مع انطلاق كل موسم دراسي جديد، يُلاحَظ انتعاش ل «ظاهرة» بيع الكتب المستعملة، والتي تجلب عددا كبيرا من الأسر البيضاوية، خصوصا التي لديها عدد كبير من الأطفال، والذين تتطلب مستلزماتهم الدراسية مصاريف كبيرة، لا تتوقف عند توفير الكتب فقط، ولكنها تشمل اللباس وغيره... هكذا تتحول الأرصفة والساحات في معظم الأحياء (القريعة، درب غلف، درب السلطان، الحي الحسني، المدينة القديمة، البرنوصي...) إلى مكتبة مفتوحة، عبر «طابلات» وعربات، تزخر بالكتب المستعملة لجميع المستويات، وكميات من الدفاتر من مختلف الأحجام. ورغم مرور أكثر من أسبوعين على انطلاق الدراسة (في العمومي)، فإن شارع أفغانستان بالحي الحسني مثلا مازال مؤثثا بهذه التجارة الموسمية، والتي تخضع لقانون العرض والطلب، فسعر الكتاب يكون مرتفعا في بداية الموسم، ثم ينزل بالتدريج، حين يخف الطلب عليه، إلا أن القاعدة العامة التي يحتكم إليها هؤلاء «التجار» هو أن سعر الكتاب المستعمل هو نصف سعر الجديد، ثم تبدأ عملية المساومة مع الزبون. وحول الإقبال المتزايد على هذا النوع من الكتب المستعملة، يصرح لنا أحد الباعة ، كون ذلك يعود الى ارتفاع تكلفة الكتب المدرسية بالمكتبات في ارتباط بكثرة المستلزمات المدرسية على اختلاف المستويات خلال هذا الموسم الدراسي، مضيفا أن تواجد باعة الكتب المدرسية المستعملة يصب في مصلحة التلاميذ خاصة المنحدرين من الأسرالمتواضعة. (أنس.ع) طالب بكلية الحقوق، يشتغل ببيع الكتب المستعملة، يقول «إن معضلة اختلاف البرامج الدراسية أو المقررات بين مختلف المدارس والثانويات على مستوى المدينة، يطرح لنا عائقا في مايخص توفير كافة طلبات الزبائن»، مضيفا بأن إقبالهم (بمعية زملاء له) على ممارسة هذه الحرفة الموسمية يبقى فقط من اجل تغطية بعض المصاريف الضرورية الخاصة بالدخول الجامعي... وحول هامش الربح، أكد العديد من الباعة أنه يتراوح في الغالب بين 5 إلى 10 دراهم للكتاب الواحد، في أحسن الأحوال، كما أن البرنامج الخاص بمستوى الباكلوريا يعرف إقبالا ملموسا بحكم ارتفاع تكلفته بالمكتبات، حسب ما أكده بعض الباعة. يقول (هشام .ع) أحد باعة الكتب بمنطقة درب السلطان: «لابد أن يجد الشخص لنفسه مكانة وسط هذا الزخم من المهن الموسمية حتى يستطيع ، خاصة التلميذ ، أن يجمع بين الدراسة والعمل لتغطية مصاريف عدة»، مضيفا أن دخله يصل إلى 50 أو 60 درهما في اليوم في ذروة الموسم، ويتجاوز ذلك بقليل أحيانا.