المغرب، كما عرفته ، وكما تواصلت معه من خلال الإنسان فيه، وبخاصة من خلال مثقفيه، حالة، ما زلت أعيشها وتفتح لي آفاقاً حياتية ، معرفية وجمالية، وهي حالة لم تقترن بزمن. حول التجربة المغربية للشاعر العراقي حميد سعيد، تجربة حضوره في المكان والزمن المغربيين، والحد الفاصل بينهما وما انتجه هذا الحد واللاحد من تراكمات وكيمياء يتجدد في كل زيارة وتواصل يحدث مع المغرب ،سواء تعلق الأمر بالتواصل المباشر أو اللامباشر أو بصلات التواصل معه-مع المغرب-معرفة وإبداعا وذاكرة ووجدانا ،وحول ما عاشه وعايشه كإنسان وكمبدع وكمثقف راصد للحالة الثقافية المغربية والعربية،وهي تجربة مفعمة بالاشارات القوية والدلالات العميقة، والتي لا تزال وإلى الان تتمتع بنفس المشروعية ونفس الصلة، والصلات انتصار لقيم الجمال والقصيدة ونشدان العدل واستشراف المستقبل،حول هذه القضايا وسواها كان لنا معه صلة هذا الوصل وهذا الحوار الذي نقدمه للقارئ الكريم. " أنا ضعيف الإحساس بالمكان" إلى أي حد ينطبق هذا الإحساس بالضعف، حين يتعلق الأمر بالمغرب، الفضاء والإنسان ؟ نعم.. أنا ضعيف الإحساس بالمكان ، حين ينصرف الذهن إلى الفضاء، بمعظم مكوناته ، وأنا الذي شرَقت وغرَبت في هذا العالم، لا أكاد أحتفظ بصورة واضحة عن فضاءات الأمكنة ،بل تتداخل عندي المدن بالمدن والغابات بالغابات والبحار بالبحار .. ويتواصل التداخل في الذاكرة ، في فضاءات أخرى ، بينما يختلف الأمر تماماً حين ينصرف الذهن إلى الإنسان ، فلا يكاد يغيب عنَي إنسان عرفته وتواصلت معه . بل أستعين بالإنسان على أن أتذكر المكان . مرة أخرى أقول: نعم حتى الفضاء المغربي ، وقد عرفته ، بتوسع وبتفاصيل دقيقة، لكن ذاكرتي المغربية تنشط حين يتعلق الأمر بكل الذين عرفتهم ، حتى تكاد تغطي على علاقتي بالفضاء المكاني. وحين أعود إلى المغرب بين الحين والحين، وأتوجه إلى مكان ما، فأنا أبحث عمن عرفت في ذلك المكان ، وحدث أكثر من مرة ، أن أتوجه إلى بيوت الأصدقاء التي كانت، حتى كأنني أنسى مرور الزمن ، وأطرق الباب كما كنت أفعل من قبل وأحس بالشجن حين لا أجد من جئت أبحث عنه . هل يمكن اعتبارك "عاشقاً أسيراً " للمغرب ؟ من دون أية مبالغة أو جموح مخيلة، أعترف بأنني مسحور بالمغرب ، وقد فاجأني هذا السحر، منذ أول يوم عرفت فيه ليل مدينة الرباط، وقد جئتها بصفة صحفي، لتغطية مؤتمر القمة العربية الذي انعقد فيها في العام 1970 وكنت أقيم في فندق حسان، وقادني الليل إلى مكان السهر فيه،وفي تلك الليلة استمعت إلى الحاجة الحمداوية وهي تغني" العيطة" فأمسك بي سحرها الذي لم يفارقني وما زال. وإذ عدت إلى الرباط بعد أعوام قليلة،ملحقاً صحفياً في السفارة العراقية، كان ذلك السحر يفتح لي الحياة فيها على أوسع أبوابها. ولم أكن، ولأقل لم أشعر بأنني طارئ عليها ، بل كنت كمن جاء إليها على موعد، وكانت بانتظاري. إن سحرها الذي أمسك بي، كان يفعل فعله في الكثير ممن ألتقيهم، ويفرد لي مساحة من عشق لم تنطفئ ناره ولا بردت جمراته. الأكيد إن لكيمياء الزمن ، فعلاً ومفعولاً، ما الذي ظل عالقا في الذهن والوجدان والذاكرة والذات ، من فعل ومفعول الزمن المغربي الذي عشت تفاصيله ذات تاريخ ؟ حين أتحدث عن المغرب،وعن علاقتي به التي تتجاوز الزمن، أتحفظ بالقدر الذي أستطيع في الإفصاح عن إحساسي بهذه العلاقة، وما تحفظي إلاَ لأنني أدرك بأن ما أتحدث به، يوحي للآخرين بقدر من المبالغة. وأستطيع أن أؤ كد لك، إن كل الذي عشته من أحداث وكل ما عرفت من تجارب وتعلمت منها، وكل من التقيت بهم من بشر، ظلَ عالقاً في الذهن والوجدان ، وما زال ينشِط الذاكرة وينفتح بها على متخيل يغنيها ويغتني بها. وباستمرار، أستعيد لحظات، ربما كانت تبدو عادية جدا وأستعيد معها حوارات جادة ومفيدة حيناً، كما لايفوتني أن أستعيد مفارقة عابرة أو لقاء طارئاً، حيناً آخر . ومن سمات هذه العلاقة ، إن الذين رحلوا ممن شاركتهم الزمن المغربي ، من أدباء وفنانين وإعلاميين ، ومن أشخاص عاديين، كنت ألتقي بهم في مقهى أو حانة أو فندق أو في بيت صديق، يتمردون على الغياب ويشاركونني ذاكرتي، فأحدثهم أو أتحدث عنهم، ولطالما كتبت عنهم . كيف تنظر إلى الفعل والحراك الثقافيين في المغرب،، والآن ، إن كنت لازلت متابعاً لهما، هل تغيرت هذه النظرة ؟ لوعدت إلى بعض حواراتي الصحفية وبخاصة في الأسبوعيات اللبنانية ، في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي، أيام كانت تلك الأسبوعيات ، المنابر الثقافية الأوسع انتشاراً والأكثر تأثيراً في الحياة الثقافية العربية، لوجدتني ، أتوقع في أكثر من حوار بأن المرحلة القادمة ، ستكون مرحلة موجة الثقافة المغربية في المحيط الثقافي العربي، وقد صحَت توقعاتي، وتأكد ما كنت أراه على صعيد الفكر والنقد وعلى صعيد الإبداع أيضاً. حتى كأن تلك الموجة ، كانت آخر موجات الصعود الثقافي القومي ، منذ بداياته في الأربعينيات، وكنت حتى بداية الألف الثالث ، أتابع النشاط الفكري والثقافي المغربي، في أدق تفاصيله وآخر ما يستجد فيه . لكن بعد احتلال العراق وتخريب الحياة فيه واضطراري إلى مغادرة بغداد والإقامة في عمَان ، لم أعد قادرا ً على المتابعة كما كنت من قبل، إذ ما عادت تصلني الصحف والدوريات ، كما كانت تصلني أيام كنت في بغداد، بانتظام. لكن تطور وسائل الإتصال وما فتح علينا البريد الألكتروني بكل عناوينه من مجال واسع للإطلاع والمتابعة ، يمنحني القدرة على المتابعة،لكن في الوقت ذاته يغرقني بالكم الهائل من النصوص الإبداعية التي تجعل المتابعة الدقيقة أمراً عسير المنال. وبحدود هذه المتابعة أرى إن الفعل والحراك الثقافيين في المغرب، قد تراجعا الآن عما كانا عليه قبل عقدين من الزمن ، وهذا التراجع يكاد يشمل الوطن العربي كله ، بمراكزه الثقافية المعروفة ، إلاَ باستثناءات قليلة، لكن وكما نعلم إن النتاج الفكري والإبداعي يقاس، بالنوع لا بالكم. ماهي الأمكنة التي لازلت تحن إليها في المغرب ؟ أتذكر كل الأماكن التي كنت ألتقي فيها بأصدقائي ، المقاهي ومشاغل الفنانين التشكيليين وبيوت الأصدقاء، ليس في الرباط حسب، بل في كثير من المدن التي كنت أحب، الدارالبيضاء والقنيطرة وفاس ومراكش وطنجة وغيرها. وأتذكر بيتي في " أكدال " حيث كان مفتوحاً لكل من يطرق بابه من الأصدقاء ، وكثيرة هي ليالي الرباط التي كنت لا أعود فيها إلى البيت إلاَ قبيل الفجر ، حيث نتجمع في بيت الشاعر أحمد المجاطي أو بيت الدكتور علي سامي النشار أو في مرسم الفنانة التشكيلية لطيفة التيجاني أو مرسم محمد القاسمي الذي لم يكن بعيداً عن بيتي، وقد أشارك القاص عبد الجبار السحيمي ليالي صيد الحوت " السمك" على ساحل الأطلسي بالقرب من الهرهورة. وقد نبدأ السهرة في مقهى أو بيت صديق ، ثم ننتقل إلى أماكن السهر ، لنقصر الليل، حسب التعبير المغربي الدارج " نقصرو "وكثيراً ما انتقلنا من الرباط إلى الدارالبيضاء أو إلى غيرها من المدن والبلدات القريبة . ماذا عن الشخوص، الكائنات دائرة الأصدقاء المقربين ، ودائماً سؤالنا عن تجربتك التي راكمت كيمياءها في المغرب ؟ من الطبيعي أن تقترن تحولات تجربتي وما راكمته ، كما يقول السؤال ، خلال إقامتي في المغرب ، والتي لم تكن طويلة بحسابات الزمن ، إذ لم تتجاوز عامين ، لكنها كانت بالغة التأثير والغنى والأهمية، بالتجربة الحياتية والإجتماعية التي عشتها في المغرب. وإذ تحدثت في إجابتي عن السؤال السابق ، عن لقاءاتي شبه اليومية ، بالمثقفين والمبدعين المغاربة، وبمن يقيم من العرب في المغرب ، فإن تلك اللقاءات ، لم تكن لقاءات لغو وثرثرة ، بل كانت لقاءات حوارات جادة في الفكر والإبداع والسياسة. ولم تكن لقاءات مجاملة، وتقارض بالثناء، بل لطالما اختلفنا في ما كنا نتناول من قضايا وما نطرح من أسئلة، كما لم يقتصر ماكنا نتناوله بالحوار ، على قضايا الأدب، لأن لقاءاتنا تضم مفكرين وأكاديميين وإعلاميين وقادة رأي . وهكذا تغتني المعرفة ، ومن خلالها تنضج التجربة الإبداعية ، فكرياً وجمالياً. دعنا من ذكر الأسماء ، لكنني سأروي حادثة واحدة ، يمكن أن نتعرف من خلالها إلى ماكانت تعني تلك اللقاءات، من ثراء حياتي ومعرفي ، وإن الكثيرين من شهودها مازالوا أحياء أطال الله في أعمارهم. في ساعة متأخرة من ليلة شتائية يطرق باب بيتي في حي أكدال بالرباط طارقُ ، وحين فتحت الباب وجدت السفير العراقي أيامذاك ، شكري صبري الحديثي وبرفقته وزير التعليم العالي العراقي غانم عبد الجليل الذي كان في مهمة رسمية بالمغرب، واستقبلتهما بود وفرح، وكان الحديثي يعرف إن بيتي لا يخلو من ضيوف. حين دخلا غرفة الضيوف ، وجدا ما لا يقل عن عشرة أشخاص ، منهم من يفترش الأرض ومنهم من يجلس على " الصوفة" المغربية ، ولاحظت إن عبد الجليل ، في حالة أقرب إلى أن تكون حالة امتعاض مما يرى. ولأنني أدركت ما هو فيه، بادرت بتقديمه إلى ضيوفي بعنوانه الوزاري ، ثم قدمت له الحاضرين بعناوينهم الثقافية ، هذا رئيس اتحاد الأدباء وهذا عميد الكلية الفلانية وهذا رئيس تحرير الصحيفة الفلانية ، وهذا أستاذ الأدب أو الفلسفة.. وهكذا . وإذ تخلى عما كان فيه مما وصفته بالامتعاض ، بدأ نقاش معه، تعمدت أن أأخذ دور المستمع المتفرج فيه. وكان نقاشاً ، في ما هو ثقافي ومعرفي وأكاديمي ، اتسم بالعمق والجدية مما أذهل الوزير العراقي وأحرجه ، فاعترف في اليوم الثاني بأنه لم يعرف نقاشاً بكل هذا العمق والجدية ، وإنه تعلم منه ما لم يعلم. فقلت له بنوع من المناكدة، إن مثل هذا الحوار يكاد يتكرر يومياً كلما التقينا، بمن تعرفت عليهم أو بغيرهم ، سواء في بيتي أو بيت أي واحد منهم . قبل فترة ليست طويلة ، كنتَ في معرض الكتاب الدولي بالدارالبيضاء، مدعواً ومشاركاً في تظاهرة ثقافية كبرى، كيف وجدت المغرب بعد طول غياب ؟ لم تكن زيارتي الأخيرة التي كانت بدعوة من معرض الكتاب بالدارالبيضاء ، قد جاءت بعد طول غياب، فهذه الدعوة التي اقتصرت على مدينة الدارالبيضاء، اقترنت بدعوة شخصية من أحمد المديني ، استمرت مدة أسبوع في الرباط . وقبل عامين من هذه الدعوة ، كنت قد تلقيت دعوة من وزارة الثقافة ، لقراءات شعرية في الرباط وفاس وبني ملال ومراكش، أما قبل الإحتلال الأمريكي للعراق ومنذ أن غادرت المغرب في آواخر سبعينيات القرن الماضي ، فلم يمر عام أو أكثر بقليل من دون أن أزور المغرب في نشاط أدبي أو فكري أو اجتماعي، أو في مؤتمر أو اجتماع رسمي ، وفي جميع تلك الزيارات كنت أجدد علاقاتي بالناس والمكان والأصدقاء . لذا لم أفاجأ بجميع المتغيرات المغربية، السياسية والثقافية والعمرانية، إذ كنت في تواصل معها ، كما إن لقاءاتي بالمغاربة ، تواصلت هي الأخرى في بغدادوباريس والقاهرة وغيرها من المدن، وفي عمان الآن وحيث أكون في المهرجانات والندوات والمؤتمرات. هل ثمة مفارقات ستظل حاضرة في وجدانك ، كان المغرب من أسباب حدوثها ؟ لقد كانت المرحلة المغربية حياة كاملة بكل تفاصيلها ومفارقاتها ومفاجآتها ، وكنت أعيش حياتي كما أريد وكما ينبغي أن تعاش، ولم أكم أتصرف كما يتصرف الزائر العابر ، وارتضاني المحيط الإجتماعي المغربي الذي كنت أعيش حياتي معه ، مواطناً أو كما المواطن في ما يرتضيه وما يرفضه ، في ما يتوافق معه وفي ما يعترض عليه. وكنت أشارك كل من معي، في مالهم وما عليهم، وما صفة " سي الحريزي " التي كان يناديني بها ، أصدقاء كثيرون ، وما زالوا، إلا لأنني كنت أقرب إلى أن أكون مواطناً لا زائراً. لذا فإن المفارقات والطرائف التي يحاول أن يذهب إليها السؤال ، كانت شبه يومية، ولم تكن مجرد مواقف عابرة في حياة عابرة. الأكيد إنك عرفت أناساً كثيرين ، كتاباَ ومبدعين وذوي مهن وصفات أخرى، لكنني سأسألك بالتحديد، عما يعنيه لك أحمد المديني ؟ أحمد المديني.. هذا المثقف الحقيقي والمبدع الذي لا حدود لمشروعه الإبداعي، الذكي جداً والمثابر جداً . كنت وما أزال في حيرة من قدرته على الجمع بين التعالي والتواضع ، بين التمرد والإلتزام الأخلاقي، بين أقصى حال الإنفعال وأقصى حال الحياء في سلوكه الإجتماعي ، منفتحاً كأنه ولد وعاش في أرقى أحياء باريس وملتزماً كأنه لم يغادر برشيد ، وما ابتعد عن مضارب أولاد حريز. وكذلك هو بين التزامه بعروبته وانفتاحه على الفضاء الأممي، وقد بدأت علاقتنا في مؤتمر الأدباء والكتاب العرب الذي عقد في الجزائر في العام 1973 ، وتعمقت هذه العلاقة خلال إقامتي في المغرب بين خريف 1975 وصيف 1977 ، وتعمقت هذه العلاقة ، لتكون صداقة بمستوى الإخاء. في مجموعتي الشعرية " من وردة الكتابة .. إلى غابة الرماد " وقد أهديتها إليه بهذه الكلمات : إلى أخ لي لم تلده أمي.. إلى مولاي أحمد المديني .. مخلوقاً جميلاً ومبدعاً عظيماً إن هذا الإهداء ، لم يكن مجرد ومضة شعرية ، أملتها حالة عاطفية، بل هو تعبير موضوعي عن حقيقة قائمة، إنه أخي ، بقدر ما هو صديقي ، وهو صديقي بقدر ما هو أخي. وفي ما تعرضت له بعد احتلال العراق، وما عرفت من عزلة وقلق وضنك عيش، كان المديني يتابع شؤوني باستمرار ويحاول التخفيف عما عانيته وعائلتي بفعل التشريد، وما تعرضت له من إساءات ، أقل ما يمكن أن يقال عنها، إنها غير أخلاقية. ومنذ أن أقمت في عمان وهو يزورني بين وقت وآخر، ويقضي شهر رمضان معي، فيغير بحيويته وطرافته الكثير من حال الحزن في حياتي. لكن إياك أن تظن ، إن العلاقة بيننا، علاقة سطحية ساذجة، إنها علاقة احترام معرفي أيضاً، وحوار لا ينقطع ، يضيء فيها أحدنا مساحة ما في عتمة الآخر، ونختلف في هذه القضية أو تلك ، غير أن الحوار مستمر بيننا ، وهو الذي يواصل تجذير صداقتنا التي أصبحت مضرب مثل عند كثيرين من معارفنا . حتى نختم .. وإن كان السؤال سيظل مفتوحاً ، ما المغرب بالنسبة ... ؟ المغرب، كما عرفته ، وكما تواصلت معه من خلال الإنسان فيه، وبخاصة من خلال مثقفيه، حالة، ما زلت أعيشها وتفتح لي آفاقاً حياتية ، معرفية وجمالية، وهي حالة لم تقترن بزمن. بل ظل فعلها قائماً في مخيلتي من خلال ذاكرتي وقراءاتي وسمعي وعلاقاتي الشخصية ، وهذه ليست وليدة المصادفة وإنما هي ماتفرع عن بذرة موضوعية في علاقة استثنائية. فحين تقودني هذه العلاقة مثلاً، إلى لقاء صباحي مع المفكر الكبير محمد عابد الجابري في ألقه الفكري وصرامته الحياتية، ثم ألتقي مساء بالفنان الشعبي مختار عميمي في خفته ، أو حين يلتقي في بيتي الولد الشاطر محمد شكري والقائد السياسي والكاتب الجاد مصطفى القرشاوي ، ومثل هذه الأمثلة كثيرة ، يمكن أن يُستشف من خلالها، معنى أن يكون المغرب عندي ، حالة .