ترأس المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير,حفلا تأبينيا للمرحوم المقاوم عبد العزيز خيا, بحضور عامل الإقليم وشيوخ واعيان القبائل والسلطات الإقليمية وقائد الموقع العسكري, بالإضافة إلى أبناء القبيلة, نقل إليهم المندوب السامي رسالة تعزية من جلالة الملك في فقدان المرحوم خيا عبد العزيز. وقال المندوب السامي أن المغرب فقد شخصية وازنة ,هذه الشخصية الصحراوية المنتمية لقبيلة أولاد تدرارين التي أعطت الكثير للمغرب ولقضية الصحراء . وقد جاء في كلمة السيد مصطفى الكتيرى المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير» ودعنا قبل أيام معدودة فى هذه الربوع الأبية المجاهدة من وطننا, وأسرة المقاومة وجيش التحرير والحركة الوطنية الوحدوية, بقلوب مكلومة بالأسى والحسرة وفي أجواء لوعة الفراق وألم المصاب ,احد أبنائها الأفذاذ البررة ،المقاوم الجسور والوطني الوحدوي عبد العزيز خيا, احد أعمدة النضال الوطني والكفاح البطولي, وان أسمى وأجل تعبير عن مكانة وقيمة هذا الرجل الرسالة الملكية السامية لأسرة الفقيد وأسرة المقاومة وجيش التحرير بعدما انتقل ،رحمة الله عليه ،إلى دار البقاء بجوار ربه راضيا مرضيا بعد حياة طافحة بالعطاء الإنساني وروائع وأمجاد العمل الوطني ومبرآت السلوك القويم والنهج الصحيح وقد خلف رحيله إلى دار الخلود والبقاء في نفوس ذويه وأهله وأصدقائه و رفاق الدرب وساحة الشرف والوطنية والمقاومة وكل من عرفه الذكر الطيب والصدى الحسن ،لقد تميز فقيدنا العزيز المقاوم عبد العزيز خبا بثباته على المبدأ والتزامه بالعروة والمحجة البيضاء ليلها كنهارها منقوشة فوق كل قلب سكن فيه. ونحن نحيي الذكرى الأربعينية لرحيل الفقيد العزيز المقاوم الحاج عبد العزيزخيا,وبمواقفه البطولية المشهودة ،نستحضر عزيزا علينا وعليكم ونخصه بواجب الوفاء ونقف في هذه اللحظة التاريخية وبهذا الفضاء المفعم بعمق إيمان الوطنية الحقة الصادقة والروح الوحدوية الخالصة لوجه الله ولخدمة الوطن, المرحوم عبد العزيز خيا من أبويه عبد الله ولد اعلي وفاطميو بنت أحميدي ولد بطرفية سنة 1935 من قبيلة أولاد تدرا رين ،حامل لكتاب الله وله إلمام كبير بعديد من العلوم الشرعية والأدبية، انخرط في الدفاع عن الوحدة الترابية للوطن في سن مبكرة لما ابتلت الأقاليم الصحراوية بالاستعمار الاسباني ،وعند انطلاق جيش التحرير بالجنوب في يونيو 1956 من مدينة كليميم, انخرط المرحوم في صفوفه ،حيث كان ضمن فرقة المقاطعة الثامنة تحت قيادة المقاوم المناضل الهاشمي ،شارك رحمه الله في جل المعارك التي دارت رحاها بالساقية الحمراء ووادي الذهب ،وظل يعمل على تأطير أبناء قبيلته للانخراط في صفوف جيش التحرير ، والسعي في أوساطها لجمع الأموال لتقديمها للجيش ،ويعد من عائلة مقاومة رفضت دفع ضريبة الترتيب للسلطات الاسبانية بعد ما أفتى بذلك المجاهد محمد بن عبد الله ،مما عرضها للتضييق والتنكيل من قبل سلطات الاحتلال الاسباني ،ثم الترحيل ألقسري الذي طال العديد من العائلات الصحراوية لمدينة طنطن ،بعد العملية العسكرية المكنسة بتاريخ 10 فبراير 1958 التي نفذتها القوات المشتركة الفرنسية الاسبانية على قوات جيش التحرير بالأقاليم الصحراوية ،و كان من ضمنهم المقاوم المرحوم عبد العزيز ،الذي سجل له التاريخ بكل فخر واعتزاز الدور الفعال في اعمار مدينة بوجدور وتجميع أهلها من الضواحي والبوادي إبان مرحلة الاستقلال سنة 1975 ،مما أهله للمشاركة في عدة وفود قدمت البيعة للمغفور له الحسن الثاني ،إذ تم تكريمه من طرف المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير في 02 مارس 2003 ،اعترافا منها بالخدمات الجليلة التي أسداها لهذا الوطن ،كما وشح كذلك بوسام المكافأة الوطنية من درجة قائد في 02 مارس ،وبقي المرحوم يدافع عن القضية الوطنية ولم يتوان يوما في تقديم كل الدعم والعون للجيل الحالي من اجل إتمام الدفاع عن الوحدة الترابية ،إلى أن التحق بالرفيق الأعلى صبيحة يوم الأربعاء. 02 أكتوبر 2013 عن سن تناهز 78 سنة بعد صراع مرير مع المرض ، ليوارى جثمانه الثرى بمقبرة أهل الزريبة ،وقد فقدت فيه أسرته الصغيرة وساكنة الأقاليم الجنوبية احد بناة ذاكراتها الذين كتبوا تاريخ هده المنطقة بمداد الفخر والاعتزاز . هذا جزء يسير من السيرة العطرة بالإخلاص والتفاني لهذا المقاوم الأبي المجاهد الذي سيظل حاضرا في وجداننا لما أسداه وخلفه من رصيد نضالي, فقد كان الفقيد رجلا متميزا بوطنيته الصادقة ونضاله الملتزم وصموده البطولي وشجاعته النادرة, إذ لم يكن يخاف في الله لومه لائم ولا يلين ولا يستكين في الدفاع عن القيم الإسلامية والمبادئ النضالية التي آمن بها وتحمل من اجلها أصنافا من الشدائد والأهوال في الاحتلال والطغيان ،وفي سبيل انتصار العدالة والحرية.. ونحن إذ نستحضر الذكرى العطرة لهذا المقاوم الفذ والسيرة النيرة لهذا الرجل الصادق الإيمان, فإننا في ذات ألان نعبر عن عمق مشاعر البرور والوفاء والاعتراف بالفضل الجميل والتقدير الوفير له لما كان ، نور الله مثواه ،يتميز به من الخصائص النادرة التي شب وترعرع على قيمها النبيلة ودلالاتها العميقة فقد أدرك مبكرا ومنذ انطلاق الشرارات الأولى للحركة الوطنية والمقاومة أهمية العمل الوطني التطوعي الثوري في تلكم الظروف الصعبة والشاقة التي ذاق فيها المغاربة مرارة الحماية وقسوة الاحتلال ،كانت فيها الهيمنة الاستعمارية هي سيدة الموقف ضد كل من سولت له نفسه الجهر بالحق والعيش بحرية وكرامة. ونحن بالمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير إذ نحيي مثل هده الذكرى نسعى إلى مواصلة الجهد الملائم للتعريف بنضالات الرواد من الوطنيين الصادقين والمقاومين الأبرار الناشئين على المبدأ ، الذين يرحلون عنا تباعا إلى دار البقاء ويستحقون في حياتهم وكذا عند وفاتهم حضورا يعكس روح الوفاء حتى تظل الأجيال المتعاقبة والناشئة لصيفه برموز مجدها وكفاحها الخالد ،الزاخر بالمضامين الإنسانية الواسعة وبالقيم الوطنية الخالدة وإننا إذ نلتقي فى تأبين احد أعلام جيش التحرير والتعريف بأعماله الجليلة وتضحياته الجسام على درب الكفاح الوطني في سبيل الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية والوحدة, لايسعنا في هذا المحفل المهيب والوازن, إلا أن نتقدم بوافر الشكر والامتنان وصادق العرفان لكل الذين شاركوا أسرة الوطنين والمقاومة وجيش والتحرير وأسرة الفقيد الصغيرة مصابها الجلل ، وأحزانها وفي هذا المصاب الكبير الذي الم بنا جميعا ، سائلين الباري تعالى أن يتغمد الفقيد الكبير بواسع رحمته ويتقبله قبولا حسنا عنده ويسكنه جنة الخلد ويرضى عنه ويكرم مثواه ويجازي جميع المعزين والمواسين أحسن الجزاء مصداقا لقوله تعالى : «وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون « صدق الله العظيم ما أحوجنا اليوم إلى استلهام دروس تجاربهم وقيم تضحياتهم...»