تدخل الحرب ضد تنظيم داعش مرحلة جديدة، إذ ما زال التنظيم والموالون له يمثلون تهديدا كبيرا ومتناميا بأنحاء العالم، على الرغم من الخسائر العسكرية الكبرى التي لحقت بهم في العراقوسوريا وجنوب الفلبين في العام الماضي. هذا ما أفاد به التقرير السادس الذي قدمه الأمين العام إلى مجلس الأمن الدولي، حول التهديد الذي يمثله داعش على السلم والأمن الدوليين، وجهود الأممالمتحدة لدعم الدول الأعضاء في محاربة هذا التهديد. وفي هذا الإطار، قدم فلاديمير فورونكوف وكيل الأمين العام لشؤون محاربة الإرهاب،إحاطة لمجلس الأمن حول التقرير. وقال فورونكوف إن داعش أصبح لا يركز على غزو الأراضي والسيطرة عليها، وإنه أجبر على التكيف مع التطورات، ليركز بشكل أساسي الآن على مجموعة أصغر وأكثر حماسا من الأفراد الملتزمين بإلهام غيرهم وتمكينهم وتنفيذ الهجمات. وذكر فرونكوف أن تقييم عدد المقاتلين الإرهابيين الأجانب المتبقين في العراقوسوريا أمر صعب، مضيفا أن تدفق المقاتلين إلى البلدين قد توقف تقريبا. ولكنه قال إن المقاتلين العائدين إلى دولهم الأصلية أو من انتقلوا إلى بلدان أخرى، ما زالوا يمثلون تهديدا كبيرا على الأمن الدولي. ويشير تقرير الأمين العام إلى أن هيكل الدعاية الدولية لداعش من حيث الكم والكيف يواصل التدهور، إلا أنه يفيد بأن أعضاء التنظيم والمتعاطفين معه ما زالوا قادرين على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك تكنولوجيا التشفير وأدوات الاتصال في «شبكة الإنترنت المظلمة» أي بعيدا عن الرقابة أو أي مراقبة، لتنسيق وتيسير ارتكاب الهجمات. ويفيد تقرير الأمين العام بأن قدرة داعش على توليد الإيرادات قد تراجعت، ويعود ذلك بشكل كبير إلى فقدانه السيطرة على حقول النفط والغاز في سوريا. وقد تناقصت إيرادات داعش بأكثر من 90% منذ عام 2015. ولكن التنظيم مازال قادرا على توليد الدخل من خلال عمليات الابتزاز والسيطرة على نقاط التفتيش. ويتنامى تهديد داعش خارج العراقوسوريا، إذ أظهر الموالون له في مصر قدرة كبيرة على مواصلة نشاطهم وأصبحوا يمثلون تهديدا متزايدا. ويبقى التنظيم عازما على إعادة بناء قدراته في ليبيا، كما يواصل شن الهجمات المتفرقة هناك. وفي غرب أفريقيا، يواصل داعش العمل في مالي والدول المجاورة. وفي شرق أفريقيا ينشط الموالون للتنظيم في بونتلاند وجنوب الصومال. وقال وكيل الأمين العام لشؤون محاربة الإرهاب إن التهديد المتنامي لداعش، يمثل تحديا صعبا للدول الأعضاء بالأممالمتحدة والمجتمع الدولي، مشددا على الأهمية الحيوية لتبادل المعلومات حول هوية المقاتلين الإرهابيين الأجانب العائدين إلى بلدانهم أو من انتقلوا إلى دول أخرى. وأكد المسؤول الدولي أن معالجة تهديد داعش تتطلب معالجة الظروف الكامنة التي تجعل من السهل إغراء الشباب والشابات من قبل التطرف العنيف. وتتراوح أعمار معظم المجندين حديثا في التنظيم بين 17 و27 عاما. وأكد فورونكوف أهمية تمكين الشباب وتشجيعهم على المشاركة للمساعدة في منع التطرف العنيف. ودعا فورونكوف جميع الدول الأعضاء بالأممالمتحدة إلى مضاعفة جهودها لتعزيز التعاون الدولي للتصدي للإرهاب والتطرف العنيف، وتقديم المسؤولين عن الهجمات الإرهابية المروعة إلى العدالة.