ارتفعت صادرات OCP من الأسمدة لإفريقيا خلال العام الجاري بنحو 50 في المئة، وأصبحت السوق الإفريقية تمثل 30 في المئة من إجمالي مبيعات المغرب من الأسمدة للعالم. وتعتبر هذه أولى ثمار الاستراتيجية التي اعتمدها OCP اتجاه إفريقيا خلال السنوات الأخيرة، والتي تهدف المساهمة الفعالة في تحقيق "الثورة الخضراء" في القارة السمراء، عبر دعم تحول فلاحتها من زراعة معيشية بسيطة إلى زراعة عصرية منتجة للقيمة المضافة. وترتكز هذه الاستراتيجية على مبدأ التكامل والفائدة المتبادلة. فالمغرب يتوفر على أكبر احتياطي عالمي للفوسفاط ويسعى إلى تثمينه عبر صناعة الأسمدة، وإفريقيا تتوفر على 60 بالمئة من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم وتسعى إلى تثمينها لتغذية أبنائها. واعتمد OCP في هذا المجال مقاربة متشعبة. فمن جهة يعمل OCP على إعداد الطلب وتأطيره في البلدان الإفريقية المستهدفة من خلال دراسة التربة في كل شبر من الأراضي الإفريقية المستهدفة، وتحديد نوعيتها ونوعية الزراعات التي تصلح لها ونوعية الأسمدة التي تحتاج إليها، وبناء على ذلك تصنع الأسمدة الملائمة في مصانع OCP. وبالموازاة مع ذلك تدخل OCP مباشرة في الأسواق المستهدفة لهيكلة شبكات وقنوات توزيع الأسمدة لإيصال المنتوج إلى المستهلك النهائي في أحسن الظروف. ولضمان وصول المعلومات إلى الفلاح وإرشاده حول كيفية استعمال الأسمدة ينظم OCP قوافل فلاحية تحسيسية إلى المناطق المستهدفة. وبدأت هذه المقاربة تعطي أكلها، باعتراف المنظمة العالمية للأغذية التي أعلنت في تقريرها حول آفاق 2018 أن القارة الإفريقية أصبحت تعرف أعلى معدل نمو لاستعمال الأسمدة في العالم. وفي سياق نفس الإستراتيجية أبرم OCP اتفاقيات شراكة صناعية في مجال الأسمدة مع العديد من الدول الإفريقية، والتي ناهزت اعتماداتها الاستثمارية 4 مليار دولار.