شاركت ثلة من الكتاب والمثقفين المغاربة أمس الأحد 26 أكتوبر في وقفة احتجاجية بمعبر "زوج بغال" الحدودي بين المغرب والجزائر، للمطالبة بفتح الحدود بين البلدين، وتسهيل التواصل بين الشعبين. هذه الوقفة دعا إليها "اتحاد كتاب المغرب"، سعياً منه لتوطيد العلاقة مع الأدباء والمثقفين الجزائريين، والشروع في بناء السبل المؤدية إلى تجاوز هذه الوضعية، والتي أصبحت "عائقاً مباشراً في وجه الروابط التاريخية والإنسانية والاجتماعية والثقافية". واعتبر عبدالرحيم العلام، رئيس اتحاد كتاب المغرب، أن هذه الخطوة ستليها خطوة ثانية بمدينة طنجة في الأيام القليلة المقبلة، من خلال عقد لقاء بين مثقفين المغرب العربي وإحياء "اتحاد الكتاب المغاربة"، والاحتفاء "بروح التضامن" بين جميع المثقفين في مختلف الأقطار المغاربية، قائلا "نحن نؤمن بصوت المحبة ولا نؤمن بصوت الحدود والحواجز وصوتنا سيظل عالياً". وأضاف العلام في الكلمة التي ألقاها أثناء الوقفة على ما سماه، وبحسب تعبيره "الحدود المصطنعة" أن هذه الوقفة "هي محطة نسمع من خلالها صوت المثقفين والكتاب المغاربة، في رفض كل تفكير شمولي متصلب يهيمن بأجوبته الجاهزة والعقيمة، ويعرقل كل انفراج أو مسعى يبتغي تجاوز التحديات المفروضة، أو الخروج من المآزق المصطنعة التي تهدد مستقبل منطقتنا"، مؤكداً في نفس الوقت أن مثقفي الجزائر "يقتسمون معنا التوجه نفسه، لأننا نحمل معا هموم الثقافة التاريخية التي تريد التحرر من كل ما هو سلطوي، قصد تمكين الشعوب من التعبير بحرية، رأيا وإبداعا وتواصلا، ومن التنقل بحرية بين القطرين الشقيقين". يذكر أن الجزائر قررت غلق حدودها البرية مع المغرب سنة 1994 بعد الهجوم الإرهابي الذي طال فندق "أطلس أسني" بمدينة مراكش، أسفر عنْ مقتل سائحين إسبانيين، وجرح سائحة فرنسية. على يد ثلاثة إرهابيِّين فرنسيِّين من أصول جزائرية، وخاصة بعد اتهامات مغربية لمخابرات الجزائر بالضلوع في هذا العمل الإرهابي فرض وزارة الداخلية المغربيَّة تأشيرةً على الجزائريين. الجزائرُ ستردُّ من جانبها، بالمثل على القرار المغربي، عبر فرض تأشيرةٍ على المغاربة الراغبين في الدخول إلى أراضيها، فضلًا عن إجراءٍ موازٍ، لا يزَالُ ساريًا حتَّى اليوم، يقضِي بغلق الحدُود البريَّة مع المغرب، من باب التصعيد.