اليَدُ التي تعوَّدت أن تصطاد من جنَّتِك زجاجةَ وَرْدٍ تدرك أن ثمة ألف كمنجة تعزف بمهارة أسفل خصرك وأن مساءك ما زال يشرب القهوة في السطيحة المعتادة ويأكل بالنهم الذي تحبينه فطيرة الجبن الساخنة وحبات الكعك بالزنجبيل تلك اليد تشتعل الآن وهي متعبة بشيء ما بالضحكة التي تقدح كعادتها في كل مكان كي لا أكون حزينا بالجوز الذي يهيّج شفتيك الضاريتين بالنور والمطر بالكحل الذي تشرد مراوده في الغيم كلما لمح منطادا ينبت في عيني بالخزامى المغمورة بما أنجبناه من عرق لذيذ بالحصان الذي أخفياه ذات أطلس داخل منديل رأس أبيض بالخنفساء التي نمتطيها كي نلعق زجاج رغبتنا بعيدا عن العسس بفستانك الأزرق الفضفاض الذي يخفي عشرين قناعا بفراخ صدرك التي تستيقظ باكرا كلما عضضت صدرها بجزيزة «الحوزية» التي نثرنا على صخورها أسماكا كانت تملؤنا بصرخاتك العالية التي تطير من غيمة إلى أخرى بالفستق الحلبي الذي كان يلازمنا بالنيازك التي لا ترحل قَطُّ عن جرارها بجولاتنا حافية القدمين على الشاطئ بأغصانك التي تحترق كلما تفرجنا على فيلم رديء بدورتك الشهرية التي تفتح ذراعيها لضرعٍ مُتَبَّلَة كلما اقترب موعد ميلادها بحساء الحلزون الذي يغرسنا شجرتين متجاورتين في دغل السحاب ببائع التفاح الأخضر الذي كادت تدهسه سيارة للشرطة ببائع الخردوات الذي وزع علينا دببة ضاحكة وحقائب لجميع الخرجات بدموعك التي أحفظ ينابيعها عن ظهر قلب بفندق «سوروكو» الذي لم يدر لنا ظهره كما توقعنا ذلك بباريس التي أهدتنا كأي امرأة لا تقسو على العشاق غرفة وسريرين وغمزة واحدة بفاس حيث عبرنا موقد الكلمات متعانقين ودون براءة بوجعي الذي أغرقته يداك المدربتان في الهمس الذي نبصقه مرارا بمدننا التي تسيل بالأرض كلها بعش الصاعقة التي أهدتك وشاحا وقرطين وأهدتني ما يكفي من ظلال لأبقى خلفك دائما اليد نفسها التي تملأ شعرك بغبار الملائكة