اتهم متدخلون في تجمع بفاس، استعدادا للإضراب الذي دعت إليه تنظيمات نقابية يوم 29 أكتوبر، حزب العدالة والتنمية" بأنه أعاد البلاد إلى سابق عهدها، إلى التحكم والاستبداد، إلى تحقير الأحزاب والنقابات، وأن الحكومة ليست لها الإرادة ولا المعرفة لفتح حوار اجتماعي مع النقابات، وتتاجر بمستقبل البلاد، مشيرين الى أن الحكومة قتلت الآمال التي فتحها الحراك المغربي، وأغرقت المغرب في الفقر"، مضيفين أن هذه الأخيرة "لا تراعي الأخطار التي تحدق بالبلاد وتسعى لإحراقها". ورصد القياديان عبد الحميد الفاتحي عن الفيدرالية الديمقراطية للشغل وخديجة الزومي عضوة اللجنة الإدارية لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، خلال المهرجان الخطابي الذي نظم بشكل مشترك بالمركب الثقافي الحرية صباح يوم الأحد الماضي والذي ترأسه عبد العزيز العزابي بمعية احميدة النحاس عن الاتحادالمحلي للفيدرالية الديمقراطية للشغل بفاس، إلى جانب محمد أوراغ الكاتب الجهوي لحزب الاتحاد الاشتراكي وعبد العزيز حليلي المفتش الإقليمي لحزب الاستقلال، إخفاقات الحكومة على جميع المستويات والاختيارات اللاشعبية الرامية إلى إقبار الاختيار الديمقراطي، الثابت الرابع بعد الدين والملكية والوحدة الترابية، وجعلها حبيسة الرفوف خوفا من تحقيق المناصفة وترسيخ الأمازيغية وتمكين المغاربة من وطن يتسع الجميع... ليس غريبا، حسب قول الفاتحي والزومي، أن تتوحد النضالات، وترتفع الأصوات المطالبة بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية كحد أدنى لمقومات العيش الكريم الذي ما فتئ عاهل البلاد يطالب الحكومة بالعمل على تحقيقه حتى ينعم الجميع بالعيش في كنفها، بدل الهجوم على القدرة الشرائية وتجاهل مطالب الطبقة الكادحة وانتظارات الفئات المعوزة والفقيرة، والتي تشكل اّلأغلبية الساحقة من المواطنين المغاربة . ليس غريبا أن تتبنى أغلب النقابات الدعوة إلى القيام بإضراب وطني عام سلمي حضاري، كتعبير من قياداتها الوطنية ومناضليها عبر ربوع المملكة، عن رفضهم التام لجميع الاختيارات الحكومية اللاشعبية، التي ساهمت بشكل مباشر في تدني أوضاعهم الاجتماعية، وذلك من خلال اعتمادها الزيادات في أسعار المحروقات، والزيادة في الاقتطاعات، والزيادة كذلك في سن الإحالة على التقاعد. وقد أشار عبد العزيز الفاتحي، عن الفدرالية الديمقراطية للشغل، في كلمته التي تفاعل معها الحضور أكثر من مرة، الى أن "هذه الحكومة تجعل البلاد تسير في اتجاه أن تكون رهينة المؤسسات المالية الدولية وسجينة مظاهر الهشاشة الاجتماعية وغارقة في بحر البطالة، وذلك بسبب ارتفاع المديونية وتصاعد نسبة العجز في ظل تراكم الخصاصات الاجتماعية الكبرى ( التعليم، الصحة،السكن، التشغيل..) "، معلقا أن هذه الحكومة ليست لها الإرادة ولا المعرفة لفتح حوار اجتماعي مع النقابات، وتعتبرها خصما أصليا وتقامر بمستقبل المغرب، وتنتقم من الطبقة الوسطى وتستهدف قدرتها على اعتبار أن هذه الأخيرة تشكل قاعدة أساسية في المشهد السياسي إلى جانب الطبقة الشغيلة ".. معتبرا، الإضراب الوطني وقفة وطنية ضد الرجعية والمحافظة وهو مدخل لمقاربة جديدة لمسألة الديمقراطية ببلادنا، ورسالة واضحة إلى كل الأطراف المحافظة في الدولة والمجتمع ووقفة من أجل تكون المسألة الاجتماعية في صلب اهتمامات الدولة، مرددا،" إرهاب الحكومة لا يرهبنا".. "ولن نسمح لحزب بدون تاريخ أن يمحو التاريخ". وفي كلمة ألقتها خديجة الزومي، اتهمت فيها حكومة بنكيران بتجميد الحوار الاجتماعي وخيانة الشعب لعدم تطبيقها للبرنامج المسطر ، واستهداف الطبقات الوسطى بالزيادات المهولة التي لم تعرفها أية حكومة سابقة، ونادت الجماهير الحاضرة للتعبئة والحضور ليوم 29 أكتوبر 2014 باعتباره محطة تاريخية بكل المقاييس والتي ستشارك فيها كل الأطياف النقابية ضد التحكم والاستبداد وسياسة الإجهاز على المكتسبات الاجتماعية التي حققتها الطبقة العاملة، منتقدة تطبيع الحكومة من الفساد والمفسدين وطريقة تعاملها مع ملف التقاعد التي تريد حله على حساب الفقراء والمحتاجين وتفقير المستخدمين في شيخوختهم، بدل الاهتمام بالحلول الحقيقية التي تحفظ ميكانيزمات النمو وتنهض بمطالب الطبقات الشغيلة والفقيرة... وقد اضطر الحضور المتنوع الذي ملأ القاعة الكبرى عن آخرها، لمتابعة المهرجان الخطابي بالفضاء المجاور لقاعة العرض، حيث تفاعل مع صدق الخطاب مرددا شعارات تطالب برحيل بنكيران، معلنا شجبه ورفضه للمساس بحقوق الطبقة الشغيلة المشروعة ومكتسباتها التي لم تكن لتتحقق لولا الوحدة العمالية والصمود النضالي .