في الاجتماع السنوي، الذي يعقده وزير الداخلية على هامش حفل الولاء، ويحضره رجال الإدارة الترابية من ولاة وعمال، شكلت مضامين الخطاب الملكي، الذي ألقاه الملك محمد السادس عشية الاحتفال بعيد العرش، السبت 29 يوليوز 2017، الإطار الأساس للتوجيهات العامة، التي شدد عليها وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت. وعقب مراسيم الولاء بتطوان، اجتمع عبد الوافي لفتيت بممثلي الإدارة الترابية، المركزيين والجهويين والإقليميين، حيث شدد، مجددا، أمامهم على التحول المنشود في طريقة أدئهم لمهامهم بوصفهم مسؤولين ترابيين. ووفقا لما توصلت إليه الجريدة، فإن عبد الوافي لفتيت، وارتكازا على توجيهات خطاب العرش الصارمة والواضحة سيما في شقها المتصل بالأداء المهني للموظفين العموميين، نبه إلى ضرورة اعتماد مقاربة الاشتغال الميداني وتفعيل الإنصات لنبض الشارع والانفتاح على هموم المواطنين وتيسير الارتفاق الإداري. ونبه عبد الوافي لفتيت، في إطار رسمه لخارطة طريق العمل الجديدة، إلى الرهان على المسؤولين الترابيين في تهدئة الاحتقان الاجتماعي والتصدي لخطاب العدمية عند المواطنين من خلال فقدانهم الثقة في الإدارة الترابية. وعلى أعصاب مشدودة، مثلما ذكرت مصادر الجريدة، حضر المعنيون الاجتماع مع توقعهم المسبق لطبيعة التوجيهات الكبرى، التي سيعرضها رئيسهم على الإدارة الترابية. التفاعل الإيجابي مع انشغالات المواطنين، تيسير الولوج إلى الخدمات الإدارية والارتفاق الإداري على كافة الأصعدة والمستويات، حل مشاكل المواطنين، الحرص على تنفيذ القانون بما يمنح الثقة مجددا في نفوس المواطنين ويعزز إحساسهم بالمساواة، الحفاظ على النظام العام والسهر على أمن وسلامة المواطنين، محاربة الفساد بكافة أشكاله وبشكل خاص الفساد الإداري.. إنها مجموع الخطوط الكبرى الناظمة لعرض عبد الوافي لفتيت، الذي نبه إلى أن المغاربة قاطبة في حاجة إلى أن يمنحهم الولاة والعمال وأبسط موظف في الإدارة الترابية البرهان على تعاقد جديد في التعاطي مع انتظاراتهم بما يحترم مواطنتهم. وشدد عبد الوافي لفتيت على أن الرهان الأكبر، أيضا، هو نأي ممثلي السلطة الترابية عن الممارسات والمسلكيات التي تمس بمصداقيتهم ومن خلالها بمصداقية الإدارة الترابية، وذلك بما يعزز هبة الدولة ويعيد الثقة إلى مؤسساتها.