كتب وزير الداخلية الإسباني خوان إيغناسيو زوديو، أول أمس الأربعاء 21 فبراير، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن عناصر الحرس المدني الإسباني أوقفت ربانين يحملان الجنسية الصربية متورطين في تهريب المخدرات إلى إسبانيا انطلاقا من المغرب. وبحسب جريدة» Diario de sevilla «الإسبانية في نسختها الإلكترونية، فإن عناصر الحرس المدني الإسباني تمكنت من تفكيك شبكة دولية لتهريب المخدرات تنشط بين المغرب وإسبانيا وتستعمل مروحيتين، وحسب نفس المصدر، فإن الحرس المدني الإسباني أوقف، أول أمس الأربعاء ضواحي مدينة إشبيلية، 18 متهما من مختلف الجنسيات، كما حجز ضمن ذات العملية، التي أطلق عليها المحققون الاسبان «أندلوسيا سيرانيا» مروحيتين، بالإضافة إلى سيارات فارهة وهواتف متطورة ومبالغ مالية. وبحسب ذات المصدر، فإن الحرس المدني الإسباني قاد تحقيقا أمنيا منذ شهر أكتوبر المنصرم، وذلك على إثر تحطم مروحية سوداء اللون، ضواحي مدينة ويلفا بالجنوب الإسباني، كان على متنها شخص يحمل الجنسية الكولومبية، وكان يعمل سابقا بسلاح الجو الكولومبي، وأثبتت التحريات بعد ذلك وجود شبكة دولية تنشط في مجال تهريب المخدرات من شمال المغرب إلى ضواحي إشبيلية. وأشار المصدر إلى أن المحققين الإسبان توصلوا إلى أن الشبكة تستعين بمروحيات «فانطوم» التي تشتغل ليلا بدون أضواء، يقودها طيارون عسكريون ذوو خبرة من جنسيات أجنبية ويتوفرون على كفاءات عالية، خاصة في التخفي وقيادة المروحيات ليلا دون استعمال الأضواء، لقاء عمولة تصل إلى 100 ألف يورو للرحلة، حيث تم حجز مروحيتين «Bolkow-105». كما بينت التحقيقات أن الشبكة قامت بشراء المروحيات من ألمانيا بمبلغ نصف مليون يورو للمروحية، وتم إخضاعها لعدة تحديثات وتغييرات من طرف أحد المهندسين في مجال الطيران تم استقدامه من كوسوفو، قصد التخفي وعدم كشفها من طرف الرادارات، هذا إلى جانب إحداث تغييرات لتمكين المروحية من نقل حمولة تصل إلى 900 كيلوغرام، وكذا إخضاع الربابنة لدورات تكوينية قصد قيادة المروحيات دون الاستعانة بالأضواء، مع استعمال نظارات متطورة تمكن مستعمليها من الرؤية ليلا، وهو ما أكده قائد الحرس المدني الإسباني بمدينة إشبيلية في الندوة الصحافية التي أعقبت الإعلان عن تفكيك الشبكة. وأبرزت التحريات أن بارون الشبكة يحمل الجنسية المغربية ويقيم بمدينة ماربيا الإسبانية، ومنها يسير أعمال الشبكة، التي وصفت بالخطيرة، حيث يعتقد أنها قامت بنقل كميات كبيرة من المخدرات إلى داخل أوروبا، ولاتزال الأبحاث والتحريات متواصلة من أجل الوصول إلى ضيعات أخرى يعتقد أنها كانت تستعمل لرسو المروحيات وتخزين المخدرات، هذا إلى احتمال وجود مروحيات أخرى في ملكية الشبكة بالجنوب الإسباني، خاصة أن الشبكة كانت تستعين بوسطاء من أجل شراء مروحيات من شركة ألمانية بمبالغ تصل أحيانا إلى نصف مليون يورو، حيث يتم نقلها إلى مطار قرطبة، ومنه يتم نقلها إلى إحدى الضيعات المجاورة للمطار، ثم تنقل مجددا عبر الشاحنات، قبل تفكيكها لتسهيل عملية نقلها وعدم إثارة انتباه رجال الأمن، إلى ضيعات بمدينة ألميرية وإشبيلية ومالقة، وهناك يعاد تركيبها وصباغتها باللون الأسود لتسهيل عملية التخفي.