يعتبر سرطان البروستات من السرطانات التي ترعب الذكور، والذي يتسبب في تسجيل وفاة عدد كبير من المرضى، إذ تصل النسبة إلى 13.2% من إجمالي حالات الوفيات المرتبطة بالسرطان، وفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، أي بمعدل 12.500 حالة في المغرب بحسب أرقام سنة 2014، نتيجة للتأخر في التشخيص علما أنه مرض قابل للعلاج وتسمح الأدوية برفع أمد الحياة بالنسبة للمصابين به، وإن كان كثير من المواطنين لايعلمون هذه الحقيقة. سرطان البروستات هو يصيب كل سنة حوالي 40 ألف مغربي، وفقا لتأكيد الدكتور حسن الريحاني، رئيس الجمعية المغربية للتدريب وأبحاث الأورام الطبية، الذي أبرز خلال ندوة صحافية شهدتها الدارالبيضاء يوم الاثنين الأخير، والتي نظمتها مختبرات «أستيلاس» المختصة في علاج هذا النوع من الأمراض، على أنه يعتبر ثاني أنواع السرطانات التي تطال الذكور، إذ يهدّد 7 في المئة من الأشخاص الذين يبلغ سنهم 55 سنة، هذا في الوقت الذي عرفت معدّلات الإصابة به تطورا بنسبة 62 في المئة ما بين سنة 2004 و 2007، في حين يتم تشخيص ما بين 10 و 20 في المئة في مرحلة متأخرة مما يستوجب تعبئة جماعية من أجل الرفع من معدلات التوعية والتحسيس بأهمية الفحص والكشف المبكر. من جهته أوضح الدكتور خالد جوامعي، مدير شركة «أستيلاس» في المغرب، أن الندوة الصحافية التي تم تنظيمها خلال شهر نونبر، الذي هو شهر التوعية بصحة الرجال، تأتي انسجاما ودعوة المتخصصين في مجال الرعاية الصحية بالمغرب الرجال للمبادرة بإجراء فحص سرطان البروستاتا عن طريق تحليل عادي للدم، انطلاقا من سن 45 سنة، كخطوة وقائية، كما أنها تروم المساهمة في التوعية بهذا المرض ومخاطره وبالأشكال العلاجية المتطورة المتوفرة اليوم، التي تهدف إلى تمكين الأطباء من تحسين التحكم بالمرض والارتقاء بنوعية حياة المرضى وتقليل الضغط الناجم عنه. بدوره شدّد الدكتور أحمد العلج، على أهمية الفحص المبكر للمرض، الذي يتم من خلال تحليلة بسيطة يمكن أن تساهم في تجنب مضاعفات وخيمة، مؤكدا على أن سرطان البروستات هو رابع سبب للوفيات بسبب السرطان. وأبرز رئيس الجمعية المغربية لجراحة المسالك البولية، على أنه من المتوقع أن تزداد حالات الوفاة بسبب سرطان البروستات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 28% منتقلة من 15.422 في سنة 2012 إلى 19.681 خلال سنة 2020، مشددا على أن العديد من العوامل هي تؤثر على خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، وعلى رأسها السن، إذ تزداد نسب الإصابة بين الذكور الذين تزيد أعمارهم عن 45 سنة، والذين لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بسرطان البروستاتا. تشخيص لم يمنع الدكتور الريحاني، من التنويه بالمستوى الذي عرفه المغرب في مواجهة مرض السرطان بشكل عام، إذ عبّر عن اعتزازه بالمجهودات التي تبذلها مؤسسة للاسلمى للوقاية وعلاج السرطان، وبحجم المراكز الموجودة والأخرى التي هي طور الإنجاز، بالقطاعين العام والخاص، وبموقع المغرب إفريقيا في هذا الصدد على مستوى التجهيزات العلمية والتكنولوجية، والتي تستجيب لمعايير منظمة الصحة العالمية. ووقف الريحاني عند علاج السرطان النقيلي المقاوم للإخصاء الذي وصفه بكونه شهد تقدّما كبيرا في السنين الأخيرة، مبرزا أن الدراسات الحديثة تظهر أن الجيل الجديد من العلاجات الهرمونية هي فعّالة ويتحملها المريض بصورة أفضل، وبأن هذا العلاج قد يؤخر الحاجة إلى العلاج الكيميائي لفترة 28 شهرا وبجودة حياة جيدة. الندوة الصحافية، عرفت كذلك مشاركة الدكتورة سعيدة لغمري،رئيسة جمعية علم السرطان المغربي، التي وقفت بدورها عند عدد من الأرقام المرتبطة بواقع مرض البروستات وأعراضه، إلى جانب جملة من الخطوات الوقائية، كما هو الشأن بالنسبة للنظام الغذائي، إذ أوصت بضرورة الحرص على تناول الخضراوات والفواكه، وتفادي الإكثار من الدهون، والسكريات، إضافة إلى اعتماد النشاط البدني وعدم التدخين، دون إغفال زيارة الطبيب والقيام بفحوصات مبكرة، مختتمة مداخلتها بالتركيز على أهمية العلاجات المتوفرة في المغرب التي تعرف تطورا، والتي تجعل من الأمراض السرطانية قابلة للعلاج.