قال سعد الدين العثماني رئيس الحكومة إن "البحث العلمي في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية متدن وليس في مستوى الانتظارات"، موضحا أن البحث العلمي في العلوم الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية له دور كبير في مسيرة التنمية والتقدم من أجل اللحاق بالدول الصاعدة. جاء ذلك خلال يوم إخباري حول إطلاق طلب عروض البحث في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية نظمته وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي، اليوم الجمعة 18 ماي 2018 بمقر كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط. ووصف العثماني البحث العلمي ب"قطب الرحى"، موضحا أن قضية تعميم التعليم قطع فيها المغرب أشواطا كثيرة، لكنه نبه إلى أن قضية جودة التعليم يعرف فيه المغرب نقصا، مشددا على أن حكومته تهدف إلى الرفع من مستوى جودة التعليم، مضيفا أنه لا يمكن إكمال ذلك النقص إلا بالبحث العلمي. وأوضح العثماني أن البحث العلمي هو شغف لدى الإنسان، موضحا أن الذين قدموا اختراعات وانجازات علمية عظيمة للإنسانية كانوا في شظف من العيش ولكنهم في شغف في البحث العلمي، مشددا على الحاجة الماسة إلى البحث في المستقبل باعتباره شرطا ضروريا للتقدم والنهضة. من جانبه، قال خالد الصمدي، كاتب الدولة لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي إن إطلاق طلب عروض البحث في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية يستهدف صناعة النخبة، وزاد "طموحنا هو الوصول إلى 100 مفكر مغربي". واستحضر كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي أسماء مفكرين برزوا في العلوم الإنسانية والاجتماعية من قبيل المفكر محمد عابد الجابري، وطه عبد الرحمان، والمهدي بن عبود وقامات فكرية أخرى، موضحا أن العلوم الإنسانية والاجتماعية لها دور كبير في التنمية. اقرأ أيضا: امزازي: الوزارة تدرس تعميم منح الدكتوراه 100 بالمائة وقال الصمدي "ليست هناك كتلة حرجة في البحث العلمي في العلوم الإنسانية والاجتماعية بالمغرب"، منتقدا عدم التقائية البحث العلمي في العلوم الإنسانية مع العلوم الأخرى، مضيفا أن علوم العمران من (طب وهندسة وزراعة..) وغيرها يقوم بها الإنسان الذي يحتاج بدوره إلى أن يكون موضوع البحث. وكسف الصمدي عن بلوغ عدد الطلبة المغاربة المتواجدين بالجامعات ذات الاستقطاب المفتوح 78 في المائة، مسجلا بلوغ نسبة الطلبة في الإجازة المهنية بالجامعات ذات الاستقطاب المفتوح 4.8 في المائة، مشددا على ضرورة تشبيك العلاقة بين العلوم الاجتماعية والتخصصات الأخرى. واعتبر المتحدث أن المجتمع المغربي مجتمع "حي"، مضيفا أنه لابد أن يتم رصد تحولاته، موضحا أن المستثمر حين يبدي رغبته في الاستثمار في بلد فإنه يبحث عن الدراسات التي تؤكد وجود عوامل الاستقرار في البلد، إلى جانب الامتيازات الضريبية الممنوحة له وغيرها. وأفاد الصمدي أن دور العلوم الاجتماعية والإنسانية هو إظهار أن المجتمع المغربي مستقر وأنه ملتقى لحضارات والثقافات، موضحا أن المشروع الذي تم إطلاقه يهدف إلى توفير مراكز بحث مؤهلة لإجراء أبحاثا رصينة، علاوة على الاستفادة من الشراكات الأجنبية، وتعزيز حضور المغرب في محيطه الإقليمي والدولي. يذكر أن لقاء إطلاق طلب عروض البحث في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية ترأسه سعد الدين العثماني رئيس الحكومة، بحضور كل من سعيد أمزازي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، وخالد الصمدي كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، ورؤساء الجامعات، وممثلين عن المؤسسات الجامعية والإدارة المركزية. وشهد اللقاء تقديم السياق العام لهذا المشروع وأهدافه وفلسفته، علاوة على شرح الخطوات العملية الكفيلة بتقديم مشاريع البحث في هذا المجال (تكوين الفرق- تدبير المشروع- التمويل…).