تشهد معظم ساحات وشوارع البيضاء وأزقتها، منذ أواسط شهر شتنبر، انتعاش ظاهرة بيع الكتب المستعملة الموسمية، والتي تجلب عددا كبيرا من الأسر البيضاوية من جميع الفئات، سواء تعلق الأمر بالأسر ذات الدخل المحدود أو غيرها. إنه الحال بإحدى الأزقة القريبة من ساحة السراغنة، ومجموعة أمكنة أخرى كشارع افغانستان بالحي الحسني، شارع وادسبو بالألفة، ثم درب غلف، المدينة القديمة... شباب أغلبهم من الطلبة والتلاميذ اختاروا مقارعة الباعة الجائلين بالأرصفة والشوارع لتغطية جزء يسير من متطلبات الحياة اليومية من ملبس ومأكل أو تغطية مصاريف الدخول المدرسي / الجامعي الجديد... وحول الإقبال المتزايد على هذا النوع من الكتب المستعملة، يجيبنا أحد الباعة بشارع أفغانستان بالحي الحسني، كون ذلك يعود الى ارتفاع تكلفة الكتب المدرسية بالمكتبات في ارتباط بكثرة المستلزمات المدرسية على اختلاف المستويات خلال هذا الموسم الدراسي، مضيفا أن تواجد باعة الكتب المدرسية المستعملة يصب في مصلحة التلاميذ خاصة من ذوي الدخل المحدود، رغم المضايقات التي يواجهونها يوميا من لدن بعض أصحاب المكتبات المختصة في بيع الكتب الدراسية ، على حد قوله. هذا ولم يخف (محمد. ت) طالب بكلية الحقوق، والذي استغل هذه المناسبة للاشتغال ببيع الكتب المستعملة، معضلة اختلاف البرامج الدراسية أو المقررات بين مختلف المدارس والثانويات على مستوى المدينة، مما طرح لهم عائقا في مايخص توفير كافة طلبات زبائنهم من مختلف المناطق. وحول هامش الربح، أكد العديد من الباعة أنه يتراوح في الغالب بين 5 إلى 10 دراهم للكتاب الواحد، في أحسن الأحوال، كما أن البرنامج الخاص بمستوى الباكلوريا يعرف إقبالا ملموسا بحكم ارتفاع تكلفته بالمكتبات، حسب ما أكده بعض الباعة. ليس من السهل البحث عن لقمة العيش وسط هذا الزخم من إكراهات الحياة اليومية، لذلك يقول (هشام ع.) أحد باعة الكتب بمنطقة درب السلطان: «لابد أن يجد الشخص لنفسه مكانة وسط هذا الزخم من المهن الموسمية حتى يستطيع ، خاصة التلميذ ، أن يجمع بين الدراسة والعمل لتغطية مصاريف عدة». هذا ورغم انطلاق الموسم الدراسي، لاتزال الأزقة والساحات تحفل بمجموعة من «الطابلات» لتقريب هذه الكتب المستعملة من التلاميذ، خاصة من الأسر الضعيفة.