كاد فريق الاتحاد البيضاوي أن يقدم اعتذاراً، نهاية الأسبوع الماضي، أمام مضيفه مولودية العيون بملعب هذا الأخير، لولا تواجد بعض الفعاليات من بين جمعيات محبي الطاس، الذين لم يهدأ لهم البال، منذ مغادرة الرئيس الودغيري، الذي قدم استقالته بعد الدورة الثانية، وبعد فوز الاتحاد البيضاوي على أدرار سوس بملعب الحفرة. استقالة وانسحاب بعد وعود تبخرت مع الأحلام، رغم أنه غير قانوني، ولم يكن يوماً ما منخرطاً بفريق أبناء كاريان سانطرال، حيث أتى أو أوتي به لهذا الفريق العريق، ولم يستطع مسايرة التسيير، علما أنه ادعى وصرح للجريدة الصيف الماضي، أنه سيجعل من الطاس فريقاً احترافياً بكل المقاييس، وهو ما دفع بالجمعيات المحتجة بالتنازل عن الشكاية التي قدمتها للجامعة بخصوص خروقات الجمع العام ومنع دخول أعضاء سابقين... هذا، وقد تكلفت بعض فعاليات الحي المحمدي بمصاريف تنقل الفريق لابن جرير، وكذا بمصاريف اللقاء الموالي أمام حد السوالمبالدارالبيضاء، لينسحب المدرب مصطفى توتية الذي خلف خير الوالي رفقة المعد البدني عبد الواحد، بعدما استعصت عليهما الأمور وبالهزيمة القاسية أمام حد السوالم ب (1 / 5)، وعدم وجود الأجواء الملائمة في غياب مكتب مسير وطاقم تقني متكامل، ثم انسحب اللاعبون ولم يحضروا التداريب رغم الاتصالات العديدة التي قام بها بعض الغيورين كرئيس جمعية شباب الطاس منير غانم، الذي أكد في تصريحاته وفي اتصالاته المتكررة مع الجريدة، أنهم توجهوا إلى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بحر الأسبوع الماضي، استقبلوا من طرف حران ودكين اللذين طلبا منهم التكتل والتوجه للسلطات بالدارالبيضاء وجمع الشمل من خلال تكوين لجنة مؤقتة لغاية انعقاد الجمع العام الاستثنائي، وهو ما طلبه أيضاً السيد عامل عمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي الخميس الماضي، في اجتماع دام ساعتين ونصف مع بعض المسيرين السابقين عبد اللطيف حرشيش وناصر عبد العزيز، إلى جانب بن عمر رئيس مقاطعة عين السبع، هذا الأخير انسحب وانسحب الآخرون... ليبدأ مسلسل الصينية والبحث عن اللاعبين، منهم من أغلق هاتفه النقال، ومنهم من طالب بمستحقاته، بعدما وقع بعضهم معهم الرئيس الجديد - المغادر عقود وواجبات شهرية تصل إلى 6000 درهم و 5000 درهم كأجرة شهرية لفريق بأقسام الهواة ! ظل الانتظار سيد الموقف، ونفس الأشخاص الغيورين، منهم الصديق الذي يعيش بالديار الايطالية، والذي أدى واجب السائق بمحطة أولاد زيان الذي تحمل قيادة حافلة الفريق للعيون بمبلغ 2000,00 درهم، بعدما اعتمدت الفعاليات حتى آخر ساعة من مساء الجمعة الماضية على شبان الطاس ومدربهم، وبعدما تبرع أحد المحسنين بمبلغ 17000,00 درهم، حيث توجه الفريق صوب العيون في تمام الساعة الثامنة مساء، ووصل في حدود الساعة الواحدة و 10 دقائق للعيون ليوم السبت. أجرى الفريق اللقاء وسجل أبناء الحي المحمدي الشبان الهدف، وكادوا أن يعودوا بثلاث نقط، إلا أن الخصم المحلي أصر على التعادل واقتسام النقط، وهي النتيجة التي تعد إيجابية لأبناء الحي المحمدي. تلكم معاناة فريق كبير اسمه الاتحاد البيضاوي الذي قارع أندية كبيرة، وكان يُضرب له ألف حساب أيام أبا العربي الزاولي رحمه الله، فريق الطاس الذي أسسه المناضلون كالحاج العبدي والأستاذ عبد الرحمان اليوسفي والزموري وأسماء لمناضلين ساهموا في الحركة الوطنية والدفاع عن الحرية والكرامة لهذا البلد.. فريق الطاس الذي يتَبَهْدَلَ في زمن الاحتراف، وفي زمن التطفل على التسيير يجعلنا نترحم عهلى رح الحاج عبد الرزاق مكوار رئيس الوداد البيضاوي السابق الذي يُضرب به المثل والحاج المفضل بن جلون، أسماء وضعت عقاراتها وملكياتها كرهن بالبنوك مقابل سلف لبناء مركب رياضي ومعلمة تاريخية، ولا مجال للمقارنة برجال صدقوا ما عادهوا الله عليه.... إن الطاس يحتضر... والكل يتابع في صمت، وقدماء الاتحاد البيضاوي صامتون ولا حول ولا قوة لهم، وبات على من يهمهم الأمر، التدخل عاجلا لإنقاذ فريق لا يمكن أن يزيل اسمه من الخريطة الرياضية ومن الدارالبيضاء، وبالضبط من الحي المحمدي.