اجتمع وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، عشيّة أول أمس الخميس، بالولاة والعمال ومسؤولي الإدارة الترابية المحلية على امتداد ربوع المملكة، الذين التحقوا بمقرات الولايات لمتابعة خطابه الموجّه لهم عبر تقنية «الفيديو كونفيرانس» انطلاقا من الساعة الرابعة. خطاب تضمن جملة من التعليمات والتوضيحات، إذ عمل لفتيت من المقر المركزي للوزارة بالرباط على طمأنة ممثلي الإدارة الترابية بالنظر إلى النقاشات التي رافقت خطوة التوقيفات والتوبيخات، التي طالت عددا من المسؤولين، والتي خلقت ردود فعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي منها من كان يشكّك في ذمة الجميع، مؤكدا في ردّه على أن وزارة الداخلية لا «تأكل» أبناءها، وبأن تلك القرارات لا خلفية سياسية لها ولا علاقة لها بأي تنافس انتخابي، مشيرا إلى أن الموقوفين لديهم حق الرد في المجالس التأديبية المختصة للدفاع عن أنفسهم، فإذا تبيّن صحة ادعائهم سينصفون، أما إذا ثبت العكس فإن المساطر القانونية ستأخذ مجراها في حقهم، مبرزا في السياق ذاته أن من طالتهم عقوبات التوبيخ قد ارتكبوا هفوات تطلّبت هذا النوع من القرارات. وشدّد لفتيت على أن ربط المسؤولية بالمحاسبة ليس مجرد شعار فضفاض، بل له سنده الدستوري وبعده القيمي والأخلاقي وهو خطوة لا تراجع عنها، ولا تقف عند ممثلي الإدارة الترابية وإنما شملت وزراء وستطال كل مسؤول من مختلف المواقع، مؤكدا أنها عنوان صريح على المرحلة الحالية التي يجب على الجميع الانخراط فيها بالشكل المطلوب. وزير الداخلية أكّد، كذلك، أن الوزارة ستفرج عن ترقيات في القريب العاجل في صفوف نسائها ورجالها، مذكرا بالخطوات التي تم قطعها من خلال التواصل مع المرشحين والاستماع لهم بهدف وضع تصور شمولي، يتأسس على تشخيص علمي مبني على الحاجات ويراعي البعد الاجتماعي لمسؤولي الإدارة الترابية وأسرهم، مشددا على أن الوزارة لن تتخلى عن مسؤوليها وستعمل على مؤازرتهم وصون كرامتهم في القضايا التي يكونون طرفا فيها حين الاعتداء عليهم وإهانتهم أثناء القيام بواجبهم، داعيا في الوقت نفسه إلى التفعيل العملي لسياسة القرب والإنصات لهموم المواطن ومشاكله والتفاعل مع قضاياه المختلفة. وأبرز لفتيت، أن المعهد الملكي للإدارة الترابية، الذي يقوم بتكوين رجال السلطة، سيعتمد على تكوينات بمعايير وشروط جديدة حتى يكون نساء ورجال السلطة في مستوى المرحلة الجديدة، داعيا ممثلي الإدارة الترابية إلى تحمّل مسؤولياتهم كاملة أثناء قيامهم بواجبهم باعتبارهم يمثلون الدولة. ومباشرة بعد خطاب وزير الداخلية، وتنفيذا لتعليماته، اجتمع الولاة والعمال بمعية الكتاب العامين، بالباشاوات ورؤساء الدوائر ورؤساء الملحقات الإدارية …، بمقر كل ولاية على حدة، لتعميق النقاش بشأن مضامين خطاب لفتيت، وتدارس سبل تنزيلها تنزيلا سليما وفق الانتظارات.