قال عبد الرحيم العلام، رئيس اتحاد كتاب المغرب، بأن المغرب والجزائر أنجبا معا رجالات ونخبا ظلت تنادي بالقيم السامية القائمة على الربط العميق بين القطرين، وبالانخراط التام في المشروع الوحدوي المغاربي. وذكر في «نداء الحدود»، نداء المحبة والأخوة وحسن الجوار، الذي أطلق بالمعبر الحدودي «زوج بغال» صباح الأحد 26 أكتوبر 2014 في الوقفة الاحتجاجية التي نفذها مثقفون مغاربة، للمطالبة بتقوية علاقات الأخوة وحسن الجوار بين الشعبين الشقيقين، (ذكر) بأن حضور اتحاد كتاب المغرب إلى مدينة وجدة على الحدود المغربية الجزائرية، «يستنهض روح الثقافة المغاربية المتشبعة بالقيم الإنسانية والحضارية والروابط الاجتماعية والثقافية والدينية المشتركة، والتي تشكل لحمة وصل بين هوية الشعوب المغاربية قاطبة»، مضيفا بأنها مبادرة للشروع في بناء السبل المؤدية إلى تجاوز الوضعية الحالية، والتي «أصبحت عائقا في وجه الروابط التاريخية والإنسانية والاجتماعية والثقافية التي شكلت دائما حصنا منيعا في مواجهة كل التحديات التي تواجه مجتمعنا اليوم» يقول عبد الرحيم العلام. وأبرز رئيس اتحاد كتاب المغرب أن هذه الوقفة تشكل محطة لإسماع صوت المثقفين والكتاب والمبدعين المغاربية «في رفض كل تفكير شمولي متصلب يهيمن بأجوبته الجاهزة والعقيمة، ويعرقل كل انفراج أو مسعى يبتغي تجاوز التحديات المفروضة أو الخروج من المآزق المصطنعة التي تتهدد مستقبل منطقتنا». وأشار «نداء الحدود» أيضا الى أن الاتحاد يستشرف بناء عهد مغاربي جديد ومشروع ثقافي متكامل يجد أصوله في العلاقة الوجدانية والإنسانية المتينة القائمة بين الشعبين المغربي والجزائري. كما عبر المثقفون المغاربة عن أسفهم على الإكراهات التي تواجه الثقافة المغاربية، ومن أهمها وأبرزها «غياب التواصل الثقافي اليومي الملموس الناجم عن حصار الحدود الفكرية بين البلدين والشعبين وعدم الإنصات بكل جدية ومسؤولية لإرادة المثقفين التي هي ضمير الشعوب التي تسعى دوما لبناء مشروع مجتمعي متماسك بعيدا عن الضغائن والأحقاد والعدمية». هذا وأكد «نداء الحدود» بأن المثقفين الجزائريين يقتسمون نفس التوجه مع إخوانهم المغاربة لأنهم يحملون معا هموم الثقافة التاريخية التي «تريد التحرر من كل ما هو سلطوي قصد تمكين الشعوب من التعبير بكل حرية، رأيا وإبداعا وتواصلا ،ومن التنقل بحرية بين القطرين الشقيقين»... ومن جهته أشار مصطفى قشنني، كاتب فرع اتحاد كتاب المغرب بوجدة، الى أن الوقفة الاحتجاجية جاءت ليقول المثقف المغربي كلمته في ما يقع من اختلالات في تدبير المشترك بين الشعبين المغربي والجزائري، و»حتى لا تكون الكلمة حصرا على السياسيين الذين أثبتت الكثير من المحطات أن تدبيرهم للاختلاف كان تدبيرا خاطئا وتعوزه الحكمة والتبصر».