يؤكدالمندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير ببوجدور على صيانة الذاكرة التاريخية الوطنية واعتماد رسالة المقاومة في المناهج التربوية والمقررات التعليمية وتحصين الناشئة بالأقاليم الصحراوية من الفكر المعادي للوحدة الترابية للمغرب. ويطلق اسم عبد العزيز خيا على احدى المؤسسات التعليمية اعترافا له بالخدمات التي قدمها للوطن. نظمت جمعية المقاوم الحاج خيا عبد العزيز للأعمال الاجتماعية والثقافية وبتنسيق مع النيابة الإقليمية التربية الوطنية ببوجدور والمندوبية الإقليمية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير يوم الخميس 25شتنبر2014 حفلا ترأسه المندوب السامي من خلاله تم إطلاق اسم المقاوم خيا عبد العزيز على احدى المؤسسات التعليمية وهو من أبناء قبيلة أولاد تيدرارين ببوجدور . كان المرحوم ذا فضل في إعمار مدينة بوجدور بعد استرجاعها من طرف الدولة المغربية سنة1976حيث تم اقناع العديد من العائلات الصحراوية بالدخول والاستقرار ببوجدور . وبمناسبة الذكرى السنوية الأولى، ترأس المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير رفقة عامل الإقليم وقائد الموقع العسكري وعدد من الشخصيات أعيان وشيوخ القبائل الصحراوية الذين اتوا من عدة مدن للمشاركة في هذه الذكرى التي عرفت حضور المندوب السامي للمقاومة الذي حضر الحفل و أزاح الستار على اللوحة التذكارية بداخل المؤسسة التعليمية التي تحمل اسم المجاهد خيا عبد العزيز كما أشراف السيد المندوب على توقيع اتفاقية بين جمعية المرحوم خيا ومدير مدرسة خيا الابتدائية واثناء حضوره هذا الاحتفال ترأس المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير مهرجانا خطابيا بالمناسبة افتتحه ابن المحتفى به بكلمة ترحيبية حيث أعطيت الكلمة إلى السيد المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير حيث قدما عرضا عن المقاومة بالأقاليم الصحراوية المسترجعة. وقال السيد المندوب في كلمته أمام الحضور "يغمرني شعور بالاعتزاز العميق وأنا أشكركم اليوم في هذا اللقاء التربوي ولتكريمي المتميز المقام احتفاء بإزاحة الستار عن لوحة تذكارية لإطلاق اسم هرم وعلم من الأعلام ورمز من رموز المقاومة وجيش التحرير بهذه الربوع المجاهدة على مؤسسة تعليمية بهذه المدينة ذات المجد العريق في ملحمة التحرير والاستقلال .انه المشمول بعفو الله المقاوم الجسور والوحدوي المرحوم عبد العزيز خيا. و تأتي هذه المبادرة في سياق البرنامج المشترك الذي يجمعنا بقطاع التربية الوطنية وثمرة بروتوكول الاتفاق الذي ابرمناه في 11 شتنبر 2007 لإطلاق أسماء رموز وأقطاب الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير على المؤسسات التربوية والتعليمية بغاية التعريف بنضالهم وتكريمهم وتخليد ذكراهم في نفوس الأجيال الحاضرة والقادمة حتى ينهلوا من معين الوطن الفياض ويفخروا بتراث الآباء والأجداد ويعلموا أن الاستقلال جاء نتيجة جهاد عظيم لعرش أبي وشعب متمسك بمقدساته .غيور على هويته شعاره الدائم الله .الوطن.الملك إننا لجد سعداء بهذا اللقاء التربوي لما يجسده من دلالات التواصل مع الناشئة المغربية وأجيال الوطن الصاعدة لاستحضار أمجاد الكفاح الوطني واستلهام الروح الوطنية وترسيخ قيم المواطنة الايجابية في النفوس وتعبئة الإرادات في المسيرات الرائدة للمغرب الجديد تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله .ويلتئم هذا اللقاء ضمن الأنشطة المتميزة التي تندرج في غمرة التظاهرات التي واكبت تخليد الشعب المغربي للذكرى 61 لثورة الملك والشعب الخالدة استحضارا للصفحات المشرقة للكفاح الوطني وإكبارا وإجلالا لتضحيات شهداء الاستقلال والوحدة وتقدير لملاحم البطولة وشهامة والفداء دفاعا عن مقدسات الوطن .وهو لقاء يكرس نهجنا وبرنامجنا في نطاق الانفتاح على المؤسسات التعليمية والفضاءات التربوية وحرصنا على تفعيل وتطبيق مقتضيات اتفاقية الشراكة المبرمة يوم 13 يناير2003 بين المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير من جهة ووزارة التربية الوطنية من جهة ثانية سعيا إلى توطيد الجسور مع الطفولة والشبيبة وتنوير أدهان الناشئة المغربية بأهمية تاريخ الوطن وبث قيم الذاكرة التاريخية الوطنية في الأوسط التربوية وتعريف تلاميذ وطلبة مؤسسات التعليم الأساسي والثانوي بالصفحات المشرقة من سجل الكفاح الوطني في سبيل الحرية والاستقلال والوحدة والدفاع عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية وتقريب الأجيال الحاضرة والقادمة من فصول ملحمة العرش والشعب الطافحة بأعظم المفاخر والمواقف والبطولات.ينحدرالمرحوم من مدينة طرفاية سنة1935ينتمي لقبيلة الأنصاراولاد تدارين. نشأ في وسط عائلي محافظ متشبع بتعاليم الدين الإسلامي ومكارم الأخلاق .درس في كتاب قراني وحصل على شهادة حامل لكتاب الله .وله إلمام كبير بالعديد من العلوم الشرعية والأدبية .انخرط في الدفاع عن الوحدة الترابية للوطن في سن مبكرة لما ابتليت الأقاليم الصحراوية بالاستعمار الاسباني ،وعند انطلاق جيش التحرير بالجنوب في سنة 1956 من مدينة كلميم، كان من السباقين للانخراط في صفوفه مسترخصا كل غالي ونفيس في سبيل تحرير الوطن.حيث كان ضمن فرقة المقاطعة الثامنة تحت قيادة المجاهد ناضل الهاشمي .شارك رحمة الله عليه في جل المعارك التي دارت رحاها بالساقية الحمراء ووادي الذهب ،وظل يعمل على تأطير أبناء قبيلته للانخراط في صفوف جيش التحرير،والسعي في أوساطها لجمع الأموال لتقديمها للجيش ،ويعد من عائلة مقاومة رفضت دفع ضريبة الترتيب للسلطات الإسبانية مما عرضها للتضييق والتنكيل من قبل سلطات الاحتلال الإسباني .تم ترحيله ألقسري رفقة العديد من العائلات الصحراوية لمدينة طانطان،خصوصا بعد العملية العسكرية المعروفة ب"أكوفيون" أي المكنسة بتاريخ 10فبرير1958م التي نفذتها القوات المشتركة الفرنسية الاسبانية على قوات جيش التحرير بالأقاليم الصحراوية, والدي كان من ضمنها مكرمنا والمحتفى به المقاوم المرحوم عبد العزيز خيا. يسجل التاريخ للفقيد بكل فخر واعتزاز الدور الفعال في اعمار مدينة بوجدور وتجميع أهلها من الضواحي والبوادي إبان مرحلة الاستقلال سنة1975, كما يشهد له بالأخلاق النبيلة والخصال الحميدة وشيم الحماس للعمل الوطني وهي لعمري سجايا لاتوجد إلا في من آتاهم الله من فضله مما أهله ليلتحق في عمله بوزارة الداخلية ويتدرج في أسلاك رجال السلطة بدءا من منصب خليفة قائد حتى منصب باشا ملحق بوزارة الداخلية.كما شارك في عدة وفود قدمت البيعة لجلالة المغفور له الحسن الثاني .وقد تم تكريمه من طرف المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحريرفي02 مارس2003م, اعترافا منها بالخدمات الجليلة التي أسداها للوطن،وقد وشح كذلك بوسام المكافأة الوطنية من درجة قائد في02مارس2005م,وظل المرحوم يدافع عن القضية الوطنية ولم يتوان يوما عن تقديم كل الدعم والعون للجيل الحالي من اجل إتمام الدفاع عن الوحدة الترابيةإلى أن التحق بالرفيق الأعلى صبيحة يوم الأربعاء02اكتوبر2013م بمدينة العيون عن سن تناهز78سنةليوارى جثمانه الثرى بمقبرة أسلافه أهل الزريبة بجماعة لمسيد شمال إقليم بوجدور,وقد فقدت فيه أسرته الصغيرة والكبيرة والأقاليم الجنوبية احد أعمدة ذاكرتها الذين كتبوا تاريخ هذه المنطقة بمداد الفخر والاعتزاز. إن سجل المغرب التاريخي طافح بالأحداث التاريخية الكبرى والمحطات البارزة الوازنة و جدير بنا أن نستلهم منها روح الإخلاص والوطنية ومعاني حب الوطن والتضحية.فتاريخنا هو اعز ممتلكاتنأ الناطقة بأسمى دروس الشهامة والعزة التي يتحتم التزود منها و التشبع بها في مسيرات الحاضر والمستقبل. مسيرات الجهاد الأكبر لبناء مغرب الحداثة والديمقراطية والوحدة والتنمية الشاملة في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية وغيرها تحت القادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله .وانطلاقا من إيماننا بوجوب التوجه والتواصل مع ناشئتنا وتحصينها،فقد آلينا على أنفسنا تكثيف الجهود ومضاعفة العمل المشترك لتوثيق الصلات بالمؤسسات التربوية والتعليمية ببلادنا والانفتاح على الشباب المغربي وتحفزه الاطلاع علي تراثنا الحضاري ورصيدنا التاريخي المجيد وربطه بذاكرتنا التاريخية الوطنية ،لان هذه الشرائح الفتية تمثل رجال المستقبل وعماد هذا البلد الأمين ومن الواجب علينا توطيد وشائجها بماضيها المشرق ووقايتها من آفات الغزو الثقافي والعولمة وبالتالي تعميق شعورها بالاعتزاز وبالانتماء إلى هويتها الوطنية والدينية وتغذيتها بالمثل والقيم التي ينبغي أن تشب عليها وتترعرع في أحضانها عملا بالتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله .ومن ذلك ماجاء في خطابه بمناسبة تخليد الذكرى الخمسين لثورة الملك والشعب في 20غشت2003:"...إن على المغاربة جميعا،أن يظلوا أوفياء لروح 20غشت في التشبث بقيم الوطنية وتربية أبنائهم على حب الوطن الذي جعله ديننا الحنيف من مقومات الإيمان ،ولن نبلغ ذلك إلا بترجمة الوطنية الى مواطنة ،ونقل الوعي من مجرد حب للوطن الى التزام فعلي بالمساهمة في بناء مغرب يعتز المغاربة بالانتماء إليه "انتهى المقتطف من الخطاب الملكي السامي في هذا السياق يأتي هدا اللقاء ألتكريمي والتربوي وبهذه القلعة الوطنية الشامخة التي مثلت منبتا للأحرار الوطنيين ومنارة إشعاع لتكوين أجيال متشبعة بالوعي والحماس الوطني وتخريج صفوة من حملة قيم الأصالة والروح المغربية العريقة وجنود مجندين لمواجهة الغزو الاستعماري وإحباط مخططاته .ويمثل هذا اللقاء انجازا ضمن سلسلة من المبادرات المحمودة في إطار الرسالة النبيلة التي تسعى المندوبية السامية لقدماء المقاومة وأعضاء جيش التحرير إلى تحقيقها بتنسيق مع فعاليات قطاع التربية والتعليم من خلال التعاون بينهما في مجال صيانة الذاكرة التاريخية الوطنية واعتماد رسالة المقاومة في المناهج التربوية والمقررات التعليمية. إن الشعوب التي لاذاكرة لها لامستقبل لها ،وتاريخ بلادنا كما هو معلوم حافل بملاحم كثيرة وبطولات عظيمة ،ونستحضر معكم اليوم جانبا مشرقا منها يتناول ملحمة الاستقلال الخالدة.ويقول السيد المندوب السامي في كلمته"ونحن نقيم هذا الحفل التربوي والتكريمي الذي يكتسي دلالات عميقة وقيمة رمزية ،فإن أسرة المقاومة وجيش التحرير لتجدد بهذه المناسبة تعبئتها المستمرة ووقوفها الموصل تحت القيادة الحكيمة والمتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله من اجل الدفاع عن وحدتنا الترابية وتثبيت المكاسب الوطنية .كما تؤكد دعمها وتأييدها للمقترح المغربي القاضي بمنح حكم ذاتي موسع لأقاليمنا الجنوبية في ظل السيادة الوطنية،باعتبار هذا الحل السياسي الجاد والمسؤول والواقعي والعملي يحظى بالإجماع الوطني وينسجم مع الشرعية الدولية ويحظى بالدعم والمساندة لأغلب مكونات المنتظم ألأممي. وقد جدد جلالة الملك محمد السادس نصره الله في خطابه السامي بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لعيد العرش المجيد يوم 30يوليوز2014عزم المغرب على مواصلة انجاز الأوراش الكبرى بالصحراء المغربية دعوته إلى تعبئة الجماعية والمزيد من اليقظة للتصدي للمناورات الجزائرية التي تستهدف وحدتنا الترابية حيث يقول نصره الله في هذا الصدد"فقضية الصحراء ،كما سبق آن أكدت أكثر من مرة ،هي قضية كل المغاربة وأمانة في أعناقنا جميعا. وفي هذا الإطار ،نجدد الدعوة لمواصلة اليقظة والتعبئة الجماعية ،واتخاذ المبادرات اللازمة ،لاستباق مناورات الخصوم ، فلا مجال للانتظار أو التواكل ،ولردود الفعل .كما نؤكد التزامنا بمبادرتنا بتخويل أقاليمنا الجنوبية حكما ذاتيا ،وهي المبادرة التي أكد مجلس الأمن مرة أخرى ،في قراره الأخير ،جديتها ومصداقيتها .غير أننا لن نرهن مستقبل المنطقة ،بل سنواصل أوراش التنمية والتحديث بها،وخاصة من خلال المضي قدما في تفعيل النموذج التنموي لأقاليمنا الجنوبية ، بما يقوم عليه من مقاربة تشاركية ،وحكامة جيدة ،ومن برامج متكاملة ومتعددة الأبعاد ،كفيلة بتحقيق التنمية ألمندمجة " كما ابرز جلالة الملك في خطابه بمناسبة الذكرى 61 لملحمة ثورة الملك والشعب المجيدة أن قضية وحدتنا الترابية وكل القضايا الوطنية مسؤولية الجميع حيث قال اعز الله أمره" فالوطن للجميع ،ومن واجب كل المغاربة ،فرادى وجماعات ،أن يواصلوا انخراطهم ،بعزم وثبات ،في الدفاع عن وحدة بلدهم ،والنهوض بتنميته"انتهى الخطاب الملكي السامي .حيث ركزا السيد المندوب على أهم مقتطفات الخطاب جلالة الملك مستحضرا صفحات مشرقة من تاريخنا المجيد لننهل من معينها ومبادئها لتقوية الإرادات والعزائم .فهنيئا لنا ولمدينة بوجدور بهذا الملتقى المتميز ،والشكر الجزيل للذين ساهموا من بعيد او قريب لإنجاحه،وإنها لمناسبة للتنويه بالأطر الإدارية والتربوية لمدرسة المقاوم عبد العزيز خيا وقطاع التربية الوطنية وأسرة المحتفي به وكافة الفعاليات المشاركة والحضور الكريم.