قام وفد من الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري بعرض النظام المعلوماتي الذي طورته هذه الأخيرة لتتبع المضامين السمعية البصرية، وذلك طيلة الأيام الأربعة للدورة التاسعة عشر للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون، الذي نظمه اتحاد إذاعات الدول العربية بمقره في تونس العاصمة من 26 إلى 29 أبريل. وقد توافد الزوار والمهنيون المشاركون في المهرجان على رواق الهيأة العليا، حيث زودهم وفد الهاكا بمعلومات وشروحات مفصلة حول النظام المعلوماتي لتتبع البرامج الإذاعية والتلفزية بالهيأة (HMS)، من خلال عرض تجارب حية تعتمد على أدوات تقنية وتوزيع وثائق وملخصات توضيحية أعدت لهذه المناسبة. وقد تألف وفد الهاكا من السادة نادر طاهير، مدير تتبع البرامج ووليد العباسي من مديرية البنيات التقنية، وكريم بنداوود، مسؤول التواصل والترجمة، فضلا عن السادة حمزة طموح وكمال بوربات والسيدة انتصار بنمو، من مديرية المعلوميات. وشهد هذا الملتقى، الذي نظم بمدينة الثقافة التونسية التي تم تشييدها شهر مارس المنصرم، حضور أزيد من 90 عارضا شاركوا في برنامج اتحاد إذاعات الدول العربية الذي شمل محاضرات وحفلات تكريم ومنافسات توجت بتقديم جوائز لفائدة الفائزين. وشارك في هذا الحدث كذلك ممثلون عن محطات تلفزيونية وإذاعية بالعالم العربي، فضلا عن شركات إنتاج وتوزيع وكذا الشركات الدولية الكبرى المتخصصة في تطوير أحدث التجهيزات التقنية والتكنولوجية. وأتاح هذا المهرجان لزواره فرصة الاطلاع على تكنولوجيات متقدمة تميز مجال الإعلام الرقمي في قطاع الاتصال السمعي البصري. وقد تطرقت المحاضرات إلى التطور التكنولوجي الخاص بحقل الإعلام عموما، والصناعة السمعية البصرية ومهن الإعلام السمعي البصري على وجه الخصوص. كما عرف فريق الهاكا المسؤولين والمهنيين وكذا المشاركين والزوار، طيلة أيام هذا المهرجان، على هذا النظام المعلوماتي للتتبع الذي يعد آلية تقنية معلوماتية طورتها الهيأة العليا سنة 2006 لتقنين وتتبع المضامين السمعية البصرية، إذ أوضح من خلال تجارب موثقة كيفية استخدام هذا النظام التقني والمعلوماتي الذي يتيح لأي هيئة تقنين إمكانية تتبع البرامج الإذاعية والتلفزية المبثوثة على الصعيد الوطني والجهوي والمحلي. ونذكر من بين الشخصيات التي زارت رواق الهيأة العليا، السيد محمد زين العابدين، وزير الثقافة التونسي، والأستاذ رضا النجار، منسق أكاديمية اتحاد إذاعات الدول العربية، بالإضافة إلى عدد من المهنيين من مختلف الجنسيات العربية التي تولي أهمية خاصة لهذا المجال، والذين عبروا عن فخرهم حيال وجود دولة عربية وإفريقية تنفرد بخلق هذا الابتكار… حيث ازداد إعجابهم عند معرفتهم بأن نظام التتبع»هاكا HMS»يتم اعتماده في عدة دول مثل بلجيكا والتشاد وموريتانيا والسينغال وتونس والبنين والنيجر، وأنه يُنتظر وضعه قريبا داخل القاعات التقنية لهيآت التقنين بالطوغو وطانزانيا وجزر القمر. والجدير بالذكر أن هذا النظام يعتمد على هندسة بسيطة وتصميم يتكيّف مع احتياجات تتبع البرامج ويتوفر على واجهات معلوماتية بسيطة تتيح الاستخدام الأمثل لهذه الآلية. كما يتوجب على هيآت التقنين التي تقوم باقتناء واعتماد نظام HMS المشاركة في تكوين يدوم بضعة أيام توفره الهاكا على الفور من خلال عقد تبرمه مع هيأة التقنين المعنية. وينص هذا العقد أيضا على عملية الصيانة عن بعد التي يشرف عليها تقنيو الهاكا لمدة سنة كاملة، مع إمكانية تنقل هؤلاء إلى عين المكان في حالة ضرورة قصوى أو بعد أخذ موعد مع المقنن المعني، أو فترات خاصة مثل الفترة الانتخابية (كما كان الحال بالنسبة لتونس). كما احتفت هذه الدورة، التي ميزتها سمة التضامن مع القضية الفلسطينية (بحضور السيد محمد حسين، المفتي الأكبر للقدس الشريف)، بالمملكة العربية السعودية باعتبارها ضيف شرف مهرجان هذه السنة. وأكد السيد عبد الرحيم سليمان (من السودان)، مدير عام اتحاد إذاعات الدول العربية، خلال ندوة صحفية أنه قد شاركت 15 إذاعة عمومية، بمختلف أنواع برامجها، في المنافسة المهنية الرسمية لهذه الدورة ، فضلا عن مشاركة 26 إذاعة خاصة في منافسة مماثلة. وتجدر الإشارة إلى أن الجلسة الافتتاحية لهذا المهرجان تميزت بتكريم المدراء العامين للاتحاد سابقا، ومن بينهم المرحوم عبد الله شقرون، المدير العام السابق المغربي، الذي عُرف كرجل إعلام عظيم وروائي شهير على صعيد العالم العربي، وكذا أحد مؤسسي اتحاد إذاعات الدول العربية. وتحت التصفيقات الحارة للحضور، تم تقديم وسام الدرع للاتحاد إلى السيدة أمينة رشيد، الممثلة المشهورة وأرملة السيد شقرون.كما حصلت سلسلة «رضات الوالدين»، من إنتاج الشركة العامة للإذاعة والتلفزة وإخراج زكية الطاهري، على الجائزة الأولى من صنف المسلسلات الاجتماعية.