«سوء الفهم والجهل اجتمعا في المسؤولين عن منع عرض لوحتي كاماسوترا، إنهم بذلك يعودون بنا إلى القرون الوسطى، ويجهضون محاولة من يتخذ فنه وسيلة للإشارة إلى مكامن الخلل في هذا البلد»، هكذا علقت الفنانة التشكيلية خديجة طنانة، وأستاذة القانون، التي شغلت منصب نائبة رئيس المجلس البلدي بفاس ما بين 1983 و1992، في حوار مع «اليوم24»، على منع عرض لوحتها التشكيلة الموسومة ب«كاماسوترا»، ضمن معرض تشكيلي متواصل بمتحف الفن المعاصر بمدينة تطوان. الفنانة التشكيلية الشهيرة بالاشتغال على تيمة الجسد في لوحاتها، قالت، في حوارها مع «اليوم24»، ننشره كاملا في عدد لاحق، إن هدفها من عرض لوحتها، بالإضافة إلى الغرض الجمالي، هو إثارة النقاش حول موضوع التربية الجنسية وضرورتها في المرحلة الحالية، بالنظر إلى التوسع الكبير لظاهرة التحرش الجنسي الذي تعانيه المرأة المغربية، وما يترتب عليه من عنف، وسببه حسب الفنانة هو الكبت الذي آل إليه الشباب بفعل الصمت، وعدم تبني الدولة، وتبعها في ذلك المجتمع، أسلوب الترشيد والتوجيه المعقلن في مراحل عمرية معينة من حياة المغاربة، ذكورا وإناثا، تقول طنانة. وأوضحت طنانة التي اشتغلت، سابقا، أستاذة للفكر السياسي في جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، أن «الجهات التي منعت عرض اللوحة خلقت جوا من التوتر بعدما حورت النقاش اليوم إلى تراشق وتلاسن، وأشعلت النار في من وصفتهم ب«الظلاميين»، وقالت «إن ما يحدث ترد خطير، تشهده المرحلة التي يرفض فيها المسؤولون مراجعة خيارات لم تنفع المجتمع في شيء، وكل منا في هذا المجتمع عليه الإسهام في تكسير مجموعة من الطابوهات ومنها طابو الجنس، بالحديث عن التربية الجنسية والسعي إلى ترسيخها ثقافة». طنانة، التي تعيش حالة إحباط من مصادرة حقها في التعبير، بمنع لوحتها دون تبرير رسمي، قالت في حوارها، إن لوحتها التي تضم مجموعة من القطع الفنية على شكل يد «خميسة»، تصور وضعيات جنسية مختلفة، يفوق عددها 200 قطعة، تمثل تكريما لصاحب كتاب «الروض العاطر في نزهة الخاطر»، التونسي عمر بن محمد النفزاوي، مؤكدة أن اشتغالها على تيمة الجسد للتعبير عن مكنوناتها كإنسانة أولا ومواطنة واعية بمواضيع مختلفة تخص المجتمع الذي تعيش فيه، يأتي من إيمان خالص بأن الإسلام ليس ضد المتعة كما يسعى كثيرون عن جهل ترويجه، تورد الفنانة.