شب حريق مهول تجهل أسبابه إلى حد كتابة هذه السطور، ليلة الجمعة صبيحة السبت 17 مارس 2018، في الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا، لتلتهم ألسنة نيرانه القوية 223 محلا تجاريا بجناح 3،4،5 بسوق الثلاثاء بإنزكان، حيث استمرت هذه النيران إلى غاية الرابعة صباحا. ولم يخلف هذا الحريق المفاجئ ضحايا في الأرواح، بقدر ما تسبب في خسائر مادية مهمة لم يتسن لحدود الآن تقديرها، لكن التقديرات الأولية تشير إلى أن السلع والبضائع التي التهمتها النيران تقدر بأزيد من ملياري سنتيم. هذا وشملت الخسائر بضائع وسلع 223 محلا تجاريا مختصا في بيع الملابس والأحذية والأفرشة والإلكترونيك والنجارة المنزلية. وكانت الحرائق ستخلف أكثر مما هو مسجل الآن، لولا تضافر جهود السلطات الإقليمية وعلى رأسها عامل العمالة، وعناصر الوقاية المدنية والأمن الوطني والمجلس البلدي لإخماد هذه الحرائق. وقد فتحت السلطات المختصة تحقيقا في الحريق الذي يعد الثالث من نوعه الذي يلتهم دكاكين هذه السوق العشوائية التي تقدر مساحتها الإجمالية بحوالي 3.7هكتارات، وتضم ما مجموعه 2464محلا تجاريا كما تتوفر على ثمانية أبواب رئيسية. ويعد هذا المرفق التجاري من الأسواق العشوائية لأنه عبارة عن دكاكين قصديرية غير مجهزة بقنوات الصرف الصحي والماء الشروب، كما أن المرفق غير متوفر على الربط بخراطيم مياه الوقاية المدنية، بدليل أن هذه الأخيرة وجدت صعوبة في ربط خراطيمها بشبكة الماء مما اضطر شاحناتها إلى التنقل أكثر من مرة من أجل تعبئة صهاريجها بالماء من مناطق أخرى، وهو ما صعب من عملية تطويق الحرائق في وقتها المناسب حيث تطلب ذلك أزيد من أربع ساعات. من جانب آخر اعتقلت عناصر الأمن الوطني بإنزكان 14شخصا من أجل السطو وسرقة سلع المتاجر التي شبت فيها الحرائق ليتم إخضاعهم لتدابير الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة. وتجدر الإشارة إلى أن بعض التجار، تكبد خسائر أخرى تمثلت في امتداد ألسنة النيران إلى خزينته المالية، حيث التهمت أوراقها المالية التي قدرت بالملايين، كان يقوم بتخزينها هناك عوض إيداعها في الأبناك، ربما تملصا من الضريبة على الأرباح !