توجت جمعية «أنا وأنت» مع شركائها المحليين بفاس في احتفالية كبرى احتضن فعالياتها مدرج المركز الجهوي للتكوينات والملتقيات التابع للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاسمكناس المؤسسات التعليمية المشاركة في المسابقات الخاصة بمقاربة الشباب لظاهرة التدخين وتعاطي المخدرات، وذلك تزامنا مع اليوم العالمي لمحاربة التدخين . وهكذا أعلنت الجمعية على لسان رئيستها الدكتورة فاطمة أحسين بحضور ممثل عن المديرية والأكاديمية وقطاعات حكومية كالصحة والأمن والسلطات والمنتخبين والمجالس وتمثيليات النسيج المدني فوز كل من الثانوية التأهيلية ابن الهيثم مديرية فاس بجائزة أحسن مجسم في مسابقة فن المجسمات، كما فازت الثانوية الاعدادية محمد بن عبد الكريم الخطابي بمسابقة فن رسم اللوحات في حين توجت الثانوية التأهيلية علال لوديي بجائزة التميز الابداعي في فن المسرح. كما أقيم على هامش التظاهرة معرض لفن المجسمات بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التدخين والذي أنجزه تلامذة الثانوية التأهيلية ابن الهيثم وحصل على جائزة التميز للفن التشكيلي بخصوص المقاربة الثقافية للشباب لظاهرة التدخين وتعاطي المخدرات. واعتبر العمل المسرحي " خاصني لياخد بيدي" من إبداع تلامذة الثانوية التأهيلية طارق بن زياد كأحسن عمل مسرحي بخصوص مقاربة الشباب لظاهرة التدخين وتعاطي المخدرات. هذه التظاهرة الفنية والتربوية تندرج في إطار الاحتفال باليوم العالمي للامتناع عن التدخين الذي يصادف يوم 31 ماي من كل سنة، وهو الموعد الذي حرصت جمعية» أنا وأنت» على تخليده هذه السنة من خلال تنظيم الدورة الثانية بعد دورة ٬2018 وفي كلمة لها بالمناسبة اعتبرت الدكتورة فاطمة أحسين رئيسة جمعية أنا وأنت النشاط تتويجا للبرنامج السنوي الذي أنجزته الجمعية في إطار الشراكة مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والبحث العلمي ومندوبية وزارة الصحة بفاس وبتنسيق مع ولاية أمن فاس وبدعم من مجلس جهة فاسمكناس٬ بخصوص مقاربة ظاهرة التدخين وتعاطي المخدرات في الوسط المدرسي ثقافيا وإبداعيا. وأضافت أن هذا البرنامج الذي تم إعطاء انطلاقته بالمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والبحث العلمي بفاس حيث عُقد لقاء يجمع كل الشركاء وبحضور مديري المؤسسات التعليمية المعنية والمتواجدة بمختلف مقاطعات مدينة فاس٬ من أجل اطلاعهم على البرنامج السنوي. وأبرزت أحسين أهداف البرنامج الذي استهدف كمرحلة أولية 13 مؤسسة تعليمية بخصوص الحملة التحسيسية والتوعوية بمخاطر التدخين وتعاطي المخدرات على الفرد والأسرة والمجتمع، والتي ترتكز أساسا على المحاضرات العلمية وعرض أفلام قصيرة٬ شارك فيها أطر الجمعية والصحة والتعليم وولاية أمن فاس، حيث استفاد أزيد من 610 تلميذة وتلميذا بشكل مباشر و3050 بشكل غير مباشر (محيط التلميذ). كما تضمن في المرحلة الثانية مقاربة التلاميذ لظاهرة التدخين وتعاطي المخدرات ثقافيا وإبداعيا٬ حيث عرفت انخراط ثماني مؤسسات تعليمية في البرنامج الذي بدأ في شهر أكتوبر2017 وامتد الى غاية نهاية شهر أبريل 2018، وعرف تنظيم مجموعة من المسابقات همت ورشات خاصة بالمسرح وأخرى مرتبطة بالفن التشكيلي وفن المجسمات شارك فيها أزيد من 180 تلميذة وتلميذ بإبداعاتهم المسرحية وورشات الفن التشكيلي. وقد شكلت هذه الأنشطة فرصة عبر من خلالها التلاميذ عن تمثلاتهم لظاهرة التدخين وتعاطي المخدرات وانعكاساتها على الصحة والمجتمع وكذلك على المسار التعليمي للتلاميذ (تدني المستوى الدراسي، الهدر المدرسي...) توزيع المؤسسات حسب الخريطة الجغرافية الخاصة بالمقاربة الثقافية للشباب الإحصائيات الخاصة بمواكبة الجمعية و شركاؤها للأنشطة الثقافية للشباب وتتوخى جمعية أنا وأنت، من خلال هذا البرنامج السنوي المتنوع الذي يندرج ضمن أنشطتها التوعوية والتثقيفية والتربوية والصحية جعل فئة المتعلمين باعتبارهم الفئة الأكثر تضررا من انعكاسات ظاهرة تعاطي التدخين في الوسط التلاميذي أكثر إحساسا بتجاوز المقاربة التقليدية في التعاطي مع هذه الظاهرة . من جهة ثانية توضح رئيسة الجمعية طبيعة وأهداف الأنشطة التوعوية والتحسيسية وذلك عبر جعل الشباب المتمدرس ينخرط في أنشطة تثقيفية وتوعوية وإبداعية، يكون هو محورها من خلال إبداعه كتابة وأداء لأعمال فنية، تعالج الظاهرة و تعمل على رصد تجلياتها، وتقترح حلولا لها. ولعل ربط هذه الظاهرة بالوسط المدرسي يهدف إلى جعل التلاميذ يعون مسؤوليتهم المشتركة مع جهات وأطراف أخرى بجعل المدرسة فضاء لترسيخ السلوك المدني ورافعة لإنتاج القيم والارتقاء بها.