ما هو دور العملية النقدية في تطوير الكتابة الأدبية وتجديد أساليبها؟ وكيف يمكن للنقد أن يساهم في تخليق الحياة الأدبية والثقافية؟ كيف يمكنه أن يفضح الزّيف والتدليس ويؤدّي في الآن ذاته دورَهُ الطبيعي في المُصاحَبة النقدية المُتضامِنة مع الأدب والأدباء؟ لكن، أليس الأدبُ هشًّا بطبيعته؟ فهل يحتمل القسوة وشراسة النقاد؟ ألا تشوِّش القسوة والحَدّية على الحوار بين الأدباء والنقاد، وتئِدُه في المهد؟ ثم، ماذا حين يكون هذا الناقد الصارم أديبًا في الأصل؟ ألا تكبح صرامتُه النقدية جماح المبدع فيه وتمنعُه من الخفة والتلقائية وحتى بعض النزق في الاجتراء على المعايير مما يحتاجه الأديب ليكتب بحرية وتحرُّر؟ ألا يصير الأديب الناقد، في هذه الحالة، أول ضحايا صرامته النقدية؟ ألا تتحوّل خلفيتُه النقدية إلى عائق يكبح جماحه ويرفع السقف عاليًا أمام تجربته الإبداعية؟ هذا غيضٌ فقط من فيض الأسئلة التي سيطرحها ياسين عدنان في حلقة هذا الأسبوع من «مشارف» على الروائي والقاص والناقد المصري المشاكس محمود الغيطاني، صاحب (كائن العزلة)، (كادرات بصرية)، (لحظات صالحة للقتل) و(اللامنتمي)، الذي فاجأ المشهد الأدبي العربي بكتاب مثير للجدل صدر مؤخرا عن دار فضاءات تحت عنوان (زيف النقد ونقد الزيف: احتضار النقد العربي). موعبد المشاهدين مع هذه الحلقة من «مشارف» مساء الأربعاء 21 مارس على الساعة العاشرة والربع ليلا على شاشة القناة المغربية «الأولى».