شب حريق مهول يوم أمس الجمعة حوالي الساعة الحادية عشر ليلا بالسوق التجاري "الثلاثاء" بانزكان مخلفا خسائر مادية جد فادحة بعدما أتى على جزء كبير من المحلات التجارية خاصة بالجناحين 2 و3. وحسب ما عاينته "أخبارنا المغربية"، فقد كانت بداية الحريق بالجناح الذي يضم بائعي الملابس بالجملة لتمتد ألسنة اللهب صوب الجناح 2 وباقي الأجنحة الأخرى في منظر جد رهيب، تعالت معه ألسنة النيران التي غطت سماء الحي، واستنفرت كل السلطات الإقليمية من عامل صاحب الجلالة ورئيس المجلس الجماعي وكبار المسؤولين والمنتخبين الذين غادروا أفرشة نومهم للوقوف عن كثب على الفاجعة ومعهم التجار والباعة، الذين حجوا إلى عين المكان في محاولة منهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من السلع المهمة قبل أن تتحول إلى رماد سبب مجهول يعود أخر احتراق للمركب التجاري "سوق الثلاثاء" إلى سنة 2007 حيث أتى على جزء مهم من المحلات التجارية التي تحولت إلى رماد تبخرت معها أموالا طائلة وذلك لأسباب مازالت إلى اليوم مجهولة ولا يعرف من يقف ورائها بالرغم من التحقيق الذي تم فتحه آنذاك من قبل السلطات الأمنية بانزكان ليعود نفس السيناريو مجددا ليلة أمس بشكل مفاجئ ولم يتسن لنا معرفة أسبابه لحدود كتابة هذه الأسطر وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام خاصة بعد أن جرت إعادة تهيئة كل مرافقه وأجنحته من جديدة وتم إصلاح الإنارة به تفاديا لحدوث أي كارثة محتملة غير أن الحرائق تجري بما لا تشتهي سلطات انزكان فوضى عارمة وأعمال نهب عرف فضاء السوق الملتهب توافد أصحاب المحلات التجارية الذين هبوا من كل فج عميق لإلقاء آخر نظرة "وداع" على محلاتهم التي تلتهمها النيران المجهولة السبب، ومنهم من حاول المجازفة بنفسه وركوب قارب المغامرة لإخراج وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من سلع وبضائع مازالت لم تصلها ألسنة اللهب وتحولت أبواب السوق إلى طوابير بشرية بعد أن قررت السلطات المحلية والأمنية تطويق المكان ومنع التجار من الدخول تفاديا لسقوط ضحايا في الأرواح غير أن أعداد رجال الأمن والقوات المساعدة لم يقف الزحف البشري على السوق حيث اختلط الحابل بالنابل وتعالت معه صرخات الاستغاثة وهو ما استغله بعض عديمي الضمير واللصوص الذين تقاطروا بدورهم على المكان وأخذوا في حمل كل ما خف وثقل وزنه من ملابس وأموال خاصة في المحلات التجارية التي لم يعلم بعد أصحابها بنشوب الحريق وهو ما زاد من حدة جراح المهنيين الذين استنكروا هذه الأعمال الإجرامية وأصبح الكل بين نارين فإما أن يترك سلعته تحترق أو ينهبها من احترف مثل هذه الفرص التي لا تعوض وتأتي لماما ورب قائل مصائب قوم عند قوم فوائد فبعد أن يضع هذا الحريق أوزاره وينهي معه مسار العديد من التجار الذين استوطنوا السوق لسنوات عديدة فسيعلن عن ميلاد وبداية مسار فئة أخرى اغتنت من هذه "الهمزة" وسيجعل منهم تجارا سيجاورون من أفنوا حياتهم داخل سوق الثلاثاء لا محالة في يوم من الأيام حينما تهدأ الأوضاع وتفترق الغنائم وتلمم الجراح نار ملتهبة ووقاية مدنية قريبة ومياه قليلة أخرج حريق السوق التجاري "الثلاثاء" ليلة أمس كل سلطات عمالة انزكان أيت ملول، وجندت له مختلف فرق التدخل من سلطات محلية وقوات مساعدة وعناصر الشرطة و رجال الإطفاء، الذين لا يبعد مقرهم عن مكان اشتعال الحريق إلا بأمتار قليلة، وهو ما يجعل المهمة من الوهلة الأولى سهلة غير أن قوة النيران، التي تصادفت مع هبوب رياح جانبية، جعلتها تنتقل بسرعة بين المحلات التجارية وهو ما صعب من مأمورية عناصر الوقاية المدنية ،الذين حاولوا السيطرة على الحريق بكل ما أتوا من قوة لكن ألسنة اللهب المشتعلة فاقت كل التوقعات، وغلبت خراطيم المياه المعدودة على رؤوس الأصابع والمنقطعة الماء بين الفينة والأخرى، وهو ما جعل المواطنين ومعهم التجار ينخرطون في عملية الإطفاء، بعد أن رجحت ومالت كفة الحريق على كفة رجال الإطفاء، ولم يستطيعوا اخماذ ألسنة النيران رغم الجهود الجبارة التي بذلوها الا في الساعات الأولى من صباح اليوم، وقضوا ليلة بيضاء وملتهبة مجازفين بحياتهم رفقة من هبوا للانخراط في إخماد كتلة السوق المشتعلة خسائر مادية فادحة خلفت نيران "سوق الثلاثاء" خسائر مادية جسيمة بعد أن أتت على جزء كبير من السوق الذي يعد أكبر مركز تجاري بالإقليم ككل ويحقق معدل معاملات مالية تقدر بملايين الدرهم حيث يمتد على مساحة 3.7 هكتار ويضم ما مجموعه 2400 محل تجاري والتي احترق أزيد من 40 محلا منها وهو ما حول معه سلع وبضائع جد هامة إلا رماد إضافة إلى احتراق بعض المدخرات المالية التي تقدر بملايين السنتيمات التي كانت داخل الدكاكين المشتعلة وتركها أصحابها مخافة تعرضهم لاعتراض السبيل غير أن القدر جعلها وقودا للنار المشتعلة