خلدت ساكنة إقليمالحسيمة و في طليعتها أسرة المقاومة و جيش التحرير يوم الإثنين 03 أكتوبر 2011 الذكرى السادسة و الخمسين لانطلاق العمليات الأولى لجيش التحرير بشمال المملكة، التي تعتبر ملحمة كبيرة من ملاحم تاريخ الكفاح الوطني من أجل الحرية و الاستقلال، و ذلك برئاسة الدكتور مصطفى الكتيري المندوب السامي لقدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير و السيد محمد بلعباس الكاتب العام لعمالة الحسيمة و حضور السادة المنتخبون و رؤساء الهيآت العسكرية و الأمنية و القضائية و المصالح الإدارية و التقنية, و حشد كبير من أسرة المقاومة و جيش التحرير المنتمين للإقليم و فعاليات المجتمع المدني و تلاميذ المؤسسات التعليمية. في البداية تمت زيارة مقبرة المجاهدين ببلدية أجدير للترحم على أرواح الشهداء و في طليعتهم جلالة المغفور له محمد الخامس و رفيقه في الكفاح جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراهما، و كذا الدعاء الصالح لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أعز أمره.
و بجماعة سيدي بوزينب بدائرة ترجيست, و بعد تحية العلم الوطني,وقف الوفد الرسمي أمام النصب التذكاري بساحة الجماعة و تمت إزاحة الستار عن اللوحة الرخامية ، بعد ذلك افتتح المهرجان الخطابي بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، ألقى بعدها السيد محمد أعزوز رئيس جماعة سيدي بوزينب كلمة سلط خلالها الضوء على عدد من المعارك التي خاضها جيش التحرير ضد القوات الفرنسية بمنطقة سيدي بوزينب، معبرا عن اعتزاز ساكنة الجماعة بتخليد هذه الذكرى باعتبارها ذكرى خالدة تكرس قيم الوفاء و التضحية و الفداء من أجل الحرية و الاستقلال، متوقفا عند مطالب سكان الجماعة المحددة في ربط بعض الدواوير بالشبكة الكهربائية و تحقيق المزيد من المنجزات تكريما لساكنة و مقاومي المنطقة.
إثر ذلك ألقى السيد نور الدين مضيان النائب البرلماني عن جهة الحسيمة و رئيس جماعة بني عمارت كلمة أشار فيها إلى الدلالات العميقة التي تمثلها هذه الذكرى في وجدان و ذاكرة السكان بصفة خاصة و الشعب المغربي عامة، متوقفا بدوره عند أهم المحطات الكفاحية لجيش التحرير بالمنطقة،، معتبرا أن خير تكريم لمجاهدي و مقاومي و ساكنة المنطقة يتمثل في تحقيق التنمية الشاملة بالمنطقة و تزويدها بالتجهيزات الأساسية.
و في كلمته بالمناسبة، أكد الدكتور مصطفى الكتيري المندوب السامي لقدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير على المكانة الوازنة التي تحتلها ذكرى انطلاق جيش التحرير بالشمال في سجل الذكريات الوطنية، مشيدا بالأدوار البطولية التي قدمها رجال جيش التحرير بإقليمالحسيمة .
و في عرضه حول المنجزات المحققة لفائدة أسرة المقاومة و جيش التحرير، أشار السيد المندوب السامي لقدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير إلى حصيلة المكاسب المحققة ، مشيرا إلى تعزيز نظام التغطية الصحية بإضافة منتوج الإسعاف الصحي لفائدة المنتمين التي كلف ميزانية المندوبية السامية مبلغا ماليا يقدر بحوالي 2.5 مليار سنتيم. و في نفس السياق تطرق السيد المندوب السامي إلى الجهود المبذولة في مجال صيانة الذاكرة الوطنية من خلال ترسيخ تقليد تكريم قدما ء المقاومين و أعضاء جيش التحرير, و إحداث شبكة من المتاحف الإقليمية و المحلية, ثم الانفتاح على المؤسسات التعليمية عن طريق تنظيم فضاءات تربوية لفائدة الناشئة و تنظيم ندوات علمية, و إنجاز أنصبة تذكارية و إطلاق التسميات على الشوارع و المرافق العمومية ,مع تدوين شهادات المقاومين و إصدار مطبوعات ، و تشجيع الطلبة و الباحثين على انجاز بحوثهم حول تاريخ الكفاح الوطني ،مشيرا في هذا الصدد إلى الجهود التي تبذلها المندوبية السامية في استرداد الوثائق من فرنسا و اسبانيا.
كما عبر سيادته عن اغتنام هذه المناسبة للتعبير عن تجند أسرة المقاومة و جيش التحرير وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله للدفاع عن الوحدة الترابية المغربية، و مباركتها لمبادرة جلالته القاضية بمنح الأقاليم الصحراوية حكم ذاتي موسع تحت السيادة المغربية.مثمنا مضامين الدستور الجديد الذي حظي بالمصادقة عليه في الاستفتاء الشعبي ليوم فاتح يوليوز 2011.
رئيس رابطة أبناء المقاومين و أعضاء جيش التحرير بتارجيست السيد أحمد جادي ألقى كلمة بالمناسبة عبر فيها عن امتنان مكتب الرابطة و منخرطيها للمشاركة في فعاليات الاحتفال بهذه الذكرى، ملتمسا من السيد المندوب السامي الالتفاتة للمقاومين الذين يتوفرون على ملفات طلب الصفة بمساعدتهم على الحصول على بطائق الصفة.و عن أسرة المقاومة وجيش التحرير بالإقليم ألقى السيد محمد جادي كلمة أعرب فيها عن الاعتزاز بتخليد هذه الذكرى المجيدة التي تجسد التلاحم الوثيق بين العرش و الشعب, مستحضرا الدروس و العبر للملحمة الجهادية, منوها بالنتائج الهامة التي تحققت لفائدة المنتمين, داعيا الجميع إلى تكاثف الجهود لتحقيق منافع و امتيازات أخرى لفائدة أفراد الأسرة المجاهدة.
المناسبة شهدت تكريم أربعة مقاومين،وهم كالتالي محمد بوطاهر عمر الحناوي عبد السلام جادي ومحمد بنعمر كما تم توزيع نفقة الجنازة على أرملتين، و تقديم المساعدة المالية لمنتميين أحدثا مشروعين في إطار التشغيل الذاتي. والمستفدون هم كالتالي: فاطمة البكوري رحمة الجمجومي ميمون الفريش ومحمد جدي
برنامج الاحتفال شهد إشراك تلاميذ المؤسسات التعليمية من خلال تنظيم مسابقة فنية و شعرية خصصت لها جوائز تشجيعية، و تم إلقاء القصيدتين الفائزتين، و تنظيم معرض للأعمال الفنية المنجزة.
فعاليات الاحتفال توجت برفع برقية ولاء و إخلاص إلى السدة العالية بالله جلالة الملك محمد السادس نصره الله, و بالترحم على أرواح شهداء الحرية و الاستقلال و الوحدة, و في طليعتهم بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس و شريكه في الكفاح جلالة المغفور له الحسن الثاني أكرم الله مثواهما، و بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله.