شهدت فعاليات الملتقى الأول للترافع المدني عن مغربية الصحراء، المنظم بمراكش ما بين 22 و 24 يونيو الجاري، عرض تجارب ما يناهز 20 جمعية في مجال الترافع المدني عن القضية الوطنية وذلك كعينة لجهود قطاع واسع من الجمعيات في إطار ورشات تطبيقية، أبرزت من خلالها المجهودات التي بذلتها سواء داخل المغرب أو في المنتديات والمنابر الدولية. واستفاد المشاركون في هذا الملتقى الذي نظمته الوزارة المنتدبة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، من عروض وتجارب عملية حول تقنيات التناظر الناجح عن القضية الوطنية، ومهارات ترافع منبري مؤثر لدى المنظمات والمؤسسات الدولية، وكيفية التفاعل مع المنظومات الدولية المؤسساتية، ومهارات التواصل والعلاقة مع وسائل الإعلام، وآليات الترافع الرقمي والترافع المنبري. وتميزت أشغال الملتقى، أيضا، بعرض عدد من الأفلام كنماذج للإنتاجات التي يمكن اعتمادها في مجال الترافع الفني والرقمي، ضمنها فيلم حول أهمية وآليات وشروط ترافع مدني فعال ومؤثر عن مغربية الصحراء، وفيلم حول انتهاكات حقوق الإنسان بمخيمات تندوف، وآخر حول الجدار الرملي الذي اعتمدته الأممالمتحدة سنة 1998 لتحديد منطقة الحظر العسكري. كما تم عرض فيلم «أم الشكاك» الذي يتناول حقبة هامة من تاريخ الصحراء المغربية، ويسلط الضوء على المؤتمر الذي التأم فيه جمع كبير من أبناء الصحراء بمنطقة أم الشكاك سنة 1956، وتوج بإرسال وفد لتجديد البيعة لجلالة المغفور له محمد الخامس طيب لله ثراه. وعرف الملتقى، كذلك، توزيع دليل من أجل ترافع فعال ومؤثر عن مغربية الصحراء تحت عنوان « مغربية الصحراء: حقائق وأوهام النزاع «، وهي وثيقة تسرد عددا من الأوهام حول طبيعة النزاع المفتعل، وتكشف زيفها بحقائق تاريخية وجغرافية، عززتها تطورات السياسة والاقتصاد، وأكدتها الجهود التنموية بالصحراء، فضلا عن أدلة الرد على العديد من الأوهام والمقولات المضللة. ومن أجل تعزيز قدرات جمعيات المجتمع المدني في مجال الترافع عن القضية الوطنية، وتأهيل الفاعلين المدنيين لمواجهة الطروحات المعادية للوحدة الوطنية لاسيما في المحافل الدولية، تم الإعلان الرسمي عن إطلاق المنصة الالكترونية للتكوين عن بعد في مجال الترافع المدني عن مغربية الصحراء، تتضمن قاعدة معطيات من الوثائق التاريخية والدراسات والبحوث العلمية والإنتاجات الفنية وروابط مؤسسات ومواقع مهتمة بالقضية الوطنية، وتتيح أيضا فرصة التكوين عن بعد ببرنامج شامل ومتنوع يتم إغناؤه بشراكة مع جامعتي سطات ومراكش، ومؤسسة تمكين الرائدة في مجال التكوين عن بعد. وعرف هذا الملتقى مشاركة حوالي 200 شخص من ممثلي جمعيات مدنية مهتمة بقضية الصحراء المغربية وفعاليات وشخصيات علمية وأكاديمية. ويهدف الملتقى إلى تعزيز قدرات جمعيات المجتمع المدني في مجال الترافع عن القضية الوطنية، كما يتوخى تأهيل الفاعلين المدنيين لمواجهة الأطروحات المعادية للوحدة الوطنية، لاسيما في المحافل الدولية من خلال استثمار التحولات التكنولوجية الحديثة في مجال الإعلام والتواصل والشبكات الاجتماعية. وتضمن برنامج الملتقى ست جلسات علمية ناقشت الأبعاد القانونية والسياسية والتاريخية للترافع المدني حول مغربية الصحراء، والأبعاد الاجتماعية والثقافية والمعرفية للقضية الوطنية، والتطور السياسي والدبلوماسي والاستراتيجي للقضية الوطنية، والإطار الاقتصادي والتنموي للقضية الوطنية، ووضعية الحقوق والحريات بالأقاليم الجنوبية، والمشروع التنموي الجديد بالأقاليم الجنوبية، والترافع في المنابر الدولية والمؤسساتية، بالإضافة إلى ورشات تطبيقية سيتم العمل من خلالها على اكتساب مهارات وتقنيات تهم الترافع المنبري والترافع الرقمي وكذا الترافع الفني.