أعلن سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، خلال ورشة عمل دولية نظمت، يوم الثلاثاء 15 ماي 2018 بالرباط، حول موضوع : « تأملات متبادلة حول البحث والتثمين العلمي في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية بالمغرب»، عن طلب عروض مشاريع للنهوض بالعلوم الإنسانية والاجتماعية وتعزيزها. وقال الوزير خلال هذا اللقاء، إن التفكير في دور ومكانة العلوم الإنسانية والاجتماعية حاليا بالمغرب يدخل في إطار أولويات البحث العلمي على المستوى الوطني وفي السياسة البحثية الجديدة التي تقودها الوزارة الوصية، بحيث أعلن عن تخصيص الموارد المالية اللازمة لإنجاز هذه المشاريع. واستعرض أمزازي، خلال هذا اللقاء الذي نظمه المركز متعدد التخصصات في حسن الأداء التابع لجامعة محمد الخامس بالرباط، بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، وكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية-السويسي، ومنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، والمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، الإمكانيات التي تتوفر عليها العلوم الإنسانية والاجتماعية ودورها المفترض لإيجاد حلول لعدة إشكاليات، وذلك بالنظر لما تتوفر عليه من إمكانيات تحليلية ونقدية، معبرا عن مكانتها وضرورة إدراجها في السياسات العمومية. وشدد أمزازي على الحاجة إلى توسيع نطاق تداول البحوث والأطروحات التي تنبني على العلوم الإنسانية والاجتماعية، مع إيلاء الأهمية اللازمة للغات، بحيث أكد على ضرورة اللغة الإنجليزية التي تضمن للباحثين المغاربة حظوة ومكانة على الصعيد العالمي. وفي نفس السياق، أكد خالد الصمدي، كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي، أنه حان الوقت «لرفع التهميش عن العلوم الإنسانية والاجتماعية»، لتجنب الآثار السلبية الناجمة عن تغييبها أو غيابها. بحيث لخص استراتيجية الوزارة في هذا المجال في ثلاثة محاور، أولها يتعلق بإطلاق طلب عروض للبحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية، وثانيها يستهدف الطلبة الدكاترة عبر موضوع «ملتقى العلوم والمجتمع»، وثالثها يتعلق باستراتيجية وطنية «كبرى» لتكوين المدرسين. وأضاف الصمدي، أنه سيتم إطلاق عروض أخرى في جميع المجالات، والتي تندرج في إطار إصلاح منظومة التربية والتكوين في الفترة الممتدة ما بين 2015-2030. من جهتها، أعربت غولدا الخوري، ممثلة مكتب منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بالرباط، عن دعمها وانخراطها في هذا الورش، وأبدت ارتياحها للمناخ الثقافي المغربي، مستحضرة الورش الذي أطلقته (اليونسكو) والرامي إلى التفكير في دور ومكانة العلوم الإنسانية والاجتماعية، بحيث استعرضت المسؤولة الأممية استراتيجية المنظمة التي تمثل لرؤية أهداف التنمية المستدامة في أفق 2030. وموازنة مع هذا اللقاء تم تدشين مقر المركز المتعدد التخصصات في حسن الأداء والتنافسية بملحقة كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية-السويسي التابعة لجامعة محمد الخامس، الذي يتجلى هدفه، بالأساس، في الجمع بين الخبرة الاقتصادية والإنتاج العلمي لبحث أفضل في الميادين القانونية والاقتصادية والاجتماعية، وتدبير إشكاليتي الأداء والنجاعة. يذكر أن هذا المركز يتوفر على ثلاثة مختبرات وتتعلق بمختبر التحليل الاقتصادي والنمذجة، ومختبر البحث في التنافسية الاقتصادية والأداء الإداري، ومختبر البحث في الأداء القانوني والسياسي والمؤسساتي.