بعد أن دعيت، ولأول مرة، للمشاركة في معرض نسائي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في 8 مارس الجاري، من طرف المركز الثقافي الفرنسي بتطوان والمعهد الإسباني و»دار عرض سعيدة» في متحف الفن المعاصر بمدينة تطوان ، وليس من جانب مؤسسة مغربية ، منعت وزارة الثقافة المغربية عرض لوحة تحمل عنوان «كاماسوترا» للفنانة التشكيلية المغربية خديجة طنانة، بعدما تم عرضها خلال افتتاح معرض فني في فضاء متحف الفن المعاصر بمدينة تطوان . وقالت خديجة طنانة على حسابها الشخصي على الفيسبوك ليلة الخميس الجمعة 2 آذار مارس 2018 إنه «تم منع عملي الفني من طرف وزارة الثقافة، وأتأسف لأصدقائي في مدينة تطوان لكونهم لن يستطيعوا رؤية هذا العمل»، رغم أن طنانة كانت قد عرضت العمل نفسه بمدينة الدارالبيضاء دون أن تواجه أية مشاكل، إلا أنه مُنع في تطوان لأسباب غير معلومة، لتضع الفنانة بعد ذلك لاصقا على فمها، وترفع لوحة مكتوب عليها «لا إبداع دون حرية»، و»لا لقمع الحريات». كما علقت على الحائط، حيث كانت اللوحة معروضة، ورقة كتب عليها «كاماسوترا ممنوعة من العرض ويجسد العمل الفني الممنوع محتويات كتاب «الروض العاطر في نزهة الخاطر» لصاحبه التونسي عمر بن محمد النفزاوي، حيث قامت خديجة طنانة بتجسيد أوضاع جنسية تحدث عنها النفزاوي في صدر الحضارة الإسلامية، بإعادة تجسيد تلك الوضعيات على أوراق اتخذت شكل «الخميسة» المغربية (اليد) ولم تصدر أي جهة رسمية بيانا عن سبب منع لوحات طنانة من المعرض الذي من المقرر أن يظل فاتحاً أبوابه للحضور حتى 14 أبريل المقبل، وقد تضامن عدد كبير من الفنانين والمثقفين المغاربة مع الفنانة التشكيلية على صفحتها على فايسبوك معتبرين ماحدث من منع للوحتها ردة فكرية تمثل تتابعا لانتكاس التعبير عن حرية الرأي والتعبير في المغرب بصفة خاصة والوطن العربي بشكل عام. ومكان ما كرسته مجتمعاتنا من خوف وتنافر، تعيد خديجة طنانة في فنها ابتكار ألفة وحميمية بين الرجل والمرأة، وبين الحب والجسد من خلال فني تحاول التأكيد فيه على أن الجنس «تابو» يجب إعادة النظر في فكرتنا عنه». وتضيف «بحكم أعمالي التي يعتبرونها جريئة فأنا لا أدعى للمشاركة في المعارض التي تقام في المغرب عامة وفي تطوان خاصة، وهي المدينة التي ولدت فيها وأعيش فيها منذ 8 سنوات». وفي معظم لوحاتها تحاول الفنانة المغربية كسر التابوهات المتعلقة بجسد المرأة والنظر للعلاقة الجنسية على أنها من المحرمات، بل يجب تعليمها في المدارس حتى يتسنى القضاء على مشكلات أخرى ناتجة عن التعصب والجهل الجنسي.