خبر نزل كالصاعقة، عائلة الراحل والأب الروحي لفريق الاتحاد البيضاوي العربي الزاولي تتوصل بإشعار من طرف وزارة الشباب والرياضة، تخبرها بالإفراغ من المنزل الذي تسكن به عائلة الزاولي منذ 60 سنة. ومنذ أن تسلمه المرحوم العربي الزاولي رئيس ومدرب فريق أبناء كاريان سانطرال، كان ذلك سنة 1957 كون أنه كان موظفا بوازة الشبيبة والرياضة آنذاك، صدمت زوجة المرحوم العربي الزاولي الأرملة فاطمة خبر والتي تتقاضى المعاش الشهري الذي خلفه مربي الأجيال في كرة القدم والذي لا يتعدى مبلغ 500,00 درهم. هذه المرأة العصامية التي ناضلت رفقة المرحوم العربي الزاولي وسهرت الليالي وأعدت الوجبات اليومية للاعبي الطاس بمختلف الفئات العمرية بهذا المنزل داخل ملعب الطاس القديم الملقب «بالحفرة» ووسط الحي المحمدي. تقول في هذا الإطار: «أتحسر، وأتألم وأنا أسمع أنهم يردون طردنا من هذا البيت.. وضعيتنا الاجتماعية تتطلب المساعدة ومد يد العون،بدل الطرد من بيت نقطنه منذ ستين سنة.. لا أملك وأنا سيدة مسنة سوى معاش لا يتجاوز مبلغ 500,00 درهم شهريا..ابناي محمد وعبد الكريم عاطلان عن العمل، ولديهما أسرتين الى جانب الأبناء.. أين هو الاعتراف والاهتمام بما قدمه زوجي العربي الزاولي للكرة الوطنية، ولفريق الاتحاد للأسف،رحل العربي الزاولي، ورحل كل شيء، وبعد مرور سنوات يتم طردنا من هذا المنزل الذي يؤوي أسرتين». هذه السيدة تفاجأ في سن متقدم بخبر مؤلم وبتهديد بالإفراغ من منزل تسكنه رفقة أبناءها،محمدالزاولي الذي كان يعمل كسائق مع أبيه ربان سفينة الاتحاد البيضاوي لمدة سنوات ، هذا الرجل الذي يعاني من مرض القلب وله أسرة وأبناء. وهو عاطل عن العمل بسبب حالته الصحية الضعيفة ،وعبد الكريم الزاولي الابن الثاني، الذي تكلف بتأطير الفئات العمرية لمدة سنوات ليتم إبعاده السنة الماضية من الفريق ...! هو الآخر يتأسف ويتساءل في نفس الوقت حول مصير العائلة التي سيتم تشريدها يومه الخميس من خلال القرار الوزاري الذي نزل كالصاعقة على أسرة وأرملة الزاولي عوض أن يتم تكريمها والعناية بها تكريما لروح الأب الروحي لفريق المقاومة! وقد زارت الجريدة أسرة الزاولي عصر أول أمس بمنزلها المتواجد بداخل ملعب الطاس، حيث صرح الابن عبد الكريم الزاولي، بخصوص توصل العائلة بخبر الافراغ: «نحن نتحسر ونتألم، سيما وأن والذي رحمه لله العربي الزاولي الذي كان موظفا بالشبيبة والرياضة، كان يشرف ويسير فريق الاتحاد البيضاوي، وباع كل ما كان يملك من أجل الطاس، خدمة لهذا الفريق العريق، وللرياضة الوطنية، وبالخصوص كرة القدم، ولم ينصف إبان حياته من طرف الجانبين، الوزارة التي عمل بها لسنوات، وكذا الكرة الوطنية، ولم يخلف رحمه الله أي ممتلكات ولا أي شيء باستثناء المعاش الذي تستفيد منه الوالدة، والذي لا يتجاوز 500,00 شهريا.. وأؤكد أنني لست عاملا ولا موظفا، اشتغلت بالملعب لسنوات كمؤطر، وها أنا عاطل بعدما تم إبعادي الموسم الماضي، كما أشير بأن والدي رحمه الله، ضمن للعديد من اللاعبين السكن والعمل، باستثناء ابنيه، السي محمد وعبد ربه عبد الكريم والمرحومة سميرة، وهل يستحق العربي الزاولي كل هذا، ونحن نفكر من بداية الاسبوع حول مصيرنا بعد الافراغ، والى أي اتجاه سنرحل، وليست لدينا إمكانيات، ..» محمد الزاولي الأخ الأكبر لم يستطع النطق ولا بكلمة، حول هذا المشكل، حيث اكتفى بالقول: «الخبر كان صادما، لدي ستة أبناء عاطل حالتي الصحية متدهورة، مصاب بداء القلب، لعبت مع شبان الطاس خلال سنوات، عملت سائقا مع والدي العربي الزاولي رحمه لله..نريد فقط الإنصاف» في نفس السياق، وأثناء محاورتنا لأسرة العربي الزاولي، حضر اللقاء رئيس نادي الاتحاد البيضاوي للملاكمة مصطفى كندالي الذي صرح: «تألمت كثيرا كون أن هذه المعلمة والاسم الكبير لابناء الحي المحمدي العربي الزاولي رحمه لله، تركت إرثا كبيرا يتجلى في أسماء كبيرة للاعبين وفريق عريق، فريق المقاومة والحركة الوطنية، ومن خيرة الفرق الوطنية، هذه المعلمة نعتبرها مفخرة للحي المحمدي.. العربي الزاولي ضحى بحياته وماله وممتلكاته وسيارته من أجل الطاس، منح اللاعبين دراجات نارية خلال الستينيات، قدم لهم الدعم، وفر لهم الاجواء، تمكنوا من إبراز قدراتهم وسجلوا حضورهم القوي ..أمام هذه الوضعية المؤلمة، نطالب بإنصاف أسرة المروحوم الزاولي.»