تعبأ أزيد من مائة فاعل يمثلون أندية بيئية وجمعيات المجتمع المدني بمدينة فاس من أجل الحفاظ على غابة عين الشقف الحضرية التي تعد أحد أهم المتنفسات الطبيعية للعاصمة العلمية. وتضمنت هذه التعبئة التي شملت نشاطا بيئيا احتضنته الغابة ، أول أمس الأحد ، انخرط فيه أيضا زوارها من متنزهين وممارسي الرياضة، ورشات للأطفال وحملات للنظافة والتشجير وإعادة التشجير والتحسيس بأهمية هذ الفضاء الطبيعي. واندرج هذا النشاط في إطار النسخة الرابعة للحملة البيئية الوطنية « أوساط طبيعية محمية ونظيفة.. حق وواجب « ، التي نظمتها جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بالمغرب من 22 إلى 30 أبريل المنصرم، في إطار الاحتفاء باليوم العالمي للأرض «22 أبريل من كل سنة» . هذا النشاط البيئي الذي احتضنته غابة عين الشقف بشراكة مع تمثيليات المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة والتصحر وكتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة ووزارة التربية الوطنية ومؤسسة «دروزوس» ، نجح في إيصال رسالة تفيد بأن «جميعنا مسؤولون عن استمرار هذا الموقع الطبيعي في وضعية نظيفة ». المشاركون رفعوا صوتا واحدا من داخل الغابة «نعم لوقف زحف الإسمنت على الفضاء الأخضر الذي يشكل رئة مدينة فاس ». ومن خلال مشروع «الإنتاج المشترك للنظافة»، تعمل الجمعية على أن يكون 22 موقعا طبيعيا على صعيد المملكة محميا ونظيفا «فيه تلازم الحق والواجب»، مع التأكيد أن فاس تعمل ، في إطار هذا المشروع ، على أن تكون هناك استمرارية في الحفاظ على وسطها الطبيعي، وتجويد وتثمين النفايات بما يساهم في صيانة مواردها الخضراء. وقد هدفت هذه الحملة البيئية الوطنية إلى تقوية تعبئة مختلف شرائح المجتمع بأهمية الحفاظ على الأنظمة البيئية بالمغرب، ووضع كافة المتدخلين في قلب التحديات التي تواجه المواقع الطبيعية في ظل التغيرات المناخية. يذكر أن غابة عين الشقف التي تقع بضواحي مدينة فاس على مساحة 64 هكتارا، بدأت تستعيد وهجها كمتنفس طبيعي بفعل استفادتها منذ سنة 2009 من دينامية وطنية لتأهيل وتثمين الموارد الغابوية الحضرية والمتاخمة للمراكز الحضرية، تحولت معها إلى ورش شمل صيانة المسالك والتشجير وإعادة تأهيل وتهيئة مختلف فضاءاتها.