فوبيا السل تنتشر بمستشفيات الدارالبيضاء والمديرية الجهوية للصحة خارج التغطية! لاتزال «المصلحة الجهوية»للسل المقاوم للأدوية بمستشفى مولاي رشيد بالدارالبيضاء، مغلقة وأبوابها موصدة في وجوه المرضى، هذه المصلحة التي تم الالتجاء إلى خدماتها في وقت سابق كحلّ مؤقت واضطراري بعد إغلاق المصلحة المختصة بمستشفى 20 غشت، والتي ظل الجميع يترقّب أن تستأنف عملها لترفع الضغط عن المستشفيات وتجيب عن احتياجات صحية لفئة معيّنة من مرضى السل، إلا أنه ورغم إعادة تهيئتها وتزويدها بكل المعدات الضرورية مما جعلها جاهزة للعمل منذ يوليوز 2017، لم يتم مباشرة العمل بها وذلك بسبب الخصاص الكبير في الموارد البشرية، سواء في صفوف الأطباء المتخصصين أو الممرضين، مما حكم عليها باستمرار إغلاقها حتى إشعار آخر؟ وضع يرخي بظلاله يوميا على مستشفيات العاصمة الاقتصادية التي تستقبل مرضى للسل المقاوم للأدوية داخل أروقتها وتحتفظ بهم من أجل العلاج بغرف مشتركة مع مرضى آخرين، يعانون من أمراض القلب والجهاز الهضمي وأمراض النساء والولادة، كما هو الحال بالنسبة لمستشفى الحسني وبغيره من المستشفيات، التي قد يلتقي فيها مريض يعاني من علّة معيّنة، تجعل جهازه المناعي ضعيفا، مع مريض بالسل المقاوم، الذي تدق منظمة الصحة العالمية وباقي المنظمات المختصة ناقوس الخطر بشأن معدلاته المرتفعة، وتدعو إلى مقاومته بتخصيص مساعدات مالية مهمة، لكن التدبير العشوائي داخل بعض مستشفياتنا ومن طرف عدد من مسؤولي الصحة، كما هو الشأن بالنسبة للمديرية الجهوية لجهة الدارالبيضاءسطات، يرفع من مستويات المرض ويسمح باتساع رقعة انتشاره، وهو مايمكن الوقوف عليه بمؤسسات صحية عديدة ليس في الحسني لوحده في ارتباط بموضوع السل المقاوم للأدوية، بل وفي مراكز صحية متعددة بالنسبة لمرض السل بشكل عام، كما هو الحال بالنسبة لمنطقة الفداء مرس السلطان، التي وأمام استمرار إغلاق المركز الصحي «اجميعة»منذ سنوات، فإن النساء الحوامل، والأمهات المصحوبات بالرضع، ومرضى السكري والضغط الدموي وغيرهم، يلجون بوابة واحدة مع مرضى السل، ويقتسمون معهم نفس الهواء في خطواتهم صوب مركز الفداء المتواجد على مستوى درب المنجرة بمحاذاة مع مركز البريد وبمقربة من المؤسسات التعليمية الثلاث بالمنطقة! وضعية معتلّة، تبرز الكيفية التي يتم بها التعاطي مع موضوع بالغ الأهمية والحساسية، في مناطق تعرف مستويات قياسية لمرضى السل وطنيا، كالحي الحسني ودرب السلطان، وفي الوقت الذي يتم فيه عقد الشراكات المغربية الكورية، ويتم استقبال منح ومساهمات صناديق المنظمات العالمية بهدف محاولة التقليص من معدلات الإصابة، فإن المديرية الجهوية لوزارة الصحة، اختارت وضعية الشرود، والاكتفاء بمتابعة الوضع في صمت، دون التدخل للتفريق بين المرضى وضمان عدم الاختلاط فيما بينهم داخل المراكز الصحية التي توفر المتابعة الصحية لمرضى السل، ودون أن تحرص على توفير الموارد البشرية اللازمة لاستقبال المرضى الذين يعانون من السل المقاوم للأدوية، رفعا لحالة «الفوبيا»التي باتت تعيش على إيقاعها المستشفيات البيضاوية، ليس من طرف المرضى المترددين عليها فحسب، الذين منهم من قد ينتبه ومنهم من لايدرك حقيقة الوضع، وإنما حتى في أوساط المهنيين الذين ذاقوا ذرعا بهذه الوضعية، وباتوا هم أيضا مهددين بانتقال العدوى؟