السلطات الصحية المغربية تراقب يوميا 26 طائرة قادمة من إفريقيا وترفع درجات الحيطة والحذر غادرت مواطنة سيراليونية الجنسية تبلغ من العمر حوالي 26 سنة، مستشفى مولاي يوسف بالبيضاء مساء أول أمس الخميس حوالي 11 ليلا بعد خضوعها لكافة الإجراءات الطبية من أجل التأكد من سلامتها وعدم إصابتها بفيروس الايبولا، وهي التي كان قد اشتبه في حالتها الصحية نتيجة لارتفاع درجات حرارة جسمها، بعد حلولها بمطار محمد الخامس منتصف نهار الخميس قادمة من سيراليون ومتوجهة إلى باريس، فتم نقلها إلى الجناح المخصص للتعامل مع هذه الحالات بمستشفى مولاي يوسف على وجه السرعة وسط تدابير احترازية عالية الدقة. السلطات الصحية المغربية كانت قد اتخذت تدابير وإجراءات احترازية منذ الثامن من شهر أبريل الفارط، متقدمة على العديد من الدول التي لم تتحرك بعد، وأخرى اتخذت بعض الخطوات الوقائية في الأيام القليلة الأخيرة من أجل تدارك الأمر بعد تسجيل انتقال العدوى إلى بعض مواطنيها، كما هو الحال بالنسبة لاسبانيا وفرنسا والولايات المتحدةالأمريكية. وبلغ عدد الأشخاص الذين تم الاشتباه في حالاتهم الصحية وفحصهم من طرف المصالح الطبية المغربية منذ ذلك الحين إلى اليوم حوالي 6 حالات، في خطوات احتياطية أكدت عدم إصابة أي منها بالفيروس المذكور، هذا في الوقت الذي تراقب السلطات الصحية يوميا 26 طائرة تفد من افريقيا بما فيها الدول الموبوءة، كما هو الحال بالنسبة لغينيا التي تحل طائرة يوميا بأرضية مطار محمد الخامس، وأخرى تصل إلى المغرب بصفة منتظمة لكن ليس يوميا كما هو الشأن بالنسبة لسيراليون، ليبيريا ونيجيريا، إذ يخضع آلاف الركاب في هذا الكمّ الكبير من الرحلات للمراقبة المستمرة بالكاميرات الحرارية وغيرها من التدابير التي بينت لحدّ الساعة نجاعتها التشخيصية. وتركز السلطات المغربية على نقطتين أساسيتين هما مطار محمد الخامس ومنطقة الغرارات بالحدود مع موريطانيا كمنافذ محتملة لأشخاص قد يكونون مصابين بفيروس الايبولا النزفية، بالإضافة إلى نقاط أخرى من قبيل ميناء طنجة المتوسطي، الدارالبيضاء، الجرف الأصفر، أكادير، الداخلة، وباقي مطارات المملكة، هذا في الوقت الذي تم تخصيص مصلحة مرجعية بمستشفى مولاي يوسف بالدارالبيضاء، بالإضافة إلى التدابير التي اتخذت في مراكز استشفائية أخرى، فضلا عن مواكبة هذه الخطوات بالحملات التكوينية والتواصلية بين مهنيي الصحة، وذلك من اجل الرفع من درجة اليقظة وبغية الإلمام بكيفية التعامل مع أية حالات محتملة، وهي التجارب التي اكتسبها المغرب من خلال التعامل مع «فاشيات» وبائية سابقة ومنها «فاشية» أنفلونزا الخنازير. وأكدت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» على أن المخطط الوطني يتضمن إجراءات جد دقيقة للتعامل مع الموضوع بجدية كبرى، مؤكدة على أن القادمين من المناطق الموبوءة المصابين بالحمى هم ليسوا بالضرورة مصابين بالفيروس، وبأن أية حالة محتملة هي مستوردة وليست بمحلية، لانتفاء البيئة والشروط المساعدة على وجود الفيروس ببلادنا، داعية إلى التعامل مع الموضوع بمسؤولية كبرى بعيدا عن التهويل وعن التبخيس على حد سواء.