سينفيلي ، يعشق السينما،، كان وراء هذه التظاهرة السينمائية منذ النشأة إلى يومنا هذا، من ملتقى سينمائي صغير، إلى مهرجان دولي كبير يحتضن اجود الانتاجات السينمائية من دول الحوض المتوسطي.. في أيام المهرجان يتحرك في كل الاتجاهات، في قاعة العروض، في الأنشطة الثقافية و الفكرية السنمائية، حضورا ومشاركة .. « الاتحاد الاشتراكي» تلتقي أحمد حسني، رئيس مؤسسة مهرجان تطوان لسينما البحر الابيض المتوسط، للحديث عن مستجدات هذا المهرجان وعن قضايا أخر مرتبطة بمسيرته المستقبلية.. – ما خصوصية دورة السنة من المهرجان؟ – هذه السنة السينمائية هي سنة استثنائية، حيث تلقينا عددا كبيرا من الأفلام. حصرنا الاختيار الاولي، بداية، في 170 فيلما، على أساس اختيار اثني عشر فيلما بينها لتشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان. كان الانتقاء بالصعوبة بما كان، وتم الاحتكام، فيه إلى « تيمة» المرأة أولا، و«تيمة « ندوة المهرجان « السينما والحريات» ثانيا، ومن هذا المنطلق فقد شكل هذان العنصران الخط التحريري في العملية، بعد مشاهدة الأفلام الأقرب إليهما من ناحية الجودة و الكتابة والتعاطى معها كلجنة انتقاء وكجمهور.. ولتأكيد صعوبة اختيار الأفلام المرشحة، فكثير من اللأفلام المعروضة في المهرجان خارج المسابقة لها جميع المقومات لتكون في منافسة الدورة الحالية من قبيل الفيلم الجورجي، والإيطالي، وحتى المغربي « بورن أوت» للمخرج نور الدين لخماري.. وقد حسمت الاختيار النهائي للأفلام الاثني عشر، في كثير من الأحيان، عملية التصويت. لذلك فأنا سعيد جدا بأن الأفلام المعروضة في هذه الدورة هي أفلام جيدة، أغلبها يعرض لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا (منطقة مينا)، وبالتالي أتمنى أن نكون قد توفقنا في اختيار هذه الأفلام بالرغم من الإرهاق الذي أصابنا.. – لوحظ في هذه الدورة غياب دولتين متوسطيتين هما الجزائر وليبيا، ما سبب ذلك؟ – السبب أن ليبيا ليست لها إنتاج سينمائي هذه السنة، فيما الجزائر تشارك بفيلم «السعداء» وهو إنتاج مشترك فرنسي – جزائري – مصري، كذلك لدينا حضور جزائري في فقرة «استعادة» أما الدولة الغائبة هاته السنة فهي تركيا. لماذا؟ فقد عثرنا على عديد كبير من الأفلام من بينها فيلم جميل وقوي جدا، لكن حقوق التوزيع داخل الشرق الأوسط و شمال إفلريقيا غير موجودة، ولم نجد مع من نتحاور في هذا الصدد. – من الأشياء اللافتة في هذا المهرجان أنه يخصص برمجة سينمائية للأطفال. ماذا تستهدفون من ذلك؟ – هذا البرنامج انطلق منذ خمس دورات، وسنة بعد أخرى أخذ يتطور وينمو. وخصوصية هذه السنة أنه شرعنا نشتغل بجدية مع مديريات وزارة التربية الوطينة، باستقدام التلاميذ من المؤسسات التعليمية، حوالي 400 تلميذ من التعليم العمومي والخاص، ونحاول أن نصل بهذا العدد إلى 3000 تلميذ كي يشاهد أفلاما متنوعة فرنسية، أمريكية بريطانية.. وكذلك الأمر للأطفال. فعلى سبيل المثال اليوم تمت برمجة فيلم للأطفال حول: السينما والموسيقى» أي فيلم مصحوب بجوق موسيقي حقيقي.. وهذا الأختيار نابع من قناعة أن الجيل الحالي لم يشاهد الأفلام، لم يدخل ولو مرة واحد للقاعات السينمائية، فكيف سيكون وضع هذا الطفل ، الذي لم يدخل إلى السينما مستقبلا، وبالتالي فهذا التحدي نجحنا فيه، حيث نستقطب حوالي 400 تلميذ كل حصة بمجموع 3000 تلميذ في كل الحصص. كما أن هناك برنامج آخر موجه لتلاميذ الباكالوريا وطلبة الجامعة ويتضمن خمسة افلام تتناول موضوع الإرهاب و الحريات.. وقد كان هناك إقبال كبير عليه. و الغريب أن تلميذا في الباكالوريا صرح بانه لم يدخل إلى قاعة السينما ولم يشاهد فيلما فيها قط، وهذه في الحقيقة صدمة، من منطلق كيف سيكون هذا الجيل في مستقبل الأيام على المستوى الدراسي و الفني وغيرهما . لذلك نحن نحاول أن نقرب هاته الشريحة من الشباب إلى عالم السينما والثقافة السينمائية. – هاته السنة يخلد المهرجان دورته 24، السنة المقلبة ستكون الدورة 25 بما تحمله من رمزية كبيرة في عمره. هل تفكرون في وضع برمجة وانشطة خاصة بهذه المناسبة؟ – فعلا الدورة 25 نحاول ان نجعل منها دورة استثنائية، ستكون فيها بالأساس استعادة لدورات هذا المهرجان من خلال الأفلام و الكتب وبعض الأسماء التي أسست معنا هذا المهرجان ولازالت موجودة على قيد الحياة .. وعلى ذكر هاته النقطة أود أن ابوح بأن مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط هو مهرجان مظلوم جدا، فالإمكانيات المادية التي تعطى له هي إمكانيات ضعيفة، ومن ثمة أحس بظلم كبير في حق هذا المهرجان، الذي ينمو بشكل ملموس، ولديه كل المقومات كي يكبر، لكن العائق الوحيد هو الغلاف المادي الضعيف. ولولا بعض الدعم و المساعدات من أطراف أخرى لما كان قائما بهذا الشكل و المستوى .. – ما موقفكم من عدد القاعات المتواجدة بتطوان؟ – في تطوان كانت لدينا 12 قاعة سينمائية، وكل قاعة منها كانت متخصصة في الأفلام الهندية والعربية و الأمريكية و افلام الحركة..، الآن نتوفر على قاعتين فقط ، وأفتخر بكونها أفضل وأجمل قاعتين في المغرب سواء من ناحية البناء والتجهيز و العرض. و بالتالي أعتبرهما هما العينين لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط وهما قاعتا «أفينيدا» و«إسبانيول»، وفي حالة إغلاقهما، لا قدر لله، ستغمض عيوننا ونتمنى ألا يحدث ذلك وأن يستمر دعم هاتين القاعتين.