انعقد المجلس الجهوي لجهة سوس ماسة بأكادير برئاسة عضوي المكتب السياسي المكلفين بالجهة تحت شعار «من أجل أداء حزبي جهوي نوعي وفعال» . وبعد كلمات الكتابة الجهوية والمنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات والمكتب الوطني للشبيبة الاتحادية وكلمة المكتب السياسي التي ألقاها محمد بن عبد القادر، انصبت أشغال المجلس على مناقشة الأوضاع العامة، وطنيا وجهويا وحزبيا، بروح من الجدية والمسؤولية والأمل في تطوير الأداء الحزبي تطويرا بناء. وقد استحضر المجلس الجهوي الظروف العامة التي تنعقد فيها هذه الدورة، وعلى الأخص منها المناورات المتواصلة التي تعرفها قضيتنا الوطنية الأولى في المحافل الدولية، في محاولة يائسة من خصوم وحدتنا الترابية للركوب على المساطر القانونية الدولية لإلحاق الضرر بمصالح بلادنا اقتصاديا، على المستويين الأوروبي والعالمي، وافتعال مناوشات على الحدود لمحاصرة الانفتاح التجاري والاقتصادي لبلادنا على مجالها الإفريقي . وهو ما يدل على أن غاية هؤلاء الخصوم الاستراتيجية هي عرقلة تطور بلادنا وعزلها عن عمقها الإفريقي، سياسيا واقتصاديا. إن إدراك أبعاد الاستراتيجية الجديدة لخصوم وحدتنا الترابية يقتضي اليقظة المستمرة والوعي الضروري بكل هذه المناورات المفضوحة ومواجهتها بتقوية الصف الوطني وتوطيد مقومات الوحدة الوطنية. وفي هذا الإطار، لابد من التأكيد على ضرورة نهج سياسة وطنية طموحة من شأنها التقليص من الفوارق المجالية وإعطاء الأولوية لإيجاد حلول ناجعة للقضايا الاجتماعية الملحة في مجالات الصحة والتعليم والتشغيل. وفي هذا السياق يكون الانتباه إلى معاناة الطبقات الوسطى والمستضعفة أمرا مستعجلا بعد ما تحملته هذه الفئات من إجراءات مجحفة فرضت عليها من قبل الحكومة السابقة . وعلى المستوى الجهوي يتطلع المجلس الجهوي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى ايلاء جهة سوس ماسة الأهمية التي تستحقها، فموارد هذه الجهة الطبيعية والبشرية والثقافية قادرة على المساهمة في تطوير الاقتصاد الوطني بأضعاف ماهو متاح لها اليوم، نظرا لضعف الاستثمار العمومي في مختلف مجالاتها الإقليمية، وهو ضعف واضح يتجلى في تراجع مكانة حاضرة الجهة، مدينة أكادير، بالقياس إلى المجهودات العمومية التي بذلت في مختلف المدن الكبرى على المستوى الوطني وحرمانها من الاستفادة من نفس الإمكانيات. من جهة أخرى من الممكن أن تصبح جهة سوس ماسة نموذجا متميزا للنهوض باللغة والثقافة الأمازيغيتين برؤية مواطنة متقدمة وفعالة، يجد فيها المقوم الذاتي سبل ترجمته إلى استراتيجية نهضوية، اقتصاديا وتربويا وثقافيا، وفق رؤية وطنية واعدة تحول الجهة إلى قدوة تحتدى على المستوى الوطني في هذا المجال . وعلى المستوى الحزبي خلص المجلس الجهوي، وهو مؤسسة ذات صبغة تقريرية من الناحية التنظيمية، إلى دعوة كل الاتحاديات والاتحاديين المخلصين في أقاليم الجهة إلى الانخراط في تنفيذ مشروع تنظيمي طموح يعيد الثقة لمواطنينا بالجهة في العمل السياسي بعد ما لحقه من ضرر جراء إقحام الدين والمال في المعارك الانتخابية الأخيرة، مشروع يمكن حزبنا من أداء مهمته بكفاءة واقتدار ونبل سياسي كما عود مواطني الجهة على ذلك في مختلف المعارك الديمقراطية، مشروع يشرك كل الكفاءات الاتحادية، بدون استثناء، في بناء تنظيماتنا المحلية والإقليمية والجهوية بناء رصينا وفعالا، وفي هذا الإطار وضع المجلس خارطة طريق تنظيمية لتجديد الهياكل الحزبية، بدءا بمكاتب الفروع ثم الكتابات الإقليمية فالكتابة الجهوية، وفق ما ينص عليه النظام الداخلي للحزب، وينطلق تنفيذ هذه التوصية باجتماع الكاتب الجهوي بكتاب الأقاليم في غضون شهر شتنبر القادم تحضيرا لتنفيذ هذا المقتضى التنظيمي، كما أوصى المجلس كذلك باستكمال هيكلة جمعيات المنتخبين الاتحاديين على مستوى الأقاليم، في أفق إحداث التنسيقية الجهوية للمنتخبين الاتحاديين، وذلك بهدف الرفع من أدائهم النوعي.