«خويا/ ختي خاصك شي بروجرام « هذه أول جملة يمكنك سماعها وأنت ترتاد سوق من اسواق الكتب المستعملة بمدينة الدارالبيضاء والتي قمنا بزيارتها أول أمس الخميس . فعلى الرغم من تراجع إقبال شريحة واسعة من المغاربة على هذا النوع من الكتب في السنوات القليلة الماضية بسبب مبادرات توزيع المحفظات و الكتب الدراسية، وكذلك بسبب التغيير الذي تعرفه المقررات كل فترة إلا أن العديد من الاسر المغربية خاصة ذات الدخل المحدود تجد حلا لمشكلتها وضالتها في هذه الكتب. تقول بشرى (42 سنة ربة بيت) « كل سنة بعد نجاح أبنائي الثلاثة أحرص على جمع مقرراتهم التي درسوا فيها خلال السنة وأقوم باستبدالها بمقررات أخرى سيدرسون فيها في السنة الموالية مع إعطاء الباعة فرق الثمن بين الكتب وغالبا لا يكون كبيرا، أجد هذه العملية حلا مناسبا لتوفير بعض المال لباقي المستلزمات الدراسية وغير الدراسية. في الآونة الاخيرة أصبح الدخول المدرسي يتزامن مع العيد الاضحى، مما جعل فئة عريضة من المواطنين ذوي الدخل المحدود أو الفقراء ترتاد أسواقا أشهر من نار على علم في مدينة الدارالبيضاء، و خير مثال على ذلك سوق البحيرة وسط المدينة القديمة وكذا ساحة السراغنة بدرب السلطان، وهو نشاط غير مرخص له وغير قانوني يقوم به مجموعة من الشباب أغلبهم عاطل عن العمل يتصيدون المواسم حتى يكسبوا بعض المال وهناك نوع آخر من الشباب الذي يسعى الى جمع بعض المال من وراء هذا النشاط لسد حاجاته الدراسية . يقول منير (20 سنة طالب جامعي) وأحد باعة الكتب المدرسية المستعملة « تتم عملية جمع الكتب انطلاقا من فائض السنة الفارطة أو شراؤها من الآباء والأمهات أو نتوجه في غالب الأحيان الى باعة الكتب المدرسية بالجملة هؤلاء الذين يسطرون على اسواق خاصة بهم. فثمن المقرر عندنا يتراوح بين عشرة وسبعة عشر دراهم بينما مجموع مقررات السنة قد يصل الى اربعمائة درهم بالنسبة لمقررات السنة الثانية باكالوريا .ففي النصف الاول من شهر شتنبر يكون الاقبال بشكل خاص وكبير على مقررات المستوى الابتدائي، بعد ذلك المستويين الاعدادي الثانوي والثانوي التأهيلي. نحن على علم بأننا نمارس نشاطا ضد القانون لكن الناس بحاجة لهذه الكتب وبهذا الثمن. فأكثرية الاسواق كسباتة، درب السلطان درب غلف هي في الاصل أحياء شعبية معظم سكانها من طبقة اجتماعية متوسطة إن لم نقل فقيرة .وعموما فهي تجارة مربحة رغم أن مدة مزاولتها تكاد تكون قصيرة لا تتجاوز الشهر والنصف .» هو من جهة نشاط مساعد يسعى لتقريب الكتب الدراسية بثمن قليل لتحصيل العلم لطبقة يصعب عليها ولوج المكتبات، لكنه في المقابل وبالنسبة لأصحاب المكتبات هو نشاط يقوم على تدمير المنظومة التعليمية بمقررات ومناهج دراسية مستعملة ومنهكة من فرط الاشتغال عليها .