تتواصل التفاعلات المختلفة المتعلقة بما يعرف بقضية توفيق بوعشرين، الذي يوجد رهن الاعتقال بالسجن المحلي عين البرجة، على خلفية متابعته بتهم ثقيلة وفقا لقانون الاتجار بالبشر، وتعددت الخرجات خلال الأيام الأخيرة، حيث خرجت المسماة "عفاف.ب" بشكاية تتهم فيها أحد ضباط الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالزور، هذه الأخيرة وعلى خلفية خرجتها هذه، أعلن الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف يوم الاثنين الأخير، أن النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية الزجرية، قد قررت متابعتها من أجل البلاغ الكاذب والقذف طبقا للفصل 264 من القانون الجنائي والفصل 442 بالقذف، خلال ندوة صحفية تم عقدها يوم الاثنين الأخير، عرض خلالها مضامين شريط مسجل يكذب مضمون شكاية "عفاف". يوما بعد ذلك، نظمت لجنة مبادرة التضامن مع الضحايا المشتكيات في ملف "بوعشرين"، لقاء مساء أول أمس الثلاثاء بحضور إعلامي كبير للتعريف بالمبادرة التي ارتكزت في انطلاقتها على العدد الكبير من الموقعين والموقعات من مجالات نسائية، حقوقية، مدنية وسياسية من أجل حماية الضحايا، سواء تعلق الأمر بالمشتكيات أو بالمصرحات، وتسليط الضوء على ما يتعرضن له وأسرهن من ضغوطات نفسية واجتماعية كبيرة، وكذلك للتأكيد على قرينة البراءة والدعوة للحرص على ضمان محاكمة عادلة. اللقاء الذي احتضنته إحدى قاعات مركز بنسعيد آيت إيدر للأبحاث والدراسات بالدار البيضاء، ترأسه أحمد الدريدي وعمر الزغاري وسعيد رحيم، كما تعذر حضور الجمعيات النسائية التي سبق وعبرت عن دعمها للضحايا في أكثر من منبر، وحرص المنظمون خلال الجلسة التي تحولت إلى ندوة صحفية، على تحديد أهداف المبادرة التي تطالب بتوفير شروط المحاكمة العادلة والتأكيد على قرينة البراءة على اعتبار أن المتهم برئ حتى تظهر إدانته، وعلى التشديد على مساندة المشتكيات والمصرحات اللواتي يتعرضن للتهديد والإحراج، والدعوة إلى إعمال أخلاقيات المهنة وتفادي التشهير بأعراضهن والإساءة اللفظية لأسرهن، ودعم حقهن في محاكمة عادلة تضمن لهن كرامتهن وحقوقهن. وفي سياق ذي صلة، كان الأستاذ الطيب الأزرق قد أعلن في تصريح إعلامي، أنه قرر الانسحاب من هيئة دفاع بوعشرين، نتيجة لما اعتبره تكوين قناعة تامة لديه بتعذر قيامه بواجبه المهني وهو مرتاح الضمير في الدفاع عن بوعشرين، طبقا للأعراف والتقاليد المحددة لمهنة المحاماة، مؤكدا في نفس التصريح، أن موقفه هذا، أتى لكونه يرفض أن يظل شاهدا على ما جرى من مخالفات عميقة لأصول المهنة والترافع النبيل كما مورست في جلسة 8 مارس الجاري، ولأنه كذلك يرى أن الاستمرار في هذا المسار من الترافع هو غير سليم، ولايقبل بأن يكتفي بدور المتفرج في وقت لاسلطة له على باقي أعضاء الدفاع، هذه العوامل كلها التي أكد الأستاذ الأزرق أنها تمسّ برصيده المهني على مدى 38 سنة من الممارسة المهنية.