بعد أن فند وفد الاتحاد الاشتراكي مزاعم الانفصاليين بالأممية الاشتراكية المنعقدة يومي 26 و 27 يونيو بجنيف، وبعد أن أفشل محاولاتهم لانتزاع توصية خاصة في مجلس الأممية بمقر الأممالمتحدة، تابع الوفد النسائي الاتحادي، (خدوج السلاسي عضو المكتب السياسي والكاتبة الوطنية للمنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات ونزيهة اباكريم عضو المكتب السياسي)، التصدي لمزاعم الانفصاليين. وأبت الأممية الاشتراكية للنساء في برنامج لقائها إلا أن تعطي في الجلسة ما قبل الأخيرة للوفود الحاضرة، سواء كانت كاملة العضوية أو ملاحظة، فرصة الحديث عن مواضيع اختيارية، عادة ما تكون مرتبطة بتجارب سياسية أو نسائية في بلدان ممثلات الوفود وغالبا ما تكون ذات صلة بموضوع لقاء الأممية الاشتراكية للنساء. وللإشارة، فموضوع لقاء الأممية الاشتراكية للنساء المنعقد بجنيف يومي 28 و 29 يونيو 2018 هو المناصفة من أجل عالم 50/50 في أفق 2030. ففي هذا السياق تناولت ممثلة الانفصاليين الكلمة لتضمِّن تدخلها ثلاث نقط أساسية: التوجه بالنقد اللاذع إلى مؤسسة الأممية الاشتراكية التي- حسب زعمها – لا تنصف «البوليزاريو»، لتتهم بعد ذلك رئيسة الأممية الاشتراكية للنساء بالتواطؤ وعدم الحياد المفترض فيها طبق رتبة مسؤوليتها، لتتوجه أخيرا رأسا إلى التنظيم النسائي لحزبنا (المنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات) باعتبارها – حسب زعمها دائما- تجرأت وأسست كتابتها الإقليمية بمدينة العيون. ولقد كان ذلك بأسلوب وقح، شرس، تفتقد صاحبته إلى مقومات الخطاب السياسي المتزن والسليم وإلى أدبيات الحوار المطلوب عادة في هذا النوع من اللقاءات الدولية. وباسم المنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات تناولت الأخت خدوج السلاسي الكلمة لتؤكد في البداية الاعتزاز بالانتماء إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الحزب الذي ساند دائما الحركات التحررية الحقيقية والمشروعة في مختلف مناطق العالم، ووجهت من جنيف تحية عالية لروح الاتحادي الاشتراكي الدولي الشهيد المهدي بن بركة الذي كان دائما منتصرا لقضايا التحرر والاستقلال، مذكرة بمدرسة الاتحاد الاشتراكي كمدرسة للتنشئة السياسية على الحوار واحترام الآخر في إطار السعي إلى معرفة الحقيقة والبحث عن الحلول السلمية والعادلة والمناسبة لتقدم الشعوب وازدهارها. وبعد أن تعرضت الأخت خدوج السلاسي إلى السياق التاريخي لظهور «البوليزاريو» وإلى أهم المراحل التي قطعها ملف قضيتنا الوطنية وإلى رجوع المغرب القوي إلى إفريقيا، أسرته الطبيعية، أكدت أن الإطار المناسب لحل هذا الخلاف هو الأممالمتحدة بحضور كل الأطراف، وذلك انطلاقا من مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب باعتباره أقصى ما يمكن أن يتقدم به كحل لهذا النزاع في إطار السيادة المغربية، هذا المقترح الذي تم تثمينه دوليا كحل سلمي، عقلاني واقعي وجدي. وأضافت الناطقة باسم النساء الاتحاديات أن إحدى الرهانات الكبرى للحزب والمغرب هو بناء وتفعيل المغرب الكبير (المغرب تونس، الجزائر، موريتانيا وليبيا) لأن الزمن الحالي زمن التكتلات الجيو اقتصادية قصد تأمين تنمية بلدان المغرب الكبير ومواجهة مظاهر الفقر والبطالة وتوسيع دائرة حقوق الإنسان وتكثيف الجهود لمواجهة كل أشكال التطرف والإرهاب وكذا معالجة عوامل العنف والاقصاء الاجتماعي التي تعاني منها فئات واسعة في المغرب الكبير وخاصة النساء. وأكدت السلاسي أن المغرب وهو مؤمن بعدالة قضيته ومشروعية طرحه يظل منفتحا على الحوار ومستعدا ما أمكن لكل المقاربات الصراعية في إطار الاحترام التام لسيادة الدولة المغربية، مذكرة في نهاية تدخلها بأن المغرب دولة مؤسسات وأنه عازم وسائر في طريق بناء صرحه الديمقراطي، وأنه قادر على تصويب وتصحيح بعض الانفلاتات التي قد تقع هنا وهناك انطلاقا من مؤسساته وإرادته في تطويرها.