فيما رفعت إسبانيا حالة التأهب الأمني تحسبا لعودة جهاديي داعش وعلى رأسهم المغاربة لاستهدافها، تتوقع مخابرات عدة دول غربية أن تسعى داعش أو القاعدة إلى القيام بعملية إرهابية كبيرة في الغرب لتأكيد ريادتها "الجهادية" في ظل التنافس القوي بين التنظيمين. وأوضحت عدة منابر إعلامية متخصصة أن تنظيم القاعدة الذي يقوده أيمن الظاهري يرى أن الوحشية التي يلجأ إليها تنظيم داعش، سواء في سوريا أو العراق، سلطت عليه الضوء على حساب القاعدة مما مكنه من استقطاب الآلاف من الشبان من مختلف بقاع العالم، وهو ما قد يدفع القاعدة إلى تنفيذ عملية إرهابية مدوية في إحدى الدول الغربية، وعلى رأسها الولاياتالمتحدةوبريطانيا، لسحب البساط من تحت أقدام تنظيم أبو بكر البغدادي. كما أن هذا التنافس بالذات قد يدفع ب"داعش" إلى تنفيذ عملية مماثلة لإزاحة القاعدة من الصورة. وفي كلتا الحالتين تأخذ المخابرات الغربية هذه التهديدات على محمل الجد، حيث أكدت ذات المصادر أن لندن رفعت بدورها من حالة التأهب الأمني، بعد أن عاد حوالي 700 جهادي إلى بريطانيا بعد أن تلقوا تداريب عسكرية على يد داعش. وتضيف ذات المصادر أن التدابير التي بدأت دول الغرب تتخذها في مواجهة مواطنيها الذين توجهوا إلى بؤر التوتر، قد تمنع مزيدا من النزيف لكنها جاءت متأخرة، حيث أن المئات منهم عادوا وقد يتلقون أوامر بتنفيذ عمليات إرهابية وفي هذا السياق ذكرت مصادر استخباراتية أن من بين الذين عادوا من ساحات التدريب والقتال في سورياوالعراق حوالي 1500 مغربي ، وأنهم قد يعمدون إلى استهداف المغرب أو التسلل إلى إسبانيا أو فرنسا لتنفيذ عمليات إرهابية بها. وتقول مصادر فرنسية إن هناك حوالي 100 " جهادي" عاد إليها من سورياوالعراق، فيما يقدر العدد بحوالي 900 في إسبانيا. هذه المعطيات جعلت دول جنوب أوروبا تكثف المراقبة على حدودها. ويأتي المغاربة العائدون من سورياوالعراق على رأس قائمة المراقبين، غير أن خبراؤ أمنيين يرون أن هذه العملية ليست مضمونة النتائج مائة في المائة، بسبب صعوبة مراقبة الحدود الجنوبية للقارة العجوز. ولتفادي سيناريو شبيه ب11 مارس 2004، عندما قامت شبكة إرهابية ضمنها العديد من المغاربة بتفجير قطارات بالعاصمة الإسبانية، قامت مدريد برفع حالة التأهب الأمني ، بعد تقارير حذرت من مخاطر عمليات إرهابية صدرت عن وزارة الدفاع والمخابرات .وبرأي هذه الأخيرة فإن " الدولة الإسلامية" التي أعلنها أبو بكر البغدادي في العراق تشكل تهديدا حقيقيا للمملكة الإسبانية خصوصا أن " الأندلس" ذكرت عدة مرات في بيانات داعش ونشر صور لمعالم في إسبانيا عليها علم التنظيم. وجاء في تقرير لوزارة الدفاع الإسبانية أن عشرات الإسبان من أصل مغربي يقاتلون في صفوف داعش أغلبهم يقطنون في سبتة ومليلية المحتلتين، ومن غير المستبعد ان يعودوا. وعلى غرار فرنسا التي اتخذت إجراءات قانونية لمنع مواطنيها من السفر إلى العراقوسوريا، تستعد إسبانيا لاتخاذ خطوات مماثلة، لكنها تبقى متحسبة لعودة العشرات الذين تمكنوا من التوجه إلى بؤر التوتر في الأشهر الماضية.