم طمأنتهم من قبل قائد المركز، فقد أصروا على متابعة تظاهرهم العنيف في الشارع العام، والذي بلغت ذروته باندلاع أعمال الشغب والفوضى، وقطع الطريق الرئيسية بالحجارة، ورشق دوريات الدرك، وسياراتهم الخاصة بالحجارة، وتخريب تجهيزات المرفق الدركي، وإصابة دركيين بجروح بليغة، رغم احتمائهم داخل مقر المصلحة الدركية. حيث مازال ثلاثة يرقدون في مصحة خاصة . وأمام هذا الانفلات الخطير الذي كان يتهدد حياة موظفي الدولة من حملة السلاح أثناء مزاولة مهامهم، سيما أن الوضع كاد يخرج عن السيطرة، أشهر الدركيون مسدساتهم الوظيفية، وأطلقوا من ثمة 5 أعيرة نارية تحذيرية، مما اضطر جموع المحتجين إلى إخلاء المكان . ومازالت الأجهزة الأمنية بأولاد افرج تكثف مجهوداتها لإلقاء القبض على أحد أبرز المطلوبين للعدالة بعد الأحداث الخطيرة التي شهدها مركز أولاد افرج ليلة الخميس الجمعة الماضية. وأكدت مصادر من عين المكان أن المبحوث عنه تسبب في تهشيم سيارة قائد أولاد افرج، وكان أحد أبرز المحرضين على أعمال العنف التي شهدتها المنطقة مباشرة بعد انتشار إشاعة وفاة أحد الشبان داخل مقر الدرك الملكي.