كيف مر الاحتفال باليوم العالمي للمسنين في المغرب؟ وأي دور تلعبه الوزارة الوصية في الاهتمام بهذه الفئة المجتمعية؟ الواضح, أن نسبة كبيرة جدا من عملية الاهتمام بفئة المسنين في المغرب تعود للمجتمع المدني وللجمعيات والمحسنين, في شبه غياب لدور الوزارة الوصية التي لا تكتف على ما يبدو بإدارة ظهرها لهذه الفئة المجتمعية, بل وتتعمد عرقلة مشاريع وخطط وضعت من أجل تحسين وضعية المسنين على مختلف المستويات. في المحمدية مثلا,وحدها إحدى الجمعيات البسيطة من انتبهت لفئة المسنين وشاركتهم الاحتفال باليوم العالمي للمسنين والذي تزامن هذه السنة مع عيد الأضحى. فقد شهد المركز الاجتماعي للمسنين بالمحمدية مساء الاربعاء فاتح أكتوبر ، حفلا كبيرا ومتميزا أشرفت عليه جمعية شباب نهضة زناتة التي يرأس مكتبها اليازيد بوصابون وبرعاية كاملة للفاعل الجمعوي حسن زيريت رجل الأعمال والاسم المعروف في كل دور المسنين والأطفال في المحمدية وبن سليمان, حيث كانت الفرصة لمشاركة نزلاء الدار فرحة العيد من خلال نحر ثور ضخم وتوزيع هدايا متابعة فقرات ترفيهية متنوعة وذلك بحضور أطفال دار الخيرية الإسلامية بالمحمدية وعددهم حوالي خمسين طفلا ، سعدوا وفرحوا بالمبادرة . الحفل عرف حضور عدد كبير من الفنانين المشهورين واعلاميين وكتاب ومثقفين وجمعويين . نفس المشهد تكرر في عدة مدن مغربية أخرى, حيث المبادرة جاءت من جمعيات ومن محسنين تذكروا أن هناك أناس مسنين يستحقون الفرح والاتبتسامة, ويحتاجون لدفء افتقدوه, ويعيشون ظروفا صعبة جراء تقاعس المسئولين عن رعايتهم بالشكل الكامل لا على مستوى السكن, أو الصحة وكل ما يرتبط بصون كرامتهم وحقوقهم. في هذا السياق, كانت المندوبية السامية للتخطيط، قد أنجزت بحثا وطنيا نشر سنة 2008 ، كشفت من خلاله على أن المغرب تحول من بلد شاب الى بلد يشيخ سكانه أسرع مما كان متوقعا، حيث من المتوقع,، حسب هذا البحث، أن تنتقل نسبة الاشخاص البالغة أعمارهم 60 سنة وما فوق الى15 في المائة بحلول2030 (8 ر5 ملايين) بعد أن كانت 8 في المائة سنة 2004 (4 ر2 مليون). وتضمن هذا البحث أرقاما مقلقة بخصوص الوضعية السوسيو-اقتصادية للمسنين، إذ يشير الى أن8 ر60 في المائة لا يتهيؤون لمرحلة الشيخوخة، وفقط1 ر16 في المائة يتوفرون على معاش و1 ر31 في المائة يشاركون في الحياة العملية و83 في المائة أميون، 2 ر91 في المائة منهم يقطنون بالوسط القروي، تشكل النساء فيهم نسبة90 في المائة وعلى مستوى الصحة، أشار البحث الوطني الى أن أكثر من9 ر58 في المائة يعانون من أمراض مزمنة و30 في المائة لا يتمكنون من القيام بإحدى وظائف الحياة اليومية و7 ر82 في المائة لا يتوفرون على أية تغطية صحية. وأبرزت هذه الدراسة أن8 ر62 في المائة من النساء و1 ر55 في المائة من الرجال لا يستفيدون من العلاجات، لانعدام الامكانيات المادية، وأن نسبة الإعاقة تصل الى4 ر21 في المائة لدى المسنين الباغلين 60 سنة فما فوق، وترتفع الى31 في المائة بالنسبة للبالغين أكثر من 70 سنة. وسجل البحث الوطني أن2 ر63 في المائة من الأشخاص المسنين يقرون بمعاناتهم من الوحدة، و1 ر23 في المائة يشعرون بعدم الاطمئنان بعيدا عن عائلاتهم. نتائج البحث الوطني أشارت إلى أربعة محاور أساسية يجب الاشتغال عليها، يتعلق أولها بتحسين دخل المسنين والاهتمام بالقضايا المتعلقة بتقاعدهم، وثانيها بالملف الصحي في جوانبه الوقائية والعلاجية والاستشرافية، فيما يهم المحور الثالث، السكن سواء داخل المنازل الخاصة أو في مؤسسات الرعاية الاجتماعية، أما المحور الرابع فيتعلق بمشاركة الاشخاص المسنين في مختلف الانشطة الاجتماعية. وفي هذا الاطار، من المفروض أن يتم التركيز بالخصوص على محاربة فقر المسنين غير المتوفرين على معاش ونهج المرونة في الإحالة على المعاش، وتوسيع التغطية الصحية لهذه الفئة، بالإضافة الى تعزيز الجانب الوقائي من خلال الوقاية والتشخيص المبكر للأمراض المزمنة والإعاقة المرتبطة بالشيخوخة. هناك ,في جانب آخر,حوالي ثلاثة ملايين متقاعد يتقاضون تقاعدا جد هزيل لا يتجاوز 300 درهم في الشهر وحوالي نفس العدد لا يتقاضون درهما واحدا. - ما الغاية من تخصيص يوم عالمي للمسنين؟ قبل أن يتم إعتماد اليوم العالمي لكبار السن , كانت هناك عدة مبادرات توجت فئة المسنين بعيدها السنوي، منها: * خطة عمل فيينا الدولية للشيخوخة و التي اعتمدتها الجمعية العالمية الأولى للشيخوخة في عام 1982 و أيدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد ذلك. * اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بموجب القرار 46/91 مبادئ الأممالمتحدة المتعلقة بكبار السن في 16 ديسمبر 1991. * حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بموجب القرار 106/45 في 14 ديسمبر 1990، الأول أكتوبر يوما دوليا لكبار السن. * عام 2002، اعتمدت الجمعية العامة الثانية للشيخوخة خطة عمل مدريد الدولية المتعلقة بالشيخوخة، للاستجابة للفرص والتحديات في ما يتصل بالشيخوخة في القرن الحادي والعشرين، وتعزيز تنمية المجتمع لكل الفئات العمرية. الفئة المستهدفة يعمل كبار السن على تقديم إسهامات عدة للمجتمع من خلال العمل التطوعي ونقل الخبرات والمعرفة للأجيال الأخرى من خلال خبرتهم التي إكتسبوها في الحياة. و يبلغ عدد كبار السن (الأكثر من 60 عاما) في العالم حوالي 600 مليون نسمة (2012)، و الذي يُتوقع أن يرتفع إلى ملياري نسمة بعد خمسين عاما. المنظمات و الفئات التي تحتفل بهذا اليوم العالمي هي: * كبار السن من الجنسين. * المؤسسات الحكومية التي ترعى المسنين. * الجمعيات و المؤسسات الأهلية. * الأفراد والأسر المعنية برعاية المسنين. * العاملون في مجالات الرعاية الصحية وتأهيل المسنين. * العاملون الصحيون في المراكز الصحية. الأهداف المسطرة : تتلخص أهداف إعتماد اليوم العالمي للمسنين في لفت الإنتباه إلى هذه الفئة العمرية التي ساهمت في تنمية المجتمعات و قدرتها على مواصلة المساهمة. و قد تتلخص أهداف هذا اليوم العالمي في: التوعية بأهمية الرعاية الوقائية والعلاجية لكبار السن. تعزيز الخدمات الصحية و الوقاية من الأمراض، وتوفير التكنولوجيا الملائمة و التأهيل. تدريب الموظفين في مجال رعاية كبار السن. توفير المرافق اللازمة لتلبية إحتياجات كبار السن (كدور العجزة). حث المنظمات غير الحكومية والأسر؛ لتقديم الدعم للمسنين لاتباع أسلوب صحي جيد. التعاون بين المؤسسات الحكومية والأسر والأفراد لتوفير بيئة جيدة لصحة و رفاهية المسنين.