حقق المنتخب المغربي إنجازا تاريخيا، ببلوغه نهائي بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين، التي تختتم فعالياتها مساء الأحد المقبل بالدار البيضاء، بعد تخطيه عقبة ليبيا في نصف النهائي، الذي جرى مساء أول أمس الأربعاء بمركب محمد الخامس، بعدما احتاج إلى الشوطين الإضافيين، لتحطيم صمود «فرسان المتوسط». ويدين المنتخب الوطني في هذا التأهل إلى أيوب الكعبي، الذي سجل هدفين، وعزز صدارته لهدافي الدورة، برقم غير مسبوق، بلغ ثمانية أهداف، وكذا وليد الكرتي، الذي سجل هدف الأمان قبل دقائق من نهاية الشوط الإضافي الثاني، فيما أهدى الحارس أنس الزنيتي المنتخب الليبي هدفا قاتلا، قبل تسع دقائق من نهاية زمن المباراة، التي جرت أمام أكثر من 35 ألف متفرج. وتعذب المنتخب الوطني كثيرا قبل هز شباك الحارس الليبي محمد نشنوش، الذي تألق في صد العديد من المحاولات المغربية. وجاء الشوط الأول تكتيكيا، حيث عمد المدرب الليبي، عمر المريمي، إلى سد كل المنافذ في وجه اللاعبين المغاربة، وخاصة الكعبي الذي فرض عليه حصارا كبيرا، دفعه للتراجع إلى وسط الميدان من أجل طلب الكرة، وكذا الجناحين إسماعيل الحداد وأشرف بنشرقي. ورغم الصرامة التكتيكية التي اعتمدها المنتخب الليبي، فإن العناصر الوطنية بادرت إلى الضغط على المرمى نشنوش، وكادت في أكثر من مناسبة أن تهز شباكه، خاصة بواسطة أشرف بنشرقي، الذي انسل من وسط المدافعين، وتوغل داخل المعترك، قبل أن يمرر إلى وليد الكرتي، الذي تخطى الحارس، قبل أن يتدخل المدافع المعتصم صبو لإخراج الكرة إلى زاوية. ورغم سيطرة عناصر المنتخب الوطني، فإن اللاعبين الليبيين حاولوا مفاجأة الدفاع المغربي، الذي يبدو أنه مازال حاجة إلى العمل لتقليل هامش الأخطاء، حيث كادت شباك الزنيتي أن تهتز في الدقيقة 13، بعد سوء تفاهم بين صلاح الدين السعيدي وجواد الياميق. واهتزت المرمى الليبية في الدقيقة 24 برأسية صلاح الدين السعيدي، لكن كرته اصطدمت بالقائم العلوي، قبل أن تعود إلى الكعبي، الذي فشل في تحويلها إلى هدف، لتنتهي الجولة الأولى بيضاء. ومع انطلاق الجولة الثانية، بادر المدرب جمال السلامي إلى رفع درجة التنشيط الهجومي، عبر إدخال الجناح زكرياء حدراف، مكان أشرف بنشرقي، الذي ظهر عليه العياء، فتحرر الكعبي بفضل الخطورة التي حملتها انسلالات حذراف في الجهة اليسرى، والتي منحت إحداها المنتخب الوطني هدف التقدم، برأسية للكعبي في الدقيقة 73. وبينما كانت المباراة تسير نحو نهايتها بتفوق مغربي، أبى الزنيتي إلا أن يعيد الأمور إلى نقطة البداية، بعد خطأ فادح في الدقيقة 81، عندما فشل في مراوغة أحد المهاجمين الليبيين، ليفرض على المنتخبين اللجوء إلى الشوطين الإضافيين. وساهم ضعف المنسوب اللياقي لفرسان المتوسط، الذين خاضوا أكثر من 120 دقيقة أمام الكونغو في ربع النهائي، في ترجيح كفة العناصر الوطنية، التي سجلت هدف التقدم في الدقيقة 96 بواسطة الهداف الكعبي، إثر كرة ثابتة من ركنية، نفذها حدراف، ليرفع رصيده إلى ثمانية أهداف، في صدارة الهدافين، وهو إنجاز لم يسبقه إليه أحد في تاريخ منافسات «الشان». وبعد هذا الهداف بسطت العناصر الوطنية سيطرتها المطلقة على المباراة، مستغلين نرفزة اللاعبين الليبيين، الذين أكثروا من الاحتجاج على حكم اللقاء، خاصة بعد إعلانه عن ضربة جزاء، عقب إسقاط الكرتي داخل معترك العمليات، انبرى لها شخصيا وسجل منها هدف الاطمئنان، في الدقيقة 117.