صدرت حديثا عن دار نشر «كازا ايكسبريس» طبعة جديدة من كتاب «المغامرة المغربية الدموية» لأميدي فيكتور دوني، الذي يعود تاريخ صدور طبعته الأولى الى عام 1926. ويقدم الكتاب الذي صدر بتعليق لغيوم جوبان، مؤلف الكتاب الشهير «ليوطي: المقيم» و عبد الرحيم احساين، المؤرخ المختص في التاريخ المعاصر بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية، إضاءات حول مرحلة جد حساسة من التاريخ الفرنسي المغربي. ويزخر الكتاب، الذي يقع في 160 صفحة من القطع المتوسط، بالعديد من الشهادات والمعلومات غير المسبوقة حول الماريشال ليوطي وعبد الكريم الخطابي ومرحلة الحماية وحرب الريف والتأثير البريطاني والاسباني في المغرب. ويقول عبد الرحيم احساين في تقديم الكتاب ان هذا الأخير بمثابة مرافعة كتبت ما بين 1923 و 1925، في ذروة حرب الريف، من أجل الضغط على السلطات السياسية الفرنسية بغرض وضع حد للنزاع. لا يتعلق الأمر بدعم عبد الكريم، بل كان المؤلف يتطلع الى كبح وصول البريطانيين الى الريف وتدعيم المعسكر الاستعماري للسيطرة على اقتصاد شمال المغرب. وأضاف الباحث أن النص يعكس توجهات لوبي رجال الأعمال الرامي الى وضع أقدامه بالريف، وهو «يتميز ليس فقط بتفاصيله التاريخية بل أيضا بالمكانة الهامة التي يفسحها للتأويل». هذه المقاربة التأويلية، يضيف الباحث، «تفرض علينا، قبل كل شيء، ضرورة وضع الكتاب في سياقه التاريخي، ووصف المسار الذي قاد المؤلف الى اصدار الكتاب». ومن جانبه ، يرى غيوم جوبان، رئيس المدرسة العليا للصحافة بباريس، أن أهمية هذه الطبعة الجديدة تكمن في مضمون الكتاب الذي «يتناول حقبة حساسة وغير معروفة بما يكفي، وهي حقبة حرب الريف». يذكر أن أميدي فيكتور دوني كان صحافيا ومديرا للمجلة الكولونيالية.