أكدت الدكتورة فاطمة أوحسين، خبيرة في علوم الكيمياء، «أن إعداد الشباب وتأهيله نفسيا وبدنيا، يتطلب تضافر الجهود بين جميع القطاعات الحكومية والمجتمع المدني، باعتباره شريكا أساسيا في التنمية ببلادنا». وأضافت رئيسة جمعية «أنا وانت» خلال لقاء بقصر المؤتمرات بمناسبة اليوم العالمي للتدخين المنظم من طرف الجمعية، بشراكة مع مندوبية وزارة الصحة والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، وبدعم من وزارة الثقافة ومقاطعة أكدال، أن «التدخين وتعاطي المخدرات بات يشكل موضوع اهتمام مركزي لما له من انعكاسات وخيمة على الفرد والأسرة والمجتمع، تتمثل في انتشار ظاهرة الإدمان والانحراف والهدر المدرسي والعنف داخل وخارج المؤسستين الأسرية والتعليمية». وأضافت «إن هذا اللقاء يهدف الى تحسيس تلامذة المدارس حول الأضرار السلبية للتدخين على الصحة البدنية والنفسية وعلى الجانب الاجتماعي، وأن المحيطين الأسري والاجتماعي يساهمان في ارتفاع نسبة التدخين، خاصة وأن أغلب الشباب المدخنين يتأثرون بأقاربهم أو آبائهم المدخنين، بالإضافة الى بيع السجائر للقاصرين». اللقاء التحسيسي المنظم تحت شعار «شبابنا ثروتنا وحمايته مسؤوليتنا «الذي صادف 31 ماي، اليوم العالمي لمحاربة تعاطي التبغ ، تميز بعرض نتائج أعمال مقاربة الشباب لظاهرة التدخين وتعاطي المخدرات ثقافيا وإبداعيا، وهي بالمناسبة، تضيف الدكتورة أوحسين، بداية حصد لنتائج اتفاقيتي شراكة بين الجمعية وكل من مندوبية وزارة الصحة بفاس والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني في مجال الصحة المدرسية، وتحديدا في مجال التحسيس والتوعية بخطورة السجائر وتعاطي المخدرات. وسجلت القطاعات الحكومية بأسف، مضمون دراسة تم نشرها مؤخرا تفيد بأن 13 في المائة من المدخنين لا تتجاوز أعمارهم 15 سنة، حيث أبرز المندوب الجهوي للصحة عبد الله السباعي، في لقاء تحسيسي حول أضرار التدخين، أن الدراسة تشير الى أن أكثر من 30 في المائة من تلامذة المدارس تلقوا نصائح واستشارات في موضوع التدخين و 27 في المائة ناقشوا أسباب تعاطي زملاء لهم للتدخين و 26 في المائة تابعوا حصصا دراسية حول أضرار التدخين. وأضاف المسؤول خلال عرضه أن هذه الدراسة التي تم إنجازها على المستوى الوطني أثبتت أن 31 في المائة من المدخنين من الذكور و3 ر2 في المائة من الإناث. وهذه النسبة المائوية تضع المغرب في المرتبة الأولى على صعيد منطقة البحر الأبيض المتوسط، وفق ما عبر عنه المندوب الجهوي للصحة، مشيرا الى أن هذه الأرقام جد مأساوية خصوصا عندما نعلم أن نصف هؤلاء الشباب لا يستطيعون الإقلاع عن التدخين وربعهم يموتون بسبب التدخين. وأكد السباعي على أن 8 في المائة من الوفيات بالمغرب سببها التدخين، مضيفا «أن استهلاك التبغ بالمغرب قد يؤدي إلى وفاة 60 ألف شخص في السنة». وبعد أن أشار الى الجهود التي يبذلها المغرب في مجال محاربة التدخين، خصوصا في صفوف الشباب، استعرض الإجراءات التي يتم اتخاذها سنويا في إطار المخطط الوطني للوقاية ومراقبة السرطان الذي تشرف عليه جمعية للا سلمى لمحاربة السرطان. وتميز اللقاء بمقاربة الشباب لظاهرة التدخين وتعاطي المخدرات ثقافيا وإبداعيا، وذلك بمعرض الفن التشكيلي من إبداعات ثانوية يوسف بن تاشفين بفاس، ب 24 لوحة فنية تناولت موضوع الظاهرة، كما تخلل اللقاء عرض مسرحيتين متوجتين خلال المنافسات التي نظمتها جمعية " أنا وأنت " بثانوية ابن هانئ التأهيلية لفائدة التلاميذ حول الظاهرة. وأجمع المتدخلون على خطورة الآفة التي تهدد الثروة الحقيقية للوطن، ألا وهي فئة الشباب، حيث يؤدي التدخين إلى وفاة ستة ملايين شخص سنويا في العالم ، ويتسبب في 8% من الوفيات بالمغرب، ومن بين هذه النسبة هناك 10% يعانون من أمراض الجهاز التنفسي، ويتبين من خلال تحقيق وطني لآفة التدخين الذي صدر سنة 2008، أن المدخن المغربي يصرف في المتوسط 22 درهما يوميا لشراء التبغ. كما تم طرح سؤال جوهري " ما هو دور المدرسة في محاربة الظاهرة؟" حيث قدم ممثل المديرية الإقليمية جردا للأنشطة التي تقوم بها المديرية إن على صعيد الإقليم والجهة او الأكاديمية أو على صعيد وزارة التربية الوطنية ،وأشار إلى العديد من التظاهرات التي تحتضنها المؤسسات التعليمية من مختلف الأسلاك، هذه الأنشطة تتبلور داخل الأندية الصحية، وتستهدف تربية التلاميذ على القيم الإيجابية والسلوكات السليمة، واستطرد رئيس مصلحة الحياة المدرسية «إذن ينبغي التفكير في استراتيجية أكثر تقدما مما نحن فيه الآن، فالموضوع خطير لا يجب الوقوف عند التحسيس بل التفكير في استراتيجية أعمق.»